صندوق خيري بإحدى مدارس لحج يحقق تجربة فريدة وناجحة للعمل الإنساني (تقرير وصور)
تقرير/ عبدالقوي العزيبي

 

كما هو معروف بأن من آثار الحروب ؛ الدمار والتخريب وزيادة الفقر وكثرة الأيتام والأرامل وتعطيل للأعمال، وهذا ما حدث نتيجة لحرب مليشيات صالح والحوثي، فبينما لا يزال مواطنو الجنوب يدفعون ثمن حرب صيف 94م، وتركتها الثقيلة حتى اللحظة، منها إحالة الموظفين الى التقاعد وتسريح بعضهم من الوظائف نهائياً، في القطاع الأمني والعسكري والمدني وظهور شريحة المتنفذين، والثراء الكبير لأشخاص محدودين، ومع ذلك تضخم كبير لنسب الفقر، وحرمان الأسر من تعليم فلذات أكبادها، وهكذا كان الاهتمام بالجدران ونسيان بني الإنسان، انتشرت المدارس وقل محتواها، وجاءت حرب مليشيات صالح والحوثي للقضاء على ما تبقى في الجنوب، وهدم بنيته التحتية وزيادة انتشار الفقر أكثر؛ لتوقف العمل في المصالح الحكومية والأهلية، وقد قيل قديماً: "ضربتان في الرأس توجع"، بل قد تميت في بعض الأحيان.

"الأمناء" أخذت نموذجاً ذاتياً لاجتهاد إحدى المدارس وقامت بزيارة، لمدرسة "ياسر عرفات" بمنطقة بئر ناصر غربي الخط العام، بالقرب من اللواء الخامس ، وتعدُّ هذه المدرسة الوحيدة التي أسست صندوقاً للمساعدات الخيرية بالمدرسة، لدعم التلاميذ والتلميذات الأيتام والفقراء وأبناء الشهداء، وتعتبر مدرسة متميزة في هذا الاتجاه عن بقية مدارس مديرية تبن، والتي عددها (82 ) مدرسة حكومية وأهلية .

فكرة إنشاء الصندوق

وفي تلك الزيارة تحدثت إلينا رئيسة لجنة صندوق المساعدات الخيري ووكيلة  المدرسة "أمل أحمد المصلي" بأن فكرة إنشاء الصندوق لوجود طلاب وطالبات بالمدرسة فقراء ولا تقدر الدولة من مد يد العون والمساعدة في تقديم لأسرهم الدعم وفيهم طلاب اذكياء جداً لكن ظروفهم المعيشية تقف عائقاً أمام تعليمهم ومن هنا جاءت فكرة إنشاء الصندوق لمساعدتهم بقدر الاستطاعة وتخفيف همومهم ومواصلتهم للدراسة، وبمساعدة من رجال الخير، نتمنى تطوير الفكرة وتعميمها على بقية المدارس .

خدمات الصندوق

وتضيف المصلي: يهدف الصندوق لمساعدة التلاميذ والتلميذات الفقراء والأيتام منهم أبناء الشهداء، داخل المدرسة لما يقدمه أهل الخير من مبالغ مالية نقوم بصرفها لهذا العمل الإنساني وزرع البسمة والفرحة  لفلذات الأكباد، وتمكينهم من الدراسة على امل تحقيق مستقبل افضل، متبعة حديثها بان للصندوق لجنة تقوم بمتابعة عملة اولاً بأول ولدينا سجلات وسندات مالية وحساب سنوي لما قد تم العمل به خلال عام دراسي .

إنجازات الصندوق

كما يقدم الصندوق دعماً بتوزيع الزي المدرسي والحقيبة المدرسية ومواد قرطاسية والأحذية  وحالياً قام بتوفير مواصلات لنقل عدد 24 طلاب وطالبة  ممن لا يملكون ثمن المواصلات ومنازلهم بعيدة عن المدرسة وتكلفنا أجرة الباص شهرياً 48 ألف ريال يمني وهو مبلغ لا يتحصل عليه الصندوق كاملاً وبشكل منتظم شهرياً من قبل أهل الخير.

وخلال هذا العام الدراسي 2015 / 2016 م  تم استهداف حوالي 20 طالب وطالبة من الفقراء بوجبة إفطار يومياً.

طالب أحب معلمته فأحضر والدته

وأثناء زيارتنا للمدرسة شاهدنا مدى إقبال الطلاب على تناول وجبة الإفطار مؤثـراً ذلك على نفسياتهم خصوصاً أنهم ينظرون الى بقية الطلاب عندما يقومون بشراء بعض المأكولات، بينما هم لا يمتلكون ثمنها وقد علمنا بأن من محبة الطلاب لرئيس الصندوق وتعاملها معهم بحنان الأمومة فإن احد الطلاب قد أحضر أمه الى المدرسة لكي يعرفها بالأستاذة المصلي نتيجة لتأثره بها وما تقوم به تجاه الطلاب.

جهات داعمة للصندوق

إلى ذلك، يقوم الشيخ "عبدالرحمن الفنيع" بتقديم دعم غير محدود للصندوق الخيري وبعض مدارس مديرية تبن وايضاً تساعد مدرسة النبراس بعدن بدعم للصندوق بالإضافة الى مؤسسة الاخاء للتنمية وعدد من فاعلي الخير ومعلمي ومعلمات المدرسة بما فيهن المتطوعات باعتباره عمل إنساني نبيل.

مدير المدرسة

وأرجع مدير المدرسة "ياسر الزخم" فكرة إنشاء الصندوق إلى الوكيلة "أمل المصلي" ونتعاون جميعاً في هذا الاتجاه، ونسال الله تعالى ان تعم الفكرة معظم مدارس مديرية تبن حيث وهناك شريحة كبيرة من الطلاب والطالبات الايتام والفقراء كما نناشد الداعمين من منظمات وجمعيات واهل الخير تقديم دعماً لأسر الفقراء والأيتام حتى يتمكن فلذات أكبادهم من مواصلة الدراسة ونيل الشهادات والحصول على فرص عمل والرفع من المستوى المعيشي  لأسرهم.

وجبة الإفطار عمل ممتاز

وفي نهاية الجولة كان لـ"الأمناء" لقاء مع مدير إدارة التربية والتعليم م / تبن احمد الجعدي  والذي أشاد بدور صندوق المساعدات الخيري بمدرسة ياسر عرفات باعتباره تجربة ناحجة داعياً بقية المدارس للعمل  به للتخفيف من معانات الطلاب والطالبات الفقراء في ظل شحة الإمكانيات عند الدولة وتوقف صرف الإعانة الشهرية واشاد الجعدي بتقديم وجبة الافطار للفقراء والايتام ووصفها بالعمل الإنساني الممتاز كما ناشد الجعدي المنظمات والجمعيات وأهل الخير والإحسان من مساعدة الطلاب والطالبات الفقراء والايتام من خلال نزولهم المباشر الى المدارس وتقديم الدعم وشكر الجعدي رجل الأعمال الشيخ عبدالرحمن الفنيع على كل الدعم الذي يقدمه لمدارس المنطقة والمديرية وهو عمل يجب على بقية الأخوة رجال الأعمال التسابق عليه لنيل الأجر والثواب وخصوصاً مع الأسر الفقيرة والايتام وشكرا لصحيفة الأمناء لاهتمامها بمتابعة مثل هكذا أمور وإظهار مدى حاجة الفقراء والأيتام للمساعدات الإنسانية .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني