الساكت عن الحق شيطان أخرس هكذا كان يردد سالم مقطم وهو ينادي أصحابه للذود عن محافظة عدن ، تقدم مع رفاقه في جبهة العز في المدينة البيضاء خور مكسر فكان يهاجم ببسالة شديدة الأمر الذي جعل جند الأعداء يترقبونه ويصبون جام غضبهم نحوه من خلال فتح ماسورة رشاشاتهم وتوجيهها إلى جسده الطاهر لتتساقط قطرات الدم كشلال من شرايينه التي اخترقتها وابلا من الرصاص أمام معسكر بدر وما هي إلا لحظات حتى غادرت روحه النقية جسده إلى باريها .
نشأ سالم في خور مكسر ويعتبر واحدا من الذين ردوا بالرصاص عن سؤال الاستعباد والظلم الذي حاول المغتصبون فرضه بالقوة .كان طالبا في المعهد التجاري وكغيره من الشباب يأمل بمستقبل أفضل وعيش كريم ولكن توافد تلك القوافل المدججة بمختلف أنواع السلاح والتي كانت تهوى القتل وتتزود من ثقافة الإبادة وعمليات الاختطافات دفعته للذود عن الأرض ووهب نفسه في سبيل ذلك محاولا أن يضع لبنة في بناء تحرر الأرض من ظلم كهنة نظام فاشي تاركا لنا مسؤولية متابعة تشييده .
الأستاذ / عبد لله ثابت قال : لقد كان الشهيد سالم من خيرة أبنائنا ولأجلنا ولأجل تبقى عدن شامخة أبية قدم نفسه بعدما توهم العدو بأنه قادر على إسقاط خور مكسر بسهولة ويسر وأنها ستصبح ملك يمينه هب الشباب من كل حي وزقاق وتدافعوا فرادا وجماعات للقضاء على كل من يحاول إخضاع عدن للذل والمهانة ولقد كان الشهيد سالم في مقدمة صفوف المدافعين عن عدن التي تربى بها وشرب من حليب نقائها .