للمرة الأولى وبعد مرور عقد على انطلاقة المشروع الوطني الكبير "التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي" تأمر السلطات الحاكمة للعاصمة عدن الجهات ذات الاختصاص بالتعاون مع اللجان المنظمة للفعالية وتجهيز ساحة الفعالية وتشديد الإجراءات الأمنية وإظهار الفعالية الاحتفالية بشكل يليق بذلك المشروع الجنوبي الكبير .
منذ بداية يناير الجاري تجري تحضيرات موسعة للترتيب لإحياء فعالية الذكرى السنوية العاشرة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي انطلق مشروع تدشينه من جمعية ردفان الخيرية بعدن في الثالث عشر يناير من العام 2006 م في ظل تطورات غير مسبوقة بوصول قادة الحراك الجنوبي للامساك بزمام السلطة وإدارة العاصمة عدن .
عقد من الزمن يطوي على ذلك المشروع الجنوبي الكبير الذي من خلاله انطلقت شرارة الحركة الوطنية الجنوبية "الحراك الجنوبي" للمطالبة باستعادة دولة الجنوب وفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية في السابع من يوليو 2007 عبر جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين من ساحة خور مكسر المركزية بقلب العاصمة عدن .
وتأتي فعالية الذكرى العاشرة للتصالح والتسامح الجنوبي هذا العام في ظل تطورات كبيرة ومتسارعة تشهدها الساحة الجنوبية تمكنت المقاومة الجنوبية في عدن وباقي محافظات الجنوب بإسناد من قوات التحالف العربي من التصدي لحرب اجتياح ثانية لعدن والجنوب شنتها قوات الغزو الشمالي " ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح" في مارس 2015 م .
حاكم عدن لم يغب عن الفعالية
وأكد حاكم عدن اليوم عيدروس الزبيدي في تصريح له ان ذكرى "التصالح والتسامح الجنوبي" هذا العام تأتي في ظل واقع جديد ومتغيرات كثيرة شهدتها الجنوب تمثلت بالحرب التي شنتها قوات صالح ومليشيات الحوثي على الجنوب الحرب التي تصدا لها إبطال المقاومة الجنوبية من كل مكان ومن جميع التوجهات الذين قدموا تضحيات كبيرة من شهداء وجرحى هذه التضحيات اثمرت نصرا وتحريرا لمعظم مناطق الجنوب وأفرزت واقعا جديدا سياسيا واقتصاديا وأمنيا وجسدت التصالح والتسامح حقيقة وواقع ملموس .
وشدد قائد المقاومة الجنوبية - حاكم عدن على أهمية آن تتضافر كل الجهود الخيرة في سبيل استتباب الأمن واستعادة الاستقرار الكامل للعاصمة عدن وفي كل المدن والمناطق المحررة كمدخل طبيعي وشرط ضروري للانتقال المباشر والسريع إلى عملية إعادة الإعمار وتمهيد التربة الخصبة لتنمية اقتصادية ومجتمعية شاملة وهي المهمة الصعبة والتحدي الأكبر الذي يقف منتصبا أمامنا جميعا ) .
ومضى الزبيدي مشددةً على ضرورة آن يحرص الجميع على جعل هذه الذكرى الوطنية المتميزة منصة جديدة للانطلاق نحو مزيد من تعزيز روح الثقة المتبادلة والحرص المشترك على جعل هذه الذكرى مميزه لتكون تعبيرا عن وحدة وتماسك بناء الجنوب في مواجهة المخاطر التي تستهدف وحدتهم وتحاول عبثا إثارة الفتنة بين صفوفهم .
واحتفل الجنوبيون هذا العام بذكرى مرور عقد "10 أعوام" على انطلاقة المشروع الوطني الكبير "التسامح والتصالح الجنوبي" بدون أي مضايقات أمنية او تواجد لقوات القتل والارهاب " الأمن المركزي والحرس الجمهوري".
خطوات كبيرة
خطوات كبيرة تحققت للجنوب الأرض الإنسان الهوية منذ تدشين "مشروع التصالح والتسامح الجنوبي" قبل عقد زمني من الآن ، لم يحصل الجنوبيون عليها بيسر بل بتضحيات جسيمة باهظة الثمن وكفاح نضالي مر لسنوات طويلة متعبة وشاقة لن تكتمل الفرحة للجنوبيين الا من خلال فرض سيطرتهم الكاملة على ربوع عموم مدن الجنوب وتحقيق الامن والاستقرار واستعادة مؤسسات الدولة وتطهير الجنوب من المليشيات في ظل صعوبات ومعوقات كثيرة تواجه الجنوب لا تحصى ولا تعد .
واحتشد الآلاف من ابناء الجنوب يوم أمس في ساحة العروض بخور مكسر لإحياء الذكرى العاشرة للتصالح والتسامح الجنوبي ، ودشن خلال الحفل الذي ابتدأ بأية من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني الجنوبي و وقفة حداد لقراءة الفاتحة إلى ارواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل تربة الجنوب الطاهرة ، وردد المشاركون العديد من الشعارات الجنوبية التي تحث على التصالح و التسامح والانتصار لدماء الشهداء وللمشروع الذين قدموا أرواحهم في سبيلة وألقيت خلال الحفل العديد من الكلمات الثورية والقصائد الوطنية التي تحث على التصالح وحفظ أمن و استقرار الوطن وأن يكون شعب الجنوب العيون الساهرة للأمن في عدن ، وقدمت اللجنة الإعلامية للحفل الشكر و التقدير للقيادة الجنوبية ممثلة بمحافظ عدن عيدروس الزُبيدي و مدير الأمن العميد شلال شائع وحضر الحفل العديد من القيادات الجنوبية وقيادات بارزة في صفوف المقاومة الجنوبية .
إسقاط رهانات إعلام صالح
الجدير بالذكر، أن إعلام المخلوع صالح دأب في الفترة الأخيرة، إلى الرهان كثيراً على نبش ونفخ صراعات 13يناير التي كان هو أحد أسباب الفتنة فيها، وإعادتها للواجهة، عبر شعارات عنصرية، كـ"عدن في يد الضالع" و "مواجهات مرتقبة بين إرهابيي أبين وحراكيي الضالع"، و"استهداف الزمرة بعبوات ناسفة"، بالإضافة إلى ذكر صالح السحل والقتل ووصف الرئيس هادي به، وبأنه ليس أهلا للذمة، وأن يناير ستتكرر مرة أخرى، حسب مقابلته الأخيرة.
وأثبت الجنوبيون في هذه الفعالية أنهم استطاعوا أن يتلاحموا بالفعل لا بالقول، حد ظهور أبناء الجنوب ملتحمين متماسكين في الميناء والمطار، ماضين صوب مستقبل يؤمن الحياة ويضمن استقرارها، عكس أهداف صالح، واستطاعوا أن يحولوا الأتراح والأحزان إلى أفراح، كما عبر عن ذلك هتافهم يوم أمس.