وجه محافظ عدن العميد عيدروس الزُبيدي كلمة إلى جماهير الشعب الجنوبي والثوار الأحرار المحتفلين في ساحة الحرية/عدن بالذكرى العاشرة لإعلان مشروع التصالح والتسامح الجنوبي .
الكلمة قرأت من قبل احد القائمين على الفعالية .
نص الكلمة :
في البدء أهنئ شعبنا الجنوبي العظيم وثواره المحتفلين في ساحة الحرية والاستقلال عدن خورمكسر بالذكرى العاشرة لانطلاق وتدشين مشروع التصالح والتسامح الجنوبي الذي أزهرت بشائر غرسه الأول في الــ 13 يناير 2006م من مقر جمعية ردفان بالعاصمة عدن، لتثمر سنابل دانية قطوفها في جميع أرجاء أرض الجنوب، ما لبثت بذورها أن انبتت شجرة الثورة التحررية في العقول والنفوس، والضمائر، خلال أشهر قليلة، فمثل بحق ذلك المشروع الانساني والوطني العظيم، بمضامينه ومدلولاته الإنسانية والفكرية السامية، الأساس الفكري والوطني والأخلاقي، لثورة شعب الجنوب التحررية، التي مكنت ثوارها من اجتراح وصنع ملاحم النضال السلمي والمسلح الفريدة في سبيل استعادة الوطن السليب والسيادة المسلوبة على أرضه، طيلة ثماني سنوات ماضية وما زال يفعل حتى اللحظة..
أيها الثوار الأحرار: إن احتفاءكم واحياءكم اليوم للذكرى العاشرة لانطلاق مشروع التصالح والتسامح الجنوبي العظيم، يأتي في ظل تطورات عديدة وانتصارات عظيمة حققتموها بالتضحيات الجسام المعمدة بالدم والعرَق والبذل والعطاء المستمر طيلة سنوات ثورتكم الماضية، ما كان لها أن تتحقق لولا ما بذره مشروع التصالح والتسامح من قيم الحب والوئام والتلاحم والسلام في الوعي والضمير الفردي والجمعي لديكم، حتى صرتم اليوم قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الأمل المنشود والغاية الكبرى، وهذه لحظة تاريخية مفصلية، وفرصة تاريخية مصيرية مهمة في تاريخ شعب الجنوب وأجياله المتعاقبة، وهو ما ينبغي بل ويتحتم إدراك مهام ومقتضيات هذه المرحلة بدقة حصيفة، وتكاتف جهود الجميع صوب انجاز تلك المهام والمقتضيات بكفاءة واقتدار، وكما تعلمون فقد فُوتت فرص عديدة وأُهدرت جهود وامكانيات عزيزة، دون توظيفها واستغلالها لبلوغ الآمال والتطلعات، وكل ذلك يرجع بتقديري الشخصي الى عدم وجود الرؤية الوطنية الجامعة والأداة الوطنية الواحدة والبرنامج العملي الموحد، كمفترضات واقعية منطقية لبلوغ تلك الغايات النبيلة..
ولأجل عدم تفويت الفرصة الراهنة أو إهدار الممكنات والإمكانيات المتاحة حالياً، فإني ومن منطلق الحرص والواجب الديني والوطني؛ أدعوكم إلى تحويل موضوع هذه المناسبة الوطنية الكبرى (التصالح والتسامح الجنوبي) من مجرد عنوان وشعار نظري إلى مشروع ميثاق تحرر ونهوض وبناء وطني ومعالجة وتسوية تاريخية عميقة الأثر وبعيدة المدى لجميع قضايا ومشكلات الجنوب الماضية والحاضرة وتداعياتها في الواقع والنفوس صوب وطنٍ آمن ومزدهر بالجميع وللجميع، فهذا هو مشروع التصالح والتسامح الجنوبي وفق مدلولاته ومضامينه الحقيقية التي تستوعب جميع مبادئ و أهداف وغايات المشروع الوطني التحرري لثورة شعب الجنوب التحررية..
ولذلك المشروع الوطني وبرنامجه العملي، يحتكم الجميع وفي سبيل بلوغ أهدافه وغاياته المرحلية والمستقبلية فليتنافس المتنافسون كل من موقعة وقدرته..
ولتكون الانطلاقة من يومكم هذا وساحتكم هذه التي انطلقت منها ثورة شعبكم التحررية في 7 / 7 / 2007م.
ولتشرع اللجنة التحضيرية بالتنسيق مع مختلف المكونات الثورية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدني وأرباب العلم والمعرفة والخبرات المتراكمة.. الخ.. لوضع آليات صياغة مشروع الميثاق والبرنامج الوطني الجامع، ولن نكون إلا عوناً وسنداً لكل جهد وطني حصيف في سبيل انجاز ذلك الاستحقاق الوطني الكبير..
وفي الختام أدعو الجميع وأهلي في عدن خصوصاً، دعم ومساندة جهود انقاذ عدن وانعاش مؤسسات الدولة الأمنية والخدمية والقضائية لاستعادة نشاطها وتطبيع الوضع العام في مدينتهم مدينة السلام والوئام والسكينة والاطمئنان، الذي أنذرنا حياتنا في سبيل استعادته في هذه المرحلة التاريخية المحفوفة بمخاطر عديدة بات يدركها الجميع..
ندعوا الله؛
الرحمة لشهدائنا الأبرار
الشفاء للجرحى.
الحرية للأسرى
والحرية والتقدم للوطن والمواطن..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم وإبنكم/ عيدروس قاسم الزُبيدي
محافظ عدن..