جبهــة (ثـرة - مكـيراس) .. الجبهــة المنسيَّــة في الجنوب "تقرير"
تقرير / صالح الجيلاني

ما تزال جبهة (ثرة - مكيراس)، تشكل التساؤل الأبرز الذي ينبغي على حكومة الشرعية، ودول التحالف العربي من بعدها، الإجابة عليه، وهو: لماذا تم تجميد عملية تحرير هذه الجبهة المهمة، والتي تشهد مناطق أبين المحاذية لها معاناةً مريرة ونزوح كبير للأهالي منها، جراء ذلك القصف المتواصل عليها.

ووصلت لــ"الأمناء" العديد من مناشدات الأهالي و المرابطين في الثغور، وتفيد هذه المناشدات بأن الوضع سيء هناك، والتغذية والذخيرة نفدت عليهم، مما قد يهدد سقوط هذه الجبهة في يد مليشيات الحوثي.         

خوف وهلع ونزوح وقصف

ويعلم الجميع بالخطر الذي يشكله بقاء مليشيات الحوثي وصالح على أبين برمتها، ومن ذلك الخطر ما يعانيه أبناء مكيراس نفسها من خوف وهلع ونزوح مستمر، ويقابل ذلك خوف وهلع ونزوح لمواطني منطقة الحضن م/ لودر، الواقعة أسفل قمم جبال ثرة المطلة على المنطقة برمتها.

 ويأتي هذا النزوح نتيجة للقصف العشوائي الذي تطلقه ليل نهار مليشيات الحوثي وصالح، والذي يستهدف القرى الآمنة، ليختار ضحاياه من الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء.

 

منطقة الحضن خط التماس الأول

وكان أبناء منطقة الحضن من أوائل المدافعين عن الأرض والعرض والدين عندما بدأ جيش المتمرد صالح ومليشيات الحوثي، وقدم أبناء المنطقة ومعهم الشباب المتطوعين، من مختلف قرى ومناطق لودر والمنطقة الوسطى م/ أبين، عشرات الشهداء والجرحى وكبدوا المعتدين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وتظلُّ الهجمات التي يشنُّها أبطال المقاومة على جحافل المتمردين، عالقة في الأذهان ليومنا هذا، ورغم كل ذلك لم تلقَ أسر الشهداء والجرحى أدنى اهتمام، حتى أنه تم حرمانهم من المعونات كمنطقة منكوبة حتى اليوم، إلا من فتات المعونات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

كما سقط في ثرة منذ بداية المعارك، أكثر من 100 شهيد وأصيب عشرات الجرحى، غالبيتهم من أبناء المقاومة الجنوبية في عدن ومن أبناء المنطقة الوسطى بأبين والضالع ويافع وردفان وغيرها، والذين هبوا لنجدة إخوانهم في لودر ومناطق دثينة بمحافظة أبين.

ويتسبب القصف المتواصل للمواطنين بنزوح كبير، من المناطق المتأثرة بهذا القصف العشوائي وهي منطقة بركان (الغول والكبير وصبر) ومدينتي عريق ومكيراس، والقرى المحاذية لهما. 

 حال أبناء لودر ومكيراس

وأبدا المواطنون في المديريتين قلقهم وخوفهم الشديد، من أن يستمر الوضع لفترة أطول، وهو الأمر الذي يزيد من معاناتهم، بعد أن بلغت النفوس الحناجر واصبحوا عاجزين عن الجمع بين بحثهم عن لقمة عيشهم، وبين البحث عن مأوى يؤمن أرواحهم وأهاليهم ، وهذه هي أحوال المواطنين في مديريتي لودر ومكيراس، الهرب من الموت إلى الموت.

 

ثمن التضحية والفداء

وأما المقاومة الجنوبية المرابطة في عقبة ثره، فهي الأخرى التي لا تقل معاناتها عن المواطنين التي تشنها مليشيات الحوثي وصالح على مدى الخمسة الأشهر منذ تمركزها في عقبة ثره إلا أنها لا تخلو من المعاناة، التي شملت كافة الجوانب حيث تكاد ان تصبح في عالم النسيان، وخصوصا من قبل القيادات المسؤولة عنها مباشرة، والتي كان يفترض عليها ان تتفقدها وان تقدم لها الدعم العسكري الكافي وكذلك التموين الغذائي الذي يليق بهم، بالإضافة الى صرف وسائل الوقاية التي تقيهم من البرد الشديد الذي يعانون منه نتيجة الارتفاع الجبلي الذي يعرضهم للبرودة الشديدة كما ينبغي على القيادات المباشرة الاطلاع على أعداد المقاتلين المتواجدين اثناء الصباح واثناء الليل وكذلك الاطلاع على الجاهزية القتالية من الأسلحة والذخائر والمركبات،

ويقول لــ"الأمناء" أهالي تلك المناطق بأن طيران التحالف في الشهرين الأخيرين، غاب كثيراً عن هذه المعارك، مما أثر ذلك على نفسيات المقاتلين والمرابطين على تلك الحدود، وشعورهم بالإحباط، جراء هذا الانكفاء غير المفهوم، حسب تعبيرهم.

إشادة بدور المقاومة الجنوبية

وبدورهم فأن ابناء م/ لودر وكذا مكيراس يشيدون بالدور الدفاعي الذي تؤديه المقاومة الجنوبية وعلى الرغم من موقع تمركزها الذي تحكمه التضاريس الجبلية الشاهقة إلا ان ابطال المقاومة بخبراتهم القتالية لم يتركوا العدو ان يتقدم قيد أنملة.

وتعتبر عقبة ثرة الحدَّ الفاصل بين مديريتي لودر ومكيراس، التي كانتا سابقاً ضمن التقسيم الجغرافي لدولة الجنوب، وتم ضمها بعد الوحدة إلى محافظة البيضاء، كما كانت ثرة في وقت سابق البوابة التي دخلت من خلالها القوات الشمالية الغازية إلى محافظة أبين، وصولاً لمدينة عدن، في حرب صيف 94م.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني