مدارس عدن .. أول نبضاتٍ بشرت بجريان شريان حياة المدينة (صورة)
2015-12-31 10:21:59
استطلاع / الخضر عبدالله
لا تزال أعمال الترميم للمدارس في مدينة عدن قائمة على قدمٍ وساق، منها ما اكتمل ترميمه ومنها ما يتم إكمال، وكل هذا يأتي على حسب احتياج كل مدرسة من المدارس وعلى الدمار الذي طالها، وعادت مدارس عدن تكتسوا بحلة جديدة، بعد أن دمرتها الحرب.
وتعرضت عدد من المدارس لدمار كلي وجزئي بقصف عشوائي من مليشيات الحوثي وقوات صالح التي اجتاحت أجزاء من عدن في مارس, فكانت تلك المرافق التعليمية أهدافا مباشرة لتلك المليشيات الإجرامية حتى تحررت المدينة في منتصف يوليو الماضي..
وتبنت الإمارات قطاع مشاريع التعليم وإعادة أعمار وترميم معظم المدارس في عدن، وتم تسليم معظمها قبيل بدء العام الدراسي بعد أن تم تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص ..
«الأمناء» زارت بعض المدارس ورصدت بعض الآراء حول تطبيع الحياة في عودة التعليم وبدء شريانها بالجريان في هذه المدينة.
ذهول الطلاب
حيث يقول "عبدالله محمد عبدوه" الطالب في الصف السادس الابتدائي، عندما وطأة قدماي المدرسة وقفت شاخصاً مذهولاً أمام جمال جديد اكتست به مدرستنا 30 نوفمبر بالشيخ عثمان، التي خطفت مني أنظاري طويلاً وبدأت أتفحص ما جرى على صفوف وقاعات الدراسة وساحة اللعب، وقد احتلها سحر آخر ملأ قلبي شوقاً لاستئناف تحصيلي العلمي الذي علق قسرياً ستة أشهر، نتيجة عدوان ميليشيا «الحوثي وصالح» على مدينتنا الحبيبة عدن .
ويعبر " عبدالله" إن الصورة الجديدة التي ظهرت بها مدرسته، التابعة لمديرية الشيخ عثمان ، محت من ذاكرة عبدالله، البالغ من العمر عشرة أعوام، تلك الصورة المأساوية التدميرية التي أصابت نفسيته، وجعلته يكره التعليم في سن مبكرة، بعدما شاهد الدمار الذي أصاب مدرسته في زيارته الأولى، نتيجة القصف المباشر من قبل قوات المتمردين الحوثيين، الذين سعوا لاقتحام المدينة ، في أبريل الماضي
في حين يشاركه زميله "علي مقبل"، شعور الأمل والسعادة لقدرتهما على العودة إلى المدرسة بعد ما فقداه جراء المعارك والتدمير وقال: ندين لهم بالشكر والعرفان لاستجابة الهلال الأحمر الإماراتي وترميم المدارس، مبدياً استعداده للعام الدراسي الجديد بروح التحدي والإصرار على التعليم.
تعبير عن السعادة
أما "سعيد الردفاني"، وهو أب لولدين عبر عن سعادته بعودة الهدوء والأمن والأمان ومباشرة العمل وخروج النازحين من المدارس وعودة أبنائنا إلى المدرسة، مضيفاً: أن الهلال الأحمر الإماراتي بذل جهودا كبيرة في رفع المعاناة عن المواطنين بعدة مجالات لاسيما إعادة فتح المدارس وغيرها من المجالات، ولمس أبناء عدن التحسن في نوعية الخدمات وجودتها.
من جانبه عبر، "جميل ناصر موزعي" موظف وأب لثلاثة أولاد الحالة التي آلت إليها نفسية أولاده بالمدرسة عقب رؤيتهم للأعمال المنجزة والترميمات والتشجير والرسوم والطلاء والأثاث المدرسي الجديد، وكيف أسهمت هذه التجهيزات الجديدة في إقبالهم للذهاب للمدرسة والدراسة، مؤكدا أنه منذ تحرر عدن تحملت الإمارات جهودا جبارة في جانب التعليم الذي لم يكن بالمستوى المطلوب منذ قرابة 20 عاما في ظل حكم المخلوع علي عبدالله صالح الذي دمر هذا القطاع ودمر الأجيال.
وقامت "الأمناء" بزيارة مدرسة "30 نوفمبر" بالشيخ عثمان وتجولت في أروقتها والتقت بمدير المدرسة الأستاذ "جمال علي أحمد" الذي قال ": بعد ان تعرضت مدينة عدن وكل محافظات اليمن لأضرار بشرية ونفسية ومادية وتدمير الإنسان اليمني وتدمير جميع مؤسسات الدولة والبنية التحتية للبلاد , وحتى المؤسسات التعليمية نالت النصيب الكبير من هذا الدمار والتخريب .. وللأسف بأيدي يمنية في الوقت الذي نجد فيه أشقاءنا من دول التحالف العربي، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلتاً بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وهم يمدون أيديهم إلينا لتضميد الجراح ومد يد العون التي طالما امتدت في السابق منذ عهد حكيم الأمة العربية الشيخ زايد بن نهيان رحمه الله وطيب ثراه لإعادة الأمل إلى قلوب اليمنيين جميعاً من أقصى اليمن إلى أقصاه , وبناء كل ما تدمر على ايدي مليشيات الحوثي وصالح وإعادته أفضل مما كان عليه منذ قبل الحرب فجزاهم الله عنا خير الجزاء ونشكر مرة ثانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لترميمها مدرسة 30 نوفمبر وكذا مدارس عدن الممدارة .
مدير مكتب التربية
وأعرب مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الشيخ عثمان أ. "أنور المحضار"، والتي زارتهم «الأمناء » في مكتبهم، عن شكره وعرفانه لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي على جهودها الجبارة لترميم المدارس بالمديرية و إعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة.
وقال إن مدارس عدن تفتح أبوابها من جديد وتستقبل الطلاب بشوق بفضل جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي أسهمت بشكل كبير في عودة أبناء عدن إلى الحياة الطبيعية، رغم المنغصات التي يعانيها الكثير من أسر أبنائنا الطلاب، العام الدراسي بدأ مقبولاً إلى حد كبير.
وأكد المحضار ، ان انجازات الهلال في عدن تعد معجزة بكل المقاييس ، حيث استطاع في زمن قياسي إعادة تأهيل وبناء المؤسسات الخدمية والأمنية في المدينة .
وقدم شرحا تفصيليا للإنجازات التي تمت في قطاع التعليم بمديرية الشيخ عثمان . حيث اوضح أنه قد تم تجهيز وإعادة تأهيل المدارس بالمديرية التالية : مدرسة حاتم ، مدرسة الممدارة بنين ، مدرسة منير مبارك ، ثانوية النهضة ، مدرسة 30 نوفمبر ، وروضة الفيحاء , الممدارة بنات ، مدرسة العبادي ، ثانوية بلقيس ، مدرسة الفجر ، مدرسة خالد حيدر وروضة اروى .مشيراً إلى ان العمل جارٍ على قدم وساق لاستكمال ترميم مدارس ردفان والصمود والعبيدي ، وإن الأسبوع القادم سيبت العمل في المدارس الثلاث المتبقية ، إلا أن هناك جهودا تبذل لترميمها وإعادة تأهيلها أسوة ببقية مدارس المديرية والعاصمة عدن عموما .
وأشاد مدير التربية في ختام حديثه بروح المسؤولية لدى الطلاب والأهالي الذين تعهدوا بحماية هذا الإنجاز الكبير، داعيا الإدارات المدرسية ومجالس الآباء والأمهات للبحث عن آلية تسهم في الحفاظ على ما تم إنجازه وتقديمه من دولة الإمارات الشقيقة.
ويروي أحد الآباء عن حديث الخليجيين عن نزول موظفيهم ومهندسيهم لرصد آثار الحرب في تلك المدارس المدمرة، والاطلاع على جداول آخر جرد تم قبل الحرب، ليكتشفوا أن المدرسة تكاد لا تتملك شيئاً، حد تعبيرهم عن الدهشة والاستغراب قائلين: "هل كانت هذه مدارسكم قبل الحرب..؟!"، مضيفين: "لا شك أن معاناة ما قبل الحرب لا تفرق كثيراً عن معاناة ما بعد الحرب"