يفترسهم الوجع ،يكوي مضجعهم ، يئنون ، يصرخون ، يتألمون بصمتيحتسون الألم من فنجان الانتظار الذي طال ،يفترشون الصبر علّه مفتاح سفر للتداوي ، للتطبيب، فلقد مضت عليهم شهور منذ اخترق الرصاص أجسادهم الحية حين كانوا جنبا إلى جنب مع الشهداء في الملاحم البطولية . صفوة من الرجال منهم المثقف والأديب والشاعر والمعلم والطبيب والمهندس والجندي والعامل والفلاح .كانوا ينثرون حياتهم كبذور في تربة شاسعة راجين من ربهم إن تتحول هذه الأرض إلى حقول خضراء مثمرة ، ولقد تحقق ذلك الحلم، فهاهم اليوم يبحثون عن الزمن المفقود الذي يأخذ بيدهم لخلق معجزة علاجهم والهروب بهم إلى أعماق الحياة حيث لا تدركهم عيون اليأس .
بما إن المرء مخبوء تحت لسانه وهو الحق والأمين للإنسان فهاهو الجريح الجنوبي محمد عوض باشرا حيل شقيق الشهيد فواز عوض يردد في شيء من الأسى منذ أصبت وحتى هذه اللحظة عذاب صامت يأكلني في هدوء بين إيماني بضرورة التسليم بأن هناك من سيقدر التضحية التي قمنا به وستتكفل الحكومة بعلاجنا وبين خيبة رجائي الذي خيم علينا بعد إن بدأت الأيام تمتهنني بالإصابة ولكني لن استسلم وسأرفع صوتي عاليا وأقول: اتقوا الله في الجرحى الذين يعانون من إصابتهم وعبر سطور صحيفتنا الغراء الأمناء أوجه ندائي لكل ذي لب من قيادتنا الرشيدة بأن يسمعونا نحن ولا يسمعون تلك اللجنة التي تتحدث باسم الجرحى،وهي تتولى مظاهر الإهمال المتعمد لتضيف جرح إلى جراحنا .
ويسأل الجريح محمد عوض باشرا حيل : لماذا لا تكون هناك لجنة للجرحى منسوجة من عروقنا صاعدة من قاع معاناتنا مصنوعة من ذوب دمنا لتمثلنا وتطالب بحقوقنا في العلاج والعيش الكريم ؟.
علما بأن الجريح العقيد طيار محمد باشرا حيل الذي تعرض لطلق ناري في الوجه والكتف في شهر نيسان 2015م في معركة تحرير خور مكسر يعاني من ألم شديد في العين اليمنى وصعوبة في البلع إضافة إلى تشوهات في الوجه والرقبة .مرفق تقرير طبي يؤكد ذلك .
من أديم الأرض المبللة بالوجع بالألم تنبت الحقيقة كشجرة السنديان ليحتمي بظلها العابرون من سياط لهيب شمس الفساد التي وثبت ذات زمن أعتى من الطوفان ولكن دعوات المظلومين دكتها حتى جعلتها ركاما ، فلعل من بقى من ذلك النظام القديم يعتبر في غيره ولا يعتبر في نفسه ، وقد أكد الجريح محمد علي سعيد انه مازال يرتشف المرارة ولسان حالة تقول : أتفاءل بإقناع نفسي بالعودة إلى المشي بالرجلين دون عكاز أو عصا وبأن أعود إلى دياري التي تركتها خلفي بسبب تلك العصابة المارقةالخارجة عن الشرعية التي كانت أرسلت عملاءها للتخلص من كل من يقف في بوابة الأمن المركزي لمنع جنودهم من الخروج للحرب في عدن فكانتإصابتي بعدة طلقات نارية في الحوض والظهر.وقد أجريت أربع عمليات إلى يومنا هذا وما زلت بحاجة لعمليتين إضافيتين وأنا الان أتقدم عبركم أيها الصحفيين بدعوة اللجنة الخاصة بالجرحى لإدراج حالتي في كشف الجرحى لأني تحملت العمليات السابقة وتراكمت الديون حتى أثقلت كاهلي (مرفق تقرير طبي لحالة المذكور أعلاه بوصوله إلى قسم الطوارئ بتاريخ 2/9/2014م إثر طلق ناري في البطن والحوض وعظمة الفخذ الأيمن )
فها نحن أمام ظاهرة التناسي واللامبالاة تجاه من كان تحرير الأرض على أيديهم وهي دعوة لكل الكتاب والصحفيين لإثارة هكذا ظاهرة لنساهم في مساعدة الجرحى ولو بالكلمة علّها تقع بأذن يكون صداها رحمة مسؤول(إنسان).