استقبلت المدارس طلابها للعام الدراسي الجديد بمناطق أبين الوسطى ، ومع ذلك ما زالت بعض المدارس تفتقر إلى معلمين في تخصصات عدة ، وهو ما زاد من توتر أولياء الأمور على مستقبل أولادهم ، ودفعهم إلى مطالبة «تربية أبين » بسرعة معالجة النقص.
وأوضح عدد من المعلمين التربويين أن النقص في عدد المعلمين شوه تنظيم العام الدراسي، خاصة في مديريات لودر والوضيع ومودية بأبين .. .
ويؤكد احد التربويين " أن سبب عدم توافر معلمين ، ونقص حاد في التخصصات العلمية يعود إلى نقل المعلمين من مدرسة هي في حاجة للكادر أصلاً إلى مدارس أخرى ، متسائلاً : «كيف يتم نقل معلمين من مدرستنا إلى مدارس أخرى ، ونحن في أمسّ الحاجة إليهم ؟».
إرباك العملية التعليمية
ويكشف أن خمسة معلمين جرى تكليفهم في مدارس أخرى ، وهو ما تسبب في إرباك العملية التعليمية في المدرسة التي يعمل فيها ، مضيفاً : «هناك فصول لم يتعلموا حتى الآن بسبب عدم وجود معلم ، إذ أن عدد الطلاب في المدرسة يتجاوز 800 طالب وطالبة ».
ويلفت إلى أن لديهم شكاوى عدة من أولياء الأمور يطالبون بوجود معلمين لأبنائهم ، مشيراً إلى عدم تجاوب المسؤولين في مكتب تربية مديريتهم ..
وعلمت «الأمناء» أن عددا من مدارس القرى التابعة للمديريات الثلاث تعاني من نقص حاد في المعلمين ، وأن إداراتها رفعت حاجتها من المعلمين إلى مكاتب التربية في المديريات ، ولكن دون تحقيق نتائج.
الضغط النفسي
وأوضح معلم في إحدى مدارس لودر (فضل عدم ذكر اسمه) أن زيادة الضغط على المعلم نفسياً واجتماعياً يسهم في تدني مستوى الطالب والطالبة .
ويتابع : «تحضر لجان لحل مشكلة النقص ، إلا أنهم يخرجون من الاجتماعات من دون وجود أية حلول ، إضافة إلى عدم تأمين وسائل تعليمية للطلاب».
فيما لفت أحد أولياء الأمور بمنطقة القاع بلودر ، إلى أن المدرسة التي يدرس فيها أبناؤه بالثانوية تعاني من نقص معلمين ، مستغرباً من استمرار هذا الوضع في ظل كثافة موظفي التربية والتعليم بالمديرية الذي معظمهم يعمل في أسواق لودر.
تكدس في الفصول
وأضاف : «هناك تكدس في الفصول ، إذ يجلس 50 طالباً في كل فصل ، وكنا سابقاً نطالب بزيادة المعلمين وتوفير بئية سليمة للدراسة ، أما الآن فقد انخفض سقف الطموحات والمطالبات ، ولم نعد نريد سوى توفير المعلمين بصرف النظر عن عدد الطلاب في كل فصل .».
وأشار " إلى أنه ومجموعة من أولياء الأمور تقدموا بمطالبات إلى مدير التربية لتوفير معلمين ، في السنة الماضية إلا أن مطالبهم لم تتوفر , مؤكداً على أنهم سيرفعون شكواهم إلى المسؤولين في مكتب التربية والتعليم في بالمحافظة اذا لزم الأمر ، على حد قوله .
ويعاني أولياء أمور الطلاب من النقص الكبير ، سواء في مدارس البنين أو البنات على الرغم من وجود مبانٍ مدرسية جاهزة.
لم تعد كما كانت من قبل
ويقول معلم متقاعد : " لم تعد المدارس اليوم منابراً للتربية والتعليم مثلما كانت في العهد السابق القريب والبعيد في فترة من الزمن ، بل اصبحت أماكن لتمضية وقت الفراغ ، وراحة الاباء من تصرفات أبنائهم المزعجة لبرهة من الوقت في المنزل وهروب من قبل الطلاب من مراقبة آبائهم ليفعلوا ما يحلوا لهم من التدرب على قيادة الدراجات النارية او تصفح الانترنت في الجوالات داخل الصفوف او لعبة كرة القدم وغيرها من الأمور الأخرى ، وتحولت نظرة بعض الأسر للمدرسة على أنها مكان حضانة للطالب الكبير قبل الصغير.
فانعدم التواصل بين الأسرة والمدرسة ، وغابت شخصية المدرس المؤثرة في الطالب ، فلم يعد المدرس مدرساً ولا الطالب طالباً ، وأزمة مدارس في كل مناطق أبين تسببت في ازدحام داخل الصفوف الدراسية ، ومنهج مكثف دون هدف يذكر ، وأصبح المجتمع ضحية هذا الوضع ، فوجد في مدارسنا طلاب شبه متعلمين!
إلى ذلك، حاول مراسل الصحيفة التواصل مع مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين، للاستفسار عن هذه المشكلات التي طرحت في التقرير، ولكن لم يتمكن من الوصول إليه ، بسبب ظروف الحرب...