صالح يشيع جثمانه في نعش ملغوم (تقرير)
تقرير / فؤاد مسعد

 

 خطاب الرئيس المخلوع الذي أذيع قبل أمس الأول، هو الأكثر تعبيرا عما وصل إليه من طريق مسدود، خاصة وأنه يأتي بعد سلسلة انتكاسات وهزائم لاحقته هو وبقاياه عسكريا في مأرب والجوف وشبوة وأطراف صنعاء، وسياسيا في مفاوضات سويسرا التي أخفق فيها فريقه في الحصول على ضمانات خاصة تحميه من العقوبات الدولية وتوفر له خروجا آمنا كما ظل يفرح نفسه وأنصاره، وظل يقول أنه حصل على وعود بخروج آمن!

خطابه الأخير كشف أنه وصل إلى نهاية الطريق الذي رسمه مع حلفائه الحوثيين، بعد ما كانوا يظنون أنهم نجحوا في التخطيط للعودة للسيطرة على السلطة والثروة منفردين بعد الانقلاب على السلطة الشرعية الممثلة بالرئيس هادي وحكومة المهندس خالد بحاح.

سقطت كل رهانات صالح وبقي وحده في مواجهة الهزيمة وكل يوم يأتيه بمفاجأة جديدة تثبت له اقتراب نهايته المهينة، أيا كان شكلها وكيفما كانت ملامحها، الهزائم تلاحق المليشيا التي أعدها للسيطرة على البلاد واجتياح المحافظات، والمقاومة الوطنية والجيش الموالي للشرعية يتوسعون في كافة الجبهات ويتمددون في كل الجهات، وهو ما يعني أن مساحة نفوذ صالح والحوثيين تضيق وتتناقص بشكل دراماتيكي متسارع وبذات السرعة التي استطاع تحالفهم المشئوم أن يسقط الدولة ويسيطر على العاصمة ويهاجم  المحافظات.

معركــة فاصلــة

أهم ما قاله صالح أو أراد أن يقوله أن صنعاء ستشهد معركة حاسمة وفاصلة، ربما لعله بذلك يهدد التحالف العربي واليمنيين المؤيدين للشرعية بأوراق جديدة لم يستخدمها بعد، خصوصا حينما يزعم أن المعركة لم تبدأ بعد، وهي عبارة يرددها دائما في كل حروبه الخاسرة، بل إنه قالها بعد انتهاء الحرب السادسة في صعدة، عندما قال إن المعركة مع الحوثيين، والحروب الست ليست إلا بروفة، وهو خطاب شهير قال فيه إن الجندي بدله جندي! أو أنه يريد بهذا التهديد أن يجعل حلفاءه الحوثيين يطمئنون إلى انه ومن بقي معه سيقاتلون وبالتالي يدفع الحوثيين للمواجهة مهما كانت العواقب عليه وعليهم.

والمثير أن خطاب صالح يأتي بعد نشوب خلافات كثيرة بين أتباعه والحوثيين في صنعاء، وصلت حد المواجهة المسلحة في أكثر من معسكر، على خلفية اتهام الحوثيين لأتباع صالح بتواطؤهم وعدم الجدية في مواجهة المقاومة والجيش الوطني، وهو بهذا الخطاب يحاول أن يثبت لحلفائه أنه وأنصاره باقون في صنعاء وسيواجهون على اعتبار أن معركة صنعاء معركة مصير بالنسبة له وأتباعه كما هي كذلك للحوثيين والمتحالفين معهم، خاصة المتحوثين المتورطين في الحرب على اليمنيين في أكثر من محافظة.

وأيا تكن دوافع صالح للتهديد بمعركة صنعاء، فالمؤكد أنها ستكون حاسمة من جهة التحالف الذي يدرك أنه لن يستقر الوضع في اليمن شمالا وجنوبا إلا بالقضاء على صالح وإحراق كل أوراقه التي يعمل من خلالها على الانتقام من اليمن واليمنيين، وفي مقدمة ذلك المحافظات المحررة.

معركـــة تعـــز

صالح جمع أنصاره قبل أيام وطلب منهم أن يساعدوه في معركة تعز، وقال إن أهل تعز أهانوا كرامته، وهذا يعزز شعوره بالهزائم التي بدأت في الضالع وعدن، وتواصلت في بقية المحافظات ولازالت تتواصل حتى تطال صنعاء وسنحان وصعدة، وهو ما يدركه صالح بحدسه، وإذا كان الحوثيون يعتبرون أن صعدة هي معقلهم الرئيس، وفيها قياداتهم البارزة وكهوفهم المحصنة، فإن صالح يشعر أن اقتراب المقاومة من صنعاء يضيق عليه الخناق ويجعل الإجهاز عليه مسألة وقت لا أكثر.

الجنرال في طريقه إلى الحديدة

 

الأمناء / خاص

أفادت مصادر خاصة لـ"الأمناء" أن الجنرال علي محسن الأحمر المستشار الأمني والعسكري للرئيس هادي، في طريقه إلى الحديدة، عبر طريق منفذ الطوال؛ وذلك للإشراف على عمليات التحرير المباشرة التي ينوي التحالف إكمالها.

وقالت تلك المصادر بأن التحالف العربي أوكل إلى الجنرال الأحمر مهمة القيام بتشكيل "غرفة عمليات" متخصصة؛ للإشراف على عمليات التحرير التي تم التخطيط لها في وقت سابق، وتم الاتفاق عليها في الرياض.

وحسب المصادر فقد أوكلت قوات التحالف العربي إلى محسن هذه المهمة، إلى جانب مهمة التنسيق مع الطيران الحربي؛ تغطية قوات الشرعية التي يقودها الأحمر، وتأمين الطريق لها، أثناء قيام القوات البرية بالزحف والتقدم.

إلى ذلك، اعتبر مراقبون سياسيون بأن اختيار محسن محافظة الحديدة بالذات، يأتي لإرسال رسالة بأن عودته ستكون من فـُلَّـته التي استولى الحوثيون عليها، واستخدامها مركزاً لانطلاق عملياتهم، والتي تم قصفها في وقت لاحق، مضيفين: أن رسالة محسن واضحة بأنه "سيبدأ من حيث انتهوا، وسينتقم لكرامته المهدورة، بعد طرده من صنعاء، حسب تعبيرهم.

وقبل أيام قليلة، نفت مصادر مقربة من الأحمر مشاركته حينها، في العمليات العسكرية بمديرية حرض محافظة حجة الشمالية.

وأكدت المصادر ذاتها أن اللواء الأحمر لا يزال في قصر المؤتمرات بالرياض ولم يشارك في العمليات العسكرية في حرض، لكن ذلك لا يمنع مشاركته في أيام قادمة، حسب قولها.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني