في صباحات الإشراق وصباحات الضجر ومنذ (16) سنة تطل على الأزقة امرأة تتعالى في معصمها الهمم ، ألفت خطواتها الطرقات وشهد لها البسطاء بالإخلاص في العمل ..
(لأُم زهراء) شعار رائد (العمل مش عيب) تسمو به فوق متاعب الحياة وشقائها ، فمنذ أولى أيام الحزن على شريك حياتها الذي غادر الحياة ، خرجت بحثا عن العمل ليستقر بها الأمر كعاملة نظافة بـ (27 ألف ريال ) كراتب شهري تتكفل به بتربية ورعاية ستة أيتام يفتقدون إلى أبسط مصادر الدخل. وفي بيئتها البسيطة الواقعة في (دار سعد) ترعرع الأبناء فترعرعت مسؤوليتهم على كاهل أم أنهكها عناء الحياة بمتطلباتها المختلفة.
غير أن لتفاصيل مآسي الحرب عناء آخر ألقى بساكني المدينة الآمنين في ركن قصي من الشقاء ، فتجرعت أم زهراء وأسرتها قهر النزوح وبؤس الاحتياج لأبسط مقومات الحياة .. ليس هذا فحسب بل أن لعائلة أم زهراء مساهمة في قافلة الشهداء، فقد استشهد شابان من أولاد إخوتها وجرح ثالث.
لم تنتظر أم زهراء طويلا عقب انتهاء الحرب ، فنداء الواجب يدعوها،عادت إلى أزقتها في منصورة عدن ، تقتات دمعها وتمحو آثار عبثنا لتبدو الأماكن بلون آخر .. فهنا عدن التي لأجلها يُعشق العمل .. هكذا تقول العاملة المتفانية ، ولها نقول : ستكون عدن بخير طالما لها عاشقون حد الارتواء ..