لأجل عدن بُذلت جهود صادقة في جبهة العمل الإنساني على مدى أشهر عجاف مرت على هذه المدينة الباسلة ، إنه نضال الظل المتوازي مع النضال في جبهات القتال ، وللجنود المجهولين بصمات لا تنسى ..
في جبهة شهدنا مآثرها كان مجمع حاشد الصحي بوتقة عمل دءوب للتخفيف من المعاناة التي عصفت بواقع البسطاء ..
وفي جولة استطلاعية لتلك الجبهة كان لنا لقاء مع مدير المجمع د/ عبد الرب المفلحي، نوجز ما قاله في الآتي ..
لقاء / دفاع صالح
مرفق صحي بدون سيارة إسعاف!
استبشر طاقم عمل المجمع ومرتادوه من المرضى وساكني المناطق المجاورة له خيرا من نبأ وصول سيارات الإسعاف المقدمة كدعم من دولة الإمارات، لكن المجمع لم يحظَ ولو بسيارة بديلة لسيارة إسعاف المجمع المسروقة منذ أسابيع..
د/ المفلحي أيضا أبدى عتبه لنسيان المجمع من عملية توزيع سيارات الإسعاف وكذا من الترميم الذي حظيت به جميع المستشفيات والمجمعات الصحية في المحافظة، وقال: (الهلال الأحمر الإماراتي قام مشكورا بجهود جبارة لإعادة تطبيع الحياة في كل النواحي، وقدم دعم سخي للقطاع الصحي، غير أن مجمع حاشد كان منسيا) .
مهمة إنسانية درجة أولى
يؤكد د/ المفلحي على الأهمية المجتمعية لمجمع حاشد الصحي فيقول: (لا نبالغ لو قلنا أن المجمع الذي أنشئ عام 2003 يعد نقطة تماس أولى للمواطن، يأتي أولا للمجمع ثم يتم تحويله للمستشفيات لو استدعى الأمر، فالمجمع يقوم بالعمل بشقين، وقائي وعلاجي، إضافة إلى الفحوصات الداعمة) .
ويضيف : (طبيعة عملنا إنسانية بالدرجة الأولى، لذا فقد استلهم طاقم العمل هذا الشعور منذ البدايات الأولى للحرب، وشعروا بضرورة وجودهم في الوقت الذي يختفي فيه الآخرون، هناك من كانت له ظروفه الخاصة، لكن كل من تطوع بالعمل في تلك الظروف كان نتيجة شعور بالمسؤولية تجاه ذلك الوضع الاستثنائي) .
مهام مستحدثة
اتجه مصابو الأمراض المزمنة إلى مجمع حاشد الصحي كمصدر وحيد لصرف الأدوية طوال أشهر الحرب، فكان ذلك ضمن المهام المستحدثة للمجمع، إضافة إلى قسم الطوارئ التوليدية الذي ظل يعمل على مدى (24) ساعة حتى نهاية يوليو- هذا ما أفاد به د/ المفلحي- شاكرا طبيبات النساء والتوليد في مستشفى الصداقة اللاتي قدمن للعمل في المجمع أثناء الحرب.
إسهامات فاعلة
يثني د/ المفلحي على اللجنة الطبية الشعبية العليا التي أكد أنها ومنذ الوهلة الأولى للحرب بادرت بتقديم الدعم في الأدوية والمستلزمات الطبية وتحفيز الأطباء والممرضين، كما يتذكر بكثير من التقدير إسهامات مؤسسة العون الإنساني ، ومشروع طوارئ عدن، ومسجد الهدى ، ومنظمة الإنقاذ الدولية، والهلال الأحمر الإماراتي، ومنظمة الصحة العالمية، ومؤسسة المنير والتواصل للتنمية الإنسانية، وكذا حملة لأجلك يا عدن.. وقال: ( أشكر كل هذه الجهات التي قدمت العون سواء بالمستلزمات الطبية أو بالوقود، وأشكر كل طاقم العمل الذي عمل بكل مسؤولية).
ويشير إلى أهم الصعوبات التي واجهت طاقم العمل أثناء الحرب والتي كانت أهمها – حسب ما جاء في حديثه – صعوبة الحصول على محاليل المختبرات والمحاليل الإشعاعية).
سلبية مكتب الصحة
وقعت على كاهل أطباء مجمع حاشد مسؤولية العمل بمجهود المستشفيات بسبب إغلاق مستشفى الجمهورية والمجمعات الصحية في المنصورة والشيخ عثمان والقاهرة، وبالتالي كانت الجهود مضاعفة .. هذا ما أفادت به د/ نجوين المرزوقي التي أبدت أسفها تجاه الدور السلبي لمكتب الصحة في تلك الفترة، شاكرة كل المتطوعين الذين عملوا في المجمع بجهود متفانية .