قال الكاتب والمحلل السياسي والعسكري الجنوبي الدكتور علي صالح الخلاقي إن الادعاءات الإيرانية وزعمها ان سفارتها في صنعاء تعرضت للقصف, تأتي في إطار الدور الإيراني الذي تقوم به في المنطقة، وقد كانت هي أحد اسباب التداعيات التي أدّت إلى أن يتمكن الحوثيون من الاستيلاء بالقوة العسكرية وبدعمٍ لم يُخفى على أحد من الإيرانيين، وهذه المزاعم تأتي في إطار تلك المناكفات التي تحاول أن تفتعلها إيران لتغطي بها على موقفها المشين من الاعتداء الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد".
وقال الخلاقي في تصريحات صحافية لقناة سكاي نيوز عربية مساء الجمعة ان إيران تحاول أن تصور وكأن ما يجري في اليمن هو مواجهة مع السعودية، في الوقت الذي نعرف أن للإيرانيين أيادٍ واضحة في دعم الحوثيين وفي وجودهم كقوة ومليشيات عسكرية كانت تطمح إلى أن تشكل جيباً يكون رأس حربة لإيران في جنوب الجزيرة العربية لتنفيذ أجندتها، وهذا ما لا يخفى على أحد ، إذ رحَّبت إيران علانية بسقوط صنعاء في يدها كعاصمة عربية رابعة حينما استولى الحوثيون بقوة السلاح على العاصمة صنعاء".
وحول الأهمية الإستراتيجية لميناء ميدي الذي حررته قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، وماذا يمثل هذا في سير المعارك القادمة، قال الدكتور الخلاقي " في تقديري الشخصي، أن هذا الانتصار يعد الانتصار الأول الذي يمكن الإشارة إليه في هذا العام الجديد، ضد قوات الحوثيين وأنصار المخلوع صالح. فميدي هي الرئة، أو إحدى الرئات التي كان يتنفس منها الحوثيون عسكرياً وتموينياً وغير ذلك. بل أن ميدي كواحد من الموانئ الرئيسية على البحر الأحمر كانوا يريدون أن يكون ضمن تقسيم الأقاليم تابعاً لمحافظة صعدة (إقليم أزال)، ويعزو البعض أن عدم حصولهم على ذلك الطلب قد كان أحد الأسباب التي جعلتهم يستولون على السلطة ومحاولتهم الاستيلاء على اليمن بكاملها بدلاً من ذلك الميناء".
وقال " نعرف أن ميدي هي مدينة ساحلية على الغرب اليمني في إقليم تهامة وهي تحد جنوب السعودية، إلى جانب كونها أقرب حلقة وصل إلى الحوثيين من البحر، وهي كما قلت الرئة العسكرية التي كانوا يتنفسون منها أثناء سيطرتهم على ذلك الميناء في ظل الدولة الرخوة التي كانت قبل سقوط المخلوع، وكذلك اثناء الاضطرابات التي جاءت بعد الثورة على المخلوع عام 2011م، وبهذا اعتقد أن أهمية السيطرة على ميدي أهمية كبرى كونها ستعطي بوابةً جديدة الآن لتضييق الخناق على الحوثيين من أكثر من جهة، من الشمال الغربي ومن الشمال الشرقي ومن الجنوب، ولاشك أنها كمدينة ساحلية ستكون فاتحة شهية الآن لمعارك قادمة على الساحل التهامي وصولاً إلى قطع الرئة الرئيسية الأخرى المتمثلة بميناء الحديدة، وأعتقد أن هذا ليس غائباً عن أذهان قوات التحالف وقوات الشرعية".