يحتفل الشعب الجنوبي في الداخل والخارج، بالذكرى العاشرة للتصالح والتسامح، حيث اجتمع أبناء شعب الجنوب في جمعية ردفان بتأريخ 13 يناير 2006م بالعاصمة عدن وتعاهدوا على التصالح والتسامح بين جميع أبناء شعب الجنوب من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا. ونسيان آثار ومآسي الماضي والخلافات والصراعات التي حدثت بين أبناء شعب الجنوب في 1978م و 1986م وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة ووضع اللبنة الأساسية نحو الهدف المنشود وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة .
ولتسليط الضوء أكثر على ذلك قمنا باستطلاع أراء نخبة من القيادات و المشاركين بالذكرى العاشرة في ساحة العروض بالعاصمة عدن ..
التصالح أساس متين لإعادة اللحمة
العميد/ ناصر أحمد عوض حويدر القميشي قيادي بالحراك الجنوبي قال : (التصالح والتسامح منجز عظيم ويعتبر اللبنة والأساس المتين لإعادة اللحمة بين أبناء الجنوب عامة ، فيوم التصالح والتسامح الذي تم اﻻعداد له جيدا والذي انطلق من جمعية ردفان في 13 يناير 2006 يعتبر بلسم لكل جراح الماضي بدون استثناء منذ عام 1967 ، فهو مرحلة جديدة وجبت ماقبلها و تاج فوق رأس كل جنوبي حر لرد الاعتبار لأهلنا ممن تضرروا من الأحداث السابقة مثال من أُممت ممتلكاتهم او نهبت أراضيهم فترة تشردهم والاعتذار لهم من قبل دولة الجنوب العربي القادمة بإذن الله ).
وأضاف: ( لقد اتفق ابناء الجنوب على التخلص من الحكم الشمولي وهذا موجود في البرنامج السياسي للحراك الجنوبي والثورة التحررية لشعب الجنوب والتوافق على النظام الجديد لدولة الجنوب القادمة ان تكون الدولة بنظام فيدرالي تجنبا لتكرار أخطاء الماضي).
تفريخ المكونات يعيد أخطاء الماضي
الاستاذ والكاتب صالح علي الدويل باراس قال: ( التصالح والتسامح يعني طي صفحة الماضي ولكي نطويها لابد أن نطويها بفكرها وتحالفاتها و مصطلحاتها ورموزها التي باشرت الجرائم او ارتُكِبت الجرائم تحت سيادتها ، وطي صفحة الاخطاء والاعتذار عنها ووضع ضمانات بعدم تكرارها في الممارسة السياسية والحزيية القادمة).
واضاف: (هذا يعني قبول الاخر الجنوبي المختلف سياسيا لا وطنيا معه وبناء مشروع سياسي معه ، لذا فإن إقرار مبدأ التصالح والتسامح هو الاساس ثم الاعتذار عن الأخطاء بعدها يأتي قانون العدالة الانتقالية وهو قانون يخلو من اي محاكمة جنائية للنظام السابق بل فيه جبر الضرر السياسي والمعنوي للأشخاص والقوى التي تضررت).
وأكد الدويل على أهمية التعريف بالجنوب حتى لا يتم الالتفاف على التسامح وتكرار الماضي بصورة مختلفة ، وأن يكون هناك برنامج واضح لشكل دولة الجنوب القادم بحيث لا يكون هذا الشكل ايضا مدخلا لتكرار الماضي.
وأردف: ( من آليات بناء المستقبل تحديد شكل الدولة وكذا ترك تفريخ المكونات ذات اللون الواحد ...الخ كلها قضايا للأسف لا تقدم فيها المكونات معالجات لأخطاء الماضي بل تريد الالتفاف وانتاجه بطريقة أخرى وهذا لا يعطي معالجات بل يشكل روافد لإعادة انتاج الماضي ما يؤثر سلبا على القضية وعلى الوحدة الوطنية الجنوبية) .
عدالة الدولة الجنوبية معالجة لآثار الماضي
من جانبه أكد د/ صالح يحيى سعيد رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري أن التصالح والتسامح يعني إنهاء صراعات الماضي وعدم الاقدام على صراعات جنوبية جديدة .
وقال : (التصالح والتسامح يؤدي إلى الأمن و استقرار الاوضاع العامة بالجنوب مما يساعد على البناء والتطور وتتحقق كل الامنيات الخاصة والعامة للجنوب ، والمعالجات انتهت بإعلان مبدأ التصالح والتسامح والتضامن بين الجنوبيين ، وفي المستقبل عندما توجد الدولة الجنوبية الكاملة بإمكانها معالجة أي آثار لم تعالج حتى الآن).
الشيخ /علي عمر صالح السعيدي قيادي في مجلس الثورة - أبين قال : (التصالح والتسامح هو الهدف الاستراتيجي بالنسبة للشعب الجنوبي والثورة الجنوبية وعلينا الاستمرار والتحلي بالأخلاق والأقوال والأعمال والسلوك اليومي لتحقيق هذا المبدأ السامي).
وأضاف قائلا : ( إننا بحاجة ماسة إلى بناء وطن متوازن في كافة المجالات بما يضمن هذا التصالح ويجسده في عقول أبنائنا ونسائنا والتضامن الحقيقي لبناء دولة النظام والقانون الجديدة و تجاوز آثار الماضي من عقولنا والنظر إلى المستقبل المفعم بالآمال في البناء على طريق التحرير والاستقلال الكامل).
عدن .. حضن الجنوب الدافئ
من ناحيته قال الاستاذ/ قائد أحمد الجعدي - نائب ثاني للنقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين ، قال : (التصالح والتسامح قمة الأخلاق والرجولة والوفاء ويعد بحد ذاته خطوة إيجابية نحو محو آثار الماضي السلبية وخلق علاقات وطيدة بين رفاق الدرب وهذا مكسب عظيم لأبناء شعب الجنوب وطي صفحة الماضي وما أجمل هذه الصورة التي يعانق فيها ابن شبوة ابن الضالع وابن أبين ابن يافع وابن حضرموت ابن لحج ... الخ، وأُمَنا عدن هي الحضن الدافئ لكل أبنائها حيث يجتمعون في ساحة واحدة تحت هدف واحد هو التحرير والاستقلال) .
وأردف: (يجب أن نورث أجيالنا الأخلاق العالية و أن الجنوب لكل أبنائهن، وزرع المحبة والوفاء ونبذ الماضي والولاءات والمناطقية) .
كما تحدث إلينا الأخ خالد مسعد علي رئيس الحراك في الضالع وقائد الجبهة الجنوبية العربية م/ الضالع ، فقال : (التصالح والتسامح أساس اللبنة الاولى التي تكونت في 13 يناير 2006 وكانت هي أساس النجاح لأهداف الثورة حتى وصلنا إلى هذا اليوم و تعتبر الذكرى العاشرة هي في إطار مواصلة أهداف الثورة الجنوبية حتى يتم تحرير باقي المحافظات الجنوبية حتى المهرة)
وأضاف : (إننا كقيادة في الثورة السلمية الجنوبية نحاول بناء برنامج سياسي لنتمكن من خلاله تجنب كل مخططات الأعداء الداخلية والخارجية ونحاول بكل تمعن وبخطوات ثابتة لكي نصل إلى شكل الدولة والنظام الذي سيكون صمام آمان لثورة الجنوبية حتى وإن كانت الخطوات بطيئة ونطمئن أسر الشهداء والجرحى انه لايهمنا شيء بحجم مايهمنا كيف نرعى أسر الشهداء والجرحى فهذا هو همنا الأول إن شاء الله) .
التصالح الجنوبي رسالة مهمة للعالم
القيادي في الحراك الجنوبي م. أبين علي أحمد الكازمي قال :(التصالح والتسامح نقطة تحول في تاريخ شعب الجنوب هذا الشعب الذي عانى الامرين ، وأكثر معاناته بعد عام 1990م ،وبالتالي على كل القوى الجنوبية وشرائح المجتمع ان توحد الرؤيا بالقول والعمل ، والأخذ بما هو ايجابي والمضي نحو التحرير والاستقلال) .
مؤكدا أن التصالح والتسامح في حد ذاته رسالة مهمة لكل شعوب العالم بأن هذا الشعب تواق للحرية والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية.
من جانبها قالت الاستاذة زكية باحشوان - رئيس قطاع المرأة في الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب : (التصالح والتسامح هو اللبنة الاساسية للثورة الجنوبية للارتقاء بعملنا السياسي الوطني وتوحيده , ويحتم علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نجسد هذا المبدأ بمصداقية على أرض الواقع وهو الطريق الذي يمدنا ويوصلنا إلى الهدف الاستراتيجي الذي يتطلع إليه شعب الجنوب ).
وشددت على أهمية نبذ فكر الماضي السلبي ونبذ العنصرية والمناطقية ،وتقبل الرأي والرأي الاخر الجنوبي ،وعدم الاقصاء والتهميش.
وطن جنوبي واحد
الاستاذة : انتصار خميس عبدالله - قيادية في الحراك الجنوبي السلمي قالت :(التصالح والتسامح هو قيمة إنسانية وأمرنا ديننا الإسلامي بالعفو . والتسامح يمثل قيمة إنسانية كبيرة وهو أساس متين لبناء دولة جنوبية حرة ليست رهينة لأي شيء ) .
وأضافت : (نحن الجنوبيين في كل محافظات الجنوب نشكل وطن جنوبي واحد وصورة واحدة وهدف واحد ، والتصالح والتسامح جب ومحا كل أخطاء الماضي لأننا استفدنا منها كثيرا ونحن على ثقة كاملة من وحدتنا الجنوبية مهما حاولت الخفافيش ان يبثوا الفتن بين الجنوبي والجنوبي).
وأوضحت انه بإمكان القيادات الجنوبية والكوادر الجنوبية اخذ زمام القيادة بأي محافظة جنوبية وليس بالضرورة البقاء بمحافظتهم فبإمكان أي محافظة الاستعانة بكوادر وقيادات جنوبية من محافظة أخرى . وشددت على عدم تهميش اي محافظة جنوبية و قبول الآخر ، وتعزيز الثقة فيما بين الجنوبيين وعدم الالتفات للفتن والشائعات.
جيل جنوبي خالي من الضغائن
وأكدت الاستاذة انتصار الهذالي - رئيسة مؤسسة من حقي للتمكين السياسي للمرأة ـ على أهمية التكامل الجنوبي قائلة : (لاتستطيع العاصمة عدن النهوض دون لحج والضالع وأبين وشبوة و حضرموت فكل محافظة تكمل الأخرى وهكذا أبناء شعب الجنوب كل منا يكمل الاخر فنحن لانستطيع العمل الوطني إلا مع بعضنا البعض لإعادة ما تبعثر خلال 25 سنة وماحصل من هدم وتدمير لكل مؤسسات ومقدرات الجنوب ).
وأردفت : (لابد من الجلوس إلى طاولة واحدة تسمى طاولة المصالحة الوطنية والشفافية بين الاخوة ويتحاورون للوصول إلى ميثاق شرف تعمد وتوقع بالدم بأن لايخون الأخ أخيه وأن نتنازل لبعضنا البعض ونترفع عن الصغائر والقبول بالرأي والرأي الاخر الجنوبي، ومستقبلا وحاليا يجب عدم اقصاء وتهميش بعضنا البعض وأن الجنوب لكل ابنائه وليس لفئة معينة, ويجب اختيار القيادات الجنوبية ذات الكفاءة وإعطاء كل ذي حق حقه دون النظر للانتماء القبلي او المناطقي او الحزبي وإنما النظر للكفاءة السياسية والفكرية .ومشاركته الفعالة لبناء الوطن والتركيز على الجيل القادم الذي يعتبر اللبنة لإعادة بناء وطن خالي من الضغائن وإعداد جيل مدرب يتم تدريبية وتأهيله ليس للهدم وإنما للبناء وكيف يتعامل مع مستجدات الأمور دون تعصب أو تشدد وعدم استغلال النفوذ لأغراض شخصية وإتاحة الفرصة للشباب بحيث تكون القيادات الجنوبية السابقة مرجعية صحيحة تغرس حب الجنوب وتترفع عن الصغائر وتساعد في إعداد وتأهيل الشباب) .
ضرورة تكثيف العمل الإعلامي الجنوبي
الاستاذ / فضل العبدلي - إعلامي جنوبي ، المنسق للمجلس الأعلى للحراك ، قال:
(التصالح والتسامح يمثل حجر الزاوية لاستعادة الثقة بيننا ولابد من تعزيزه ليغدو ثقافة بين أوساط شعبنا الجنوبي لينهل من هذه الثقافة أولادنا وأحفادنا في المستقبل ، فأخطاء الماضي كانت لها أسبابها منها الأحكام الجائرة والحسابات الخاطئة وعلينا ان نودع الماضي بكل تفاصيله في ذمة التاريخ ونأخذ منه الدروس والعبر) .
وحول دور الإعلام الجنوبي في هذه المرحلة ، قال : (في تقديري الشخصي انه يتوجب أن تقوم كل وسائل الاعلام الجنوبية بشرح تلك الخلافات وماخلفته من آثار تدميرية حتى اضعنا فيها الجنوب وبالتالي العمل سويا لتكثيف العمل الاعلامي الذي يخدم هذا الهدف السامي ( التصالح والتسامح ) وان نضع اولادنا وأحفادنا بالصورة بما خلفته تلك الصراعات .
ويؤكد الاستاذ / محسن حسن صالح - قيادي جنوبي ، على أهمية التصالح والتسامح بقوله:
(التصالح والتسامح هو لبنة أساسية لانطلاق الثورة الجنوبية وهي التي قسمت ظهر البعير (الاحتلال اليمني ) وهذا جاء بفضل الله ثم دماء الشهداء والجرحى وكذلك الاسرى والمعتقلين منذ عام 1994م إلى يومنا هذا ).
وأضاف : (يجب ان نتعلم من أخطاء الماضي وعدم إنكار دور الآخرين او إلغائه لأننا عندما استقلينا في عام 1967م كان هناك إلغاء لدور الطرف الآخر وكانوا في خندق واحد ضد الاحتلال البريطاني وعلينا أخذ عِبَر من الماضي ودروس نستوعبها ولا تتكرر).