زنجبار.. وخطر المدارس الآيلة للسقوط على رؤوس الطلاب (تقرير مصور)
تقرير / جمال محمد حسين

 

تقرير / جمال محمد حسين                                 

مدارس عفا عليها الزمن، وانتهى عمرها الافتراضي، نخرت الأرضة سقوفها ودمرت الحرب أجزاء منها، وأصبحت مهلهلة من جميع الجوانب، فجدرانها أصبحت آيلةٌ للسقوط، بفعل عوامل التعرية وقذائف وشظايا الحرب، وأسقفها تآكلت بسبب الأرضة وأصبحت غير صالحة لدراسة الطلاب فيها، بل قد تجر معها كارثة جماعية مروعة - لا قدر الله - على أبناء تلك المنطقة، إنها "مدرسة بلال بن رباح" حاليا، دار المعلمين سابقا، تأسست عام 1954م، ومنها تخرج الرئيس "سالم ربيع علي" والرئيس "علي ناصر محمد" و"علي محمد هيثم" والبرلماني "محمد سالم الشدادي" وغيرهم.. من الكوادر والشخصيات المرموقة، والمنتشرة اليوم في داخل الوطن وخارجه، وفي مختلف الجوانب.

وأصبح عمر هذه المدرسة أكثر من ستة عقود من الزمن، وأضحى ما يميزها هو شيء واحد، هو أنها غير صالحة للدراسة، إلا أنه يدرس فيها أكثر من (خمسمائة وخمسين طالبا وطالبة، وأكثر سبعين معلم ومعلمة)، وكل هؤلاء معرضون لخطر الموت في حالة - لا سمح الله - انهارت أسقفها فوق رؤوسهم.

"الأمناء" بدورها قامت بجولة استطلاعية، لزيارة المدرسة وطافت في أرجائها، ودقت ناقوس الخطر الذي التقطته عدستها وستجعله شاهداً على إهمال من يتعمد نسيان أرواح الناس، وكأنها بخت "حظ" اليانصيب..

ألعاب الخفة

ورافق "الأمناء" كل من مدير المدرسة "محسن ماطر"، ورئيس ملتقى أبناء أبين "ماهر الصلاحي" وعدد من المعلمين، وفي هذه الجولة مشى الجميع بخفة وهدوء على سطح السقوف خشية انهيارها، بالضبط كمشية ألعاب الخفة، متجولين في فصولها وحماماتها، وشاهدنا العجب العجاب فيها.. فصول غير مؤثثة تأثيث كامل، وحمامات غير صالحة للاستخدام الآدمي؛ لعدم ترميمها ولعدم وجود الماء فيها أو وجوده غير نظيف، ومباني كانت قسم داخلي للطلاب تحولت الى مساكن استحوذ عليها بعض المواطنين وحولوها لمنازل لهم ..

لا حياة لمن تنادي

وبعد هذه الجولة جلسنا للقاء أ. محسن ماطر، مدير مدرسة بلال بن رباح للتعليم الأساسي في العاصمة زنجبار، وتحدث إلينا بألم ونبرة حزن، عن معاناته في مخاطبة الجهات المسؤولة وإبلاغها عن وضع المدرسة الخطير الذي يهدد حياة الطلاب والمعلمين ولكن كما قال لا حياة لمن تنادي، مضيفاً : لم نجد التجاوب من قبلهم وعود من عام للأخر ولا توجد نتيجة وكل عام تزداد مخاوفنا وقلقنا من الوضع العام للمدرسة هذه المدرسة التي تخرج منها رؤساء وكوادر لم تجد اليوم من يهتم بها كان هناك ترميم بسيط وسطحي من الألمان gtz قبل أكثر من عشر سنوات ، لتأتي حرب 2011م وتعرضت لتدمير أجزاء منها وبكل صراحة نقول بحت أصواتنا ومطالباتنا للاهتمام بالمدرسة واعادة بنائها وكلها وعود وخوفا على الطلاب نقلنا جزء منهم للمبنى المقابل للمدرسة الموجود في نفس السور وكان قسم داخلي ومازال معنا جزء كبير من الطلاب لم نجد لهم مكان، لهذا يدرسون في المدرسة ومعرضون للخطر ولذلك نناشد السلطة المحلية ومدير عام مكتب التربية في المحافظة والمديرية بسرعة التدخل لإنقاذ حياة طلابنا.                                 

توفير خيمتين

وبالمقابل، وحتى نحيط علماً بهذه القضية - نحن والقراء الكرام - ذهبنا لمقابلة الجهات المختصة في التربية والتعليم في المحافظة، والتقينا بمديرها أ. محمد مخشم والذي بدوره أفادنا بأن لديهم علم بوضع المدرسة الخطر، وحسب قوله، فقد أبلغوا الأخ مدير المدرسة، بضرورة نقل الطلاب الى المبنى التابع للمدرسة والذي كان قسم داخلي وتم تجهيزه، بما نملك من إمكانيات وهو غير كافٍ ؛ لاستيعاب الطلاب فنسقنا مع الأخ مدير الشؤون الاجتماعية والعمل لتوفير خيمتين كبيرتين من خيام اليونيسيف، لاستيعاب بقية الطلاب فيها، حفاظا على سلامتهم، وكحل مؤقت طبعا وقد تابعنا الاخوة الإماراتيين لبناء المدرسة، فاخبرونا ان المرحلة الحالية هي ترميم فقط وفي مرحلة ثانية للبناء فما أمامنا الا هذه الحلول المؤقتة في الوقت الحالي.    

تعليـم آمــن

وكان للمجتمع المدني كلمة وحضور معنا، حيث أوضح الأخ "ماهر الصلاحي" رئيس الملتقى أبين الحقوقي الاجتماعي الثقافي أن هذا الوضع لا يرضي أحد ومن حق أبنائنا أن يتعلموا في أماكن فيها كل وسائل التعليم وأمنه ولا توجد أي مخاطر فيها وكما لاحظنا وسمعنا من مدير المدرسة فإننا نحمل جميع الجهات المختصة في المحافظة المسؤولية الكاملة في حالة عن حياة أبنائنا وطلابنا في مدرسة بلال بن رباح فالمدرسة غير مناسبة ان يبقى الطلاب تحت سقفها حتى دقيقة للخطر الواضح الذي لاحظناه في مبناها من جدران مدمرة وسقوف منخورة من الأرضة وقد تسقط في أي لحظة لهذا نقول اللهم اننا قد بلغنا فاشهد.                                

كلمـة أخـيرة

وتبقى حياة أبنائنا الطلاب معرضة للخطر الذي يحيط بهم من كل جانب، في مدرسة بلال بن رباح في العاصمة زنجبار في ظل صمت واهمال وتقاعس جميع الجهات المختصة وعدم متابعة إجراءات استكمال انتقال الطلاب وخرجهم كاملا الى مبنى اخر أكثر أمان لطلابنا، ألهذه الدرجة أرواح أبنائنا وطلابنا رخيصة؟! وأين دور مجلس الآباء من هذا الخطر، ولماذا لا يتابع مكتبي التربية والتعليم في المحافظة والمديرية مسألة نقل الطلاب لمكان آمن ومناسب لتعليم وتأمين السلامة لطلابنا؟

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني