حيث ردَّت المقاومة الجنوبية على قصف مليشيات صالح والحوثي الذي استهدف قرى المواطنين التي تطل عليها عقبة ثرة، بقذائف المدافع والدبابات المتوفرة لديهم، والمتمركزة في منتصف نقيل ثرة .
وتتمركز المواجهات المركزة في عقبة ثرة بالذات، والتي تتكون من اثنين وخمسين منعطفاً (رون)، وتطل على مدينة لودر بمحافظة أبين، وتحديداً قرية الحضن، ومن خلفها مديرية مكيراس التي لا تزال تحت سيطرة مليشيات صالح والحوثي.
ولم يكن لتلك المليشيات أي حاضنة من قبل أهل الأرض هناك، سوى ما كان بقوة السلاح وبطشه، حيث استخدمت مليشيات الغزو، القصف العشوائي على قرى عقبة ثرة، واعتقلت المواطنين، ورغم هذا كله فتلك المليشيات لم تعد تسيطر إلا على أقل من ثلاثة منعطفات (أروان) من هذه العقبة، وما يعادل أكثر من ثمانية و أربعين منعطف (رون) تسيطر عليه المقاومة الجنوبية الباسلة بمقاتليها الأبطال .
ومنذ سبتمبر الماضي يشهد نقيل ثرة الاستراتيجي، مواجهات شرسة بين المقاومة والقوات الغازية لأرض الجنوب, ولا تزال المعارك والقصف مستمر حتى اللحظة على بعض المناطق المحاذية لهذا الخط الناري، فيما تتلقى المليشيات الغازية امدادات وتعزيزات عسكرية عبر محافظة البيضاء.
وتعتبر عقبة ثرة الحدَّ الفاصل بين مديريتي لودر ومكيراس، التي كانتا سابقاً ضمن التقسيم الجغرافي لدولة الجنوب، وتم ضم مكيراس بعد الوحدة إلى محافظة البيضاء، كما كانت ثرة في وقت سابق البوابة التي دخلت من خلالها القوات الشمالية الغازية إلى محافظة أبين، وصولاً لمدينة عدن، في حرب صيف 94م.
إسناد جوي
وقالت قيادة المقاومة في جبهة ثرة أن الجبهة بحاجة ماسّة للإسناد الجوي والبشري نظرا للمواقع و المتارس التي استحدثتها مليشيا الحوثي في جبهة ثرة ومحاولاتها المتكررة للتسلل صوب لودر ..
كما ناشد أبطال المقاومة الجنوبية قوات التحالف بتكثيف غاراتها الجوية وإمداد المقاتلين بالسلاح النوعي، في هذا الوضع المتفاقم، ومعاناه المواطنين الطويلة، جعلت الكثير من مواطني سكان المنطقة الوسطى لمحافظة أبين يتساءلون عن حسابات قوات التحالف بقيادة المنطقة الرابعة من إبطاء معركة الحسم في نقيل ثرة .
وقد راح ضحية جبهة ثرة أكثر من 180شهيداً والكثير من الجرحى منذ اندلاع المواجهات واجتياح مليشيات الحوثي وصالح أراضي الجنوب في مارس الماضي.
وتشهد مناطق ثرة وضعاً إنسانياً صعباً جراء القصف العشوائي لتلك المليشيات على تجمعات سكنية حيث قصفت المليشيات الاربعاء الماضي منطقة الحضن بصواريخ الكاتيوشا، وهذا حال وواقع طيران التحالف وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وإدارة الرئيس هادي، أذنٌ من طين وأخرى من عجين؛ متناسين أن جبهة مكيراس وثرة في مواجهة مفتوحة ومستمرة مع الحوثيين، وأن الحوثيين لا يزال لديهم العدة والعتاد لإطالة أمد هذه الحرب في هذه الجبهة، ولو عن طريق القصف من أماكن بعيدة.
وقصفت مليشيات صالح والحوثي منطقة الحضن، وتحديداً حافة هزم بالكاتيوشا، لكن أحدا لم يتعرض للأذى بقدرة قادر،.. وها هم وحتى اللحظة حيث لا تزال الاشتباكات دائرة
وتروي لـ"الأمناء" شهادات مواطنين من مكيراس بأن مليشيات الاحتلال ، تعمل بجهد كبير بعد تقدم المقاومة الجنوبية إلى أعلى الربع الأخير من نقيل ثرة، على استحداث أنفاق وأهداف تمويهية، لتلافي غارات الطائرات، مضيفين: أن المليشيات تقوم بعملية زرع ألغام حتى تعيق تقدم المقاومة.
بيان المجلس العسكري
وأصدر المجلس العسكري للمقاومة الجنوبية بالمنطقة الوسطى محافظة أبين بلاغا هاما يدعو فيه محافظ المحافظة وقائد المنطقة الرابعة وقيادة التحالف العربي إلى خطورة الوضع في جبهة عقبة ثرة.
وقال البيان أن المقاومة الجنوبية تمكنت من دحر مليشيات الحوثي وقوات المخلوع عن كامل تراب محافظة أبين وما بقي إلا جيوب قليلة جداً، وقدمت خيرة شبابها في سبيل تطهير أبين لتظل شامخة حرة كريمة..
وحاولت المليشيات حشد وتجميع عناصرها والنزول من عقبة (ثرة) في عمليات فاشلة للسيطرة على عقبة ثرة ووصلت تلك المليشيات الى منتصف (ثرة) ولولا يقظة أبطال المقاومة الذين استطاعوا بمجهوداتهم الذاتية والمحدودة من صد هذه الحشود ،لتمكنت تلك المليشيات المعتدة من التوغل نحو مدينة لودر..!!!
ونبه البلاغ الى خطورة الموقف، داعياً قادة المحافظة وعلى رأسهم محافظ محافظة أبين بصفته المسؤول الأول عن المحافظة، وكذلك قائد المنطقة الرابعة ،المسؤول العسكري الاول ،وقادة التحالف العربي، الى تحمل مسؤولياتهم والوقوف أمام هذه المستجدات والتداعيات الخطيرة، ونحملهم كامل المسؤولية في حال لم يتحركوا لمواجهة الموقف...!!
وقالت مصادر محلية وشهود عيان لــ"الأمناء"، إن “مليشيات الحوثيين وصالح المتمركزة في أعلى قمة عقبة ثرة، قامت بقصف عدد من قرى الحضن بالكاتيوشا ومدافع الهاون ومضادات الطيران بشكل عشوائي.
وتعيش المناطق المحاذية والقريبة من عقبة ثرة وضعاً كارثياً على المستوى الإنساني، والطبي جراء القصف المتواصل الذي تشنه مليشيا الحوثي المتمردة وقوات المعزول صالح على أحياء وقرى الحضن . وعلى الجانب الآخر فإن هذه المناطق تعرضت للدمار في البنية التحتية من قبل المتمردين الحوثيين خاصة منازل المواطنين .