أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية تثقل كاهل المواطنين والحكومة ضمير غائب
الامناء نت / الخضر عبدالله :

كثيرة هي المصاعب والأعباء التي يواجهها المواطن اليمني في أيامنا هذه من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وقلة الخدمات وشحة مياه الشرب، فضلاً عن انقطاعات التيار الكهربائي، وبعض المدن لا توجد الكهرباء نهائياً في قواميسهم منذ الحرب وحتى الآن، ومع هذه الالتهابات المزمنة التي يعاني منها المواطنون، برزت ظاهرة سيئة أثقلت كاهل المواطن، وهي ارتفاعات أسعار المواد الغذائية وأسعار الخضار والفواكه وكذلك ارتفاع اسعار الملابس والمواد الأساسية الأخرى، المتمثلة بالمواد الكهربائية والمولدات الصغيرة ثم تبعها ارتفاع أجرة النقل الداخلي والخارجي بين المحافظات، وهو الآخر مرتبط بارتفاع أسعار المشتقات النفطية الذي ادى الى رفع أسعار أجرة النقل لهذه المواد الغذائية او الأساسية خاصة نقل محصول الفلاحين من الفواكه والخضار بين المحافظات. وكذا ارتفاع بدلات إيجار الدور والشقق السكنية، وكل هذه العوامل مرتبطة ببعضها، وأهم أسباب هذا التدهور هو الانفلات الأمني في البلد ، إلى جانب بشع التجار..

"الأمناء" تلمست أوضاع المواطنين وأعدت هذا التقرير، للوقوف على اسباب ارتفاع الأسعار ومعرفة المسؤول عنها في ضل هذا الوضع المتأزم، من خلال آراء مجموعة من شرائح الناس والتي اختلفت آراؤهم بشأن هذه الظاهرة.

أوضاع سياسية وأولوية أمنية

والبداية كانت مع المواطن (محسن قاسم) الذي أرجع محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار  بالأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد، كالحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح على ابناء المحافظات الجنوبية، مضيفاً: الوضع يتطلب حكومة قوية قادرة على حماية المواطن من الأعمال الاجرامية التي تحدث يومياً وتحصد الأبرياء من أبناء الشعب، ولابد من تكاتف الشعب مع حكومته للقضاء على البؤر التي تعكر صفو الناس الآمنين، وكلما تحسن الوضع الأمني كلما ساعد على هبوط الأسعار وساعد على انسيابية الحركة الاقتصادية في البلد وحركة الايدي العاملة وخلق فرص للعمل.

من جهته، يرى المواطن( محمد عمر علي ) فيرى ان الوضع الأمني جعل الكثير من اصحاب المصالح وذوي رؤوس الاموال ان يتجنبوا من استثمار هذه الأموال في مشاريع وطنية ومتوسطة وصغيرة خوفاً من تردي الأوضاع الأمنية غير المستقرة والتي قد تؤدي الى خسارة او ذهاب هذه الأموال في مهب الرياح.

تجهيز الفلاحين

ومن زاوية أخرى، يتحدث المواطن( صالح القادري) صاحب  فرشة لبيع الفواكه والخضار ان على الحكومة التدخل للحد من ظاهر ة الغلاء وارتفاع الأسعار للحاجات الأساسية وهي ظاهرة تنذر بالخطر لأنها تمس طبقة واسعة وشريحة كبيرة من المجتمع وخاصة ذوو الدخل المحدود، واقترح ان تقوم وزارة الزراعة بالتنسيق والتعاون مع وزارة النفط بتجهيز الفلاحين والمزارعين الذين يمتلكون مركبات للنقل من اجل نقل محصولهم الزراعي بمادة البنزين او الجاز حتى لا يضطر الفلاح الى رفع أسعار المحصول الزراعي , وشدد هذا المواطن على ان الحرب يلعب دوراً كبيراً في ارتفاع الأسعار وهما وجهان لظاهرة واحدة وعملة واحدة فيجب على الحكومة محاربة الاثنين معاً وان الاستقرار الأمني مرتبط بالحالة الاقتصادية للبلد وان الغلاء يوفر الأجواء المناسبة لتجنيد ضعفاء النفوس للعمل مع الإرهابيين الذين يعكرون استقرار الناس. 

إلى ذلك، يقول الأستاذ(احمد مرشد) اقتصادي: ان على الحكومة التدخل بكل ثقلها في تحديد أسعار المواد الأساسية في حياة الناس ومنه الغذاء والدواء لأنها تصب في مصلحة ذوي الدخل المحدود وهم الشريحة الأكبر في المجتمع ولابد من تفعيل دور اجهزة الرقابة والسيطرة على الاسواق وحركة البضائع، كما طالب بمعاقبة تجار الأزمات، الذين يستقلون أوضاع الناس البسطاء.

ارتفاع أجور النقل

وفي السياق ذاته، يقول (ناصر عبيد): ان سبب ارتفاع اسعار الفواكه والخضار والمواد الأساسية الأخرى، هو ارتفاع اجور النقل لهذه المحاصيل وحدوث أزمات في العقود بين فترة وأخرى بالإضافة الى تردي الأوضاع الأمنية وزيادة اجور العمل في القطاع الخاص، كل هذا ساهم وبشكل مباشر في ارتفاع اسعار الكثير من المواد وليس فقط اسعار الفواكه والخضار، كما ان توجه المواطنين وبأعداد كبيرة جدا على شراء وسحب المواد الاساسية والغذائية والكهربائية والملابس من الأسواق لزيادة دخل العائلة اليمنية شجع على ارتفاع اسعارها.

وأثناء هذه الجولة، اتجهنا إلى أسواق بيع الفواكه والخضار في أدى البلدات الجنوبية ، حيث كانت لنا لقاءات مع بائعي الخضار والفواكه وأجملناها ، بقولهم إن أسعار المواد الغذائية من الفواكه والخضار تأتينا من الفلاح والمزارع بأسعار مناسبة وتقترب من اسعارها في الوقت السابق ويمكن عند نقلها من حقول الفلاحين تضاف عليها اجور النقل وخاصة اذا كانت محافظات بعيدة وكما تعلمون ان اسعار البنزين والجاز تضاف على اسعار المحصول الزراعي وبالتالي يصل الى المستهلك بأسعار مرتفعة.

وفي ختام لقاءاتنا، طالب المواطنون الحكومة بالقيام بدور واسع وكبير للقضاء على هذه الظواهر التي يتعلق اغلبها بتحسن الأوضاع الأمنية والقضاء على العنف لمليشيات الحوثي وصالح  ليسود الأمن والأمان في ربوع بلادنا.

* (صحيفة الأمناء)

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني