اشارت صحيفة "الامناء" في عددها الصادر اليوم الاحد ان ضابط عسكري أردني متقاعد قلل من أهمية ما أسماها بـ"النزعة الانفصالية" لدى أبناء المحافظات الجنوبية , معتبراً بأن سير العمليات القتالية على الأرض وتضييق الخناق على الحوثيين وأتباع صالح من شأنها أن تسهم في تراجع حدة الاحتقان في الجنوب .
وقال اللواء الأردني الدكتور فايز الدويري مساء أمس لقناة (بي بي سي ) بأن تحرير محافظة تعز اليمنية وتخليصها من قبضة الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح سينهي النزعة الانفصالية في الجنوب .
وأثار حديث اللواء الدويري موجة سخط واستنكار شديدين لدى شريحة واسعة من الساسة والإعلاميين والمثقفين الجنوبيين الذين استغربوا مثل هذا الطرح وأن يأتي من رجل عسكري وسياسي أردني لا يفرق بين التمني والواقع وربط قضية شعب بأكمله بعملية تحرير محافظة من محافظات الشمال .
وقال الناشط السياسي الجنوبي لطفي شطارة في تعليقه على هذا الموضوع بأن الوحدة كانت أمنية وحلم الجنوبيين وهم من حققوها بإرادتهم ، وهم وحدهم من اكتووا بنارها طيلة 25 عاما مضت .
وأضاف شطارة : الواقع الذي لخصه الدويري فيه كثير من التسطيح الذي يصل حد استغباء المشاهد وربطه بين قضية شعب بعملية تحرير محافظة ..
واستطرد قائلاً : قضية الجنوب أيها اللواء الأردني جاءت منذ 94 وعقب التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في عاصمة بلدك ، وهي الوثيقة التي انقلب عليها نظام صنعاء وشن حربا لاجتياح الجنوب وفرض فيه واقعا بالقوة العسكرية الشمالية لم يتخلص منها الجنوب إلا بعاصفة الحزم وصمود المقاومة الجنوبية ودعم التحالف .. القضية الجنوبية أيها اللواء الدويري انطلقت قبل أن تتحرر دول الربيع العربي ولن تنتهي بعد تحرير محافظة في الشمال ..
وأكد السياسي الجنوبي لطفي شطارة بان الشعب في الجنوب من أقصاه إلى أقصاه كان يتمنى الوحدة ولكن الواقع يقول بأنها ماتت في النفوس والعقول بل وعلى الأرض أيضا ، وأضاف بالقول : قضية ومستقبل الجنوب واستعادة دولته لم يعد مشروعا للتمني بل واقعا دفع في سبيله شعب الجنوب قوافل من الشهداء .. مؤكدا بأن الجنوبيين هم الشعب الوحيد الذي له الحق في تقرير مصيره بعد هذه الحرب ووفقا للقانون الدولي الذي تعترف به بلدك الأردن أيضا.