أيام وأشهر طويلة مضت على حصار تعز وسكانها، ما دفع بعض أهالي المدينة الواقعة جنوب غرب اليمن، والتي باتت تفتقر إلى أبسط المواد الأساسية إلى حمل أكياس وعلب المواد الغذائية وقوارير الغاز على ظهورهم، سالكين دروبا جبلية وعرة، لإيصال المساعدات لمدينتهم المحاصرة منذ أشهر من قبل المتمردين الحوثيين.
6 كلم قد يقطعها شاب أو كهل أو حتى مسنة تحت أشعة الشمس في طرقات وعرة، وصعبة على الرغم من أن اليمنيين معتادون على الطرقات الجبلية.
وتمتلئ المسارات الجبلية المتعرجة والصخرية التي تقود إلى تعز، ثالث كبرى مدن اليمن، برجال من مختلف الأعمار، حتى النساء المسنات، حملن "أكياسهن" وسلكن دروباً خطرة وشديدة الانحدار.
ويقوم بعض هؤلاء احيانا بربط ثلاث علب من الكرتون الى ظهرهم، مستخدمين قطعا من القماش لربطها بعضا الى بعض، وعندما يصيبهم الارهاق يستريحون على الصخور التي تغطي سفح الجبل. أما غير القادرين على السير في هذه المسارات الصعبة، فيعتمدون على الحمير والجمال.
ويناهز عدد المقيمين في المدينة 600 ألف شخص، يدفعون منذ أشهر ضريبة الحصار الذي يفرضه الحوثيون وحلفاؤهم على المدينة. ويقومون بقصفها بشكل دوري بالمدفعية والصواريخ، تزامنا مع اشتباكات على أطرافها.
وعلى رغم طلب الأمم المتحدة ادخال المساعدات الى المدينة على هامش مباحثات سلام بين طرفي النزاع الأسبوع الماضي في سويسرا، إلا أن هذه المعونات لم تجد طريقها الى سكان المدينة.