شباب الضالع ينزلون إلى الأسواق لتقديم خدماتهم للمواطنين..إقحام السياسة للتجسس على حياة الناس في لقمة عيشهم أمر مرفوض (تقرير وصورة)
تقرير/ أكرم القداحي

 

بعد أن طغت العمالة اليمنية القادمة، من الشمال على جميع أسواق الضالع كما هو حال معظم الأسواق الجنوبية الأخرى، والتي - كما يقول تجار جنوبيون - بأنها كانت متعمدة ومفتعلة لعدة أسباب حسبما قالوا، وأهم تلك الأسباب محاربة التجار والموزعين لكل التجار المحليين من أبناء هذه المدن.

تقرير/ أكرم القداحي

واشتكى بعض التجار الذين استمروا بضع سنوات بعد حرب صيف 1994م أثناء اجتياح الجنوب، والتي كانت من بين تلك الشكاوي ان الموردين من ابناء اليمن الشمالي كانوا يعاملون تجار الجنوب الصغار بسعر السلعة الواحدة، مهما كانت الكمية بينما يعاملون تجار الشمال بقيمة الجملة؛ حتى إن كانت الكمية قليلة مما جعل التجار من ابناء الجنوب يلزموا القعود في منازلهم، مضيفين: بأن هنالك تداخلات للخطوط السياسية في مجال هذه الأعمال، التي استخدمت لأغراض غير شريفة، وأثبتت هذه الحرب مدى صحة ما نقوله، ولعلكم جميعكم شاهدتم معاناتنا تلك ، وهذه بضعة أسباب من ضمن عدة أسباب.

حربٌ ضروس

ونتيجة لحرب ضروس استخدمت فيها كل الأساليب للإخضاع أبناء هذه المدينة إلا أنها تمنعت بشدة، وكان ردها واحدا، ودفعت ثمن ذلك الرد غالياً، وبسبب هذا كله انعدمت الثقة بين البائع والمواطن القادم من الشمال؛ حتى من كان (بريئاً) منهم، وليس كما يظن البعض من أنها مناطقية؛ إذ أن هنالك مبررات كثيرة ودامغة يتحدث عنها المواطنون، الذين يرفضون عودة أولئك البائعين، منها أن الحرب لا تزال قائمة على أشدها، والحرب كما قالها الصادق الأمين خدعة، وقد تكون هنالك خُدع تلبس ثياباً متنكرة برداء الباعة، وهذه أولوية أمنية لدرء أي احتمال بظلم هؤلاء، والتحفظ على أعمالهم على الأقل في هذا الوقت، حتى تنتهي الحرب ويتم اتخاذ إجراء واضح ومحدد وقانوني، وثاني الأسباب أنه تم اكتشاف باعة يعملون على إمداد مليشيات صالح والحوثي بكل المعلومات اللوجستية والاستخباراتية، للقيام بأعمال معادية للأمن المجتمعي وهذا مرفوض جملة وتفصيلا؛ ومن هنا جرى التحرز على هذا الملف إلى حين النظر فيه بروية، وكما تقول القواعد الفقهية الصريحة التي تقول: "لا ضرر ولا ضرار"، و"الضرر يُزال"، و" الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف"، و " إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما"، وهكذا يتم مراعاة هذه القواعد، خاصة عندما نعرف أن هنالك دماء أهرقت، وحبات قلوبٍ سقطت من أواسط العِقد..

الهجرة إلى قعطبة

وبعد أن أغلقت جميع أسواق الضالع أبوابها باستثناء الشعيب (العوابل)؛ التي لا يزال هنالك بعض الباعة، من إخواننا الشماليين.

 وبعد هروب الكثير من التجار الشمال، بعد أن وجدت أدلة دامغة لتورط البعض منهم، بمناصرة المليشيات وتسهيل بعض منهم عبور الجبهات، لقتل أبناء المحافظات الجنوبية، أصبحت جميع المحلات مغلقة تماماً، فاضطر أبناء الضالع إلى الذهاب الى اسواق في اراضي يمنية مثل سوقي قعطبة والفاخر؛ لشراء احتياجات ومتطلبات أسرهم وخاصة المواد الغذائية؛ والقوت الضروري؛ التي عانت تلك الأسر الأمرّين نتيجة الحرب والحصار، فوجد بعض الشباب من أبناء المقاومة ان في الأمر خطورة بالغة على الأهالي، وحتى لا يفهم مواطنو الشمال، بأن هذا الشيء استفزازي لهم، وخوفا على المواطنين من قبل تلك المليشيات رغم ان ذهابهم الى تلك الاسواق أتى بعد تأمينها من قبل المقاومة الجنوبية؛ لكونها تقع على مقربة من حدود الضالع.

الأسواق تفتح بأيادي ضالعية

وشعر شباب المقاومة بأنهم أمام مسؤولية وواجب وطني وإنساني لابد من القيام به فقام الكثير منهم بمبادرات لتوفير السلع والخدمات وفتح بعض المحلات التجارية في أسواق المدينة تلبية لاحتياجات المواطنين وإشباع رغباتهم وقاموا بدعوة ودعم البسطاء من الناس وتوفير الخدمات لهم وتشجيعهم على البيع والشراء للمتطلبات  الضرورية.

وفي الوقت ذاته، تم حل مشكلة أخرى وهي مشكلة البطالة التي تفشت كثيراً بين شباب المحافظة، وأصبحت تعول أسرها من الدخل اليومي كما أصبح الجميع يعملون في شتى الاسواق ويتاجرون في جميع السلع والخدمات التي أصبحت اليوم تشبع رغبات وتلبي احتياجات كافة أبناء الضالع .

في أسواق الضالع

ولمعرفة آلية الحياة هناك، تجولت عدسة "الأمناء" في العديد من أسواق محافظة الضالع وأخذت عينة من لقاءات سريعة مع بعض الباعة ومرتادي السوق من المواطنين ، حيث يقول "صالح أحمد" وهو بائع خضار: مازلنا في جبهات القتال تركتها نهارا لخدمة أبناء الضالع وأعود لها ليلاً؛ ولا فرق نحن هنا نقدم الخدمات للناس بقيمة التكلفة فقط وبدون أرباح لكوننا شعرنا بمسؤولية تجاه هذا المواطن.

أما سام صاحب بقالة يقول في حديثة لنا: هذه بقالتي الخاصة كنت قد افتتحت العمل فيها قبل الحرب ولكن قامت المليشيات باقتحامها ونهب مافيها بالكامل و الان الحمد لله رغم الخسارة الكبيرة الناتجة عن نهب البقالة والمخزن وإعطاب الثلاجات اثناء قصف المليشيات لها قبل اقتحامها وبفضل الله أعدتها من جديد، والمهم هو أنني أنام في بقالتي بأمن وأمان، ولقد شعرت انه لا خسارة، المهم أن يرحلوا عنا.

وفي السياق ذاته، يقول المواطن "عبدالله الأصهب": أصبح أبناء الضالع اليوم مثلا يقتدى به وكخلية نحل هناك من يقاوم ويواجه في خطوط النار وهناك من يناضل ويقاوم لتثبيت أمن ومنهم من يقدم خدماته للناس.

واختتم الحديث أ. "صالح ناصر حسين" عن الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها الضالع وطالب أبناء الضالع المزيد من التلاحم والاصطفاف لتثبيت الأمن، مضيفاً: إقحام السياسة للتجسس على حياة الناس في لقمة عيشهم أمر مرفوض، وعبر عن مدى شكره لدول التحالف العربي على وقوفها الى جوار شعب الجنوب.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني