بدعوة من قيادة وقواعد الحراك السلمي ومناضلي المقاومة الجنوبية في مديريتي تبن والحوطة محافظة لحج، ألقى السفير السابق، قاسم عسكر جبران، الأمين العام لمجلس الثورة الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته المستقلة، عصر يوم أمس الخميس، محاضرة سياسية هامة، عرض فيها جملة من القضايا والمستجدات التي يشهدها الواقع الجنوبي، والدور البطولي للمقاومة الجنوبية التي هي في الأساس النسيج الحقيقي للحراك السلمي والقوة العسكرية الفعلية له.
وأجاب جبران عن جملة من الأسئلة الملحة التي تشغل بال كل مناضل جنوبي في الداخل والخارج، واستعرض بوضوع دور قيادة مجالس الحراك المختلفة في وحدة مواقفها ومشاركتها الفاعلة في المواجهات العسكرية ضد الاحتلال اليمني والغزو الحوثي، وأشاد بالمعنويات القتالية والتضحيات الجسيمة التي سطرتها المقاومة الجنوبية الباسلة وبسالة الشهداء والجرحى في تحقيق النصر في تحرير العاصمة عدن ومحافظات لحج وأبين وعدد من مديريات شبوة ومديريات الضالع الجنوبية.
كما أشاد أيضاً بالدور الكبير لعاصفة الحزم لدول التحالف العربي، الذين كان لهم الموقف المشرف في مواجهة خطر الأطماع الايرانية وتدمير الترسانة العسكرية الضخمة التي كان يهدد بها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وتحالفه مع مليشيات الحوثي الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة العربية والسلام العالمي.. كما فند بعض القضايا المتصلة بالاستراتيجية السياسية والعسكرية لدول التحالف العربي بالنسبة لأزمة الشرعية اليمنية، وعلاقتها بأهداف قضية شعب الجنوب التحررية.
وقد أكد الأمين العام على أن هناك تفاهم طيب مع الأشقاء في دول مجلس الخليج العربي حول جوهر القضية الجنوبية، التي لا يمكن أن تنجح أيه محاولات لحل الأزمات المتراكمة باليمن، إذا لم تعالج وتحل سياسياً قضية شعبنا الجنوبي السياسية العادلة، وقال لقد فشلت كل المحاولات الإقليمية والدولية، لحل المشاكل وأزمة اليمن التي تجاوزت وتجاهلت قضية شعب الجنوب، وستفشل كل الجهود والمحاولات القادمة مهما كانت دوافعها وأهدافها، إذا لم تحل أولاً وقبل كل شيء قضية شعب الجنوب وفقاً لأهدافها السياسية المشروعة، التي في سبيلها سقطت قوافل من الشهداء والجرحى، وما زالت معاناة المشردين والمنفيين الجنوبيين في الخارج مستمرة بل وتزداد قسوة وتعاسة.
وحول المهمات القادمة والماثلة أمام القوى السياسية الجنوبية وجناحها العسكري المقاومة الجنوبية، فقد وضعت ستة محاور رئيسة للعمل بها وفق آلية مدروسة تم مناقشتها مع قيادات المجلس الأعلى وعدد من قيادات المجالس الحراكية الأخرى، وقال "لقد وضعنا خطة عملية لتنفيذ ما تتضمنه من مهام كبيرة، وهذه المهمات تتطلب من جميع المناضلين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي، وحدة الموقف والتنسيق والتوافق المشترك بشأن تحقيق نجاحات ملموسة في مختلف المجالات لضمان تحرير كامل أراضي محافظات الجنوب من المهرة شرقاً وحتى أرخبيل حنيش وباب المندب غرباً، وهذا خيارنا جميعاً ولن نحيد عنه ولا يمكن أن نتراجع أو نساوم بحق شعب الجنوب في حتمية استعادة دولته كاملة السيادة".
وقد عبر الحاضرون عن ارتياحهم وقناعاتهم بما تضمنته محاضرة الأمين العام التي اتسمت بالصدق والوضوح والشفافية، وأبدوا استعدادهم المطلق في مواصلة النضال التحرري لاستكمال تحرير مناطق ومحافظات الجنوب، التي لم تزل تحت هيمنة واستبداد الاحتلال اليمني.
بعد ذلك تحدث الدكتور حسين العاقل رئيس الهيئة الأكاديمية الجنوبية، عن بعض القضايا والمشكلات التي تحاول أجندة نظام الاحتلال اليمني، وخلاياه النائمة وعناصره العائدة بعد الحرب ونتائجها المدمرة من عناصر الأمن السياسي وبطرق غير مشروعة ليمارسوا حربهم الإجرامية بواسطة الإشاعات المغرضة كوسيلة من وسائل الحقد والشعور بالهزيمة، بهدف زعزعة الأمن وتأجيج الأضطرابات النفسية في المجتمع، حتى لا يشعر أبناء المحافظات الجنوبية المحررة، بسعادتهم وحرية واستقرار حياتهم بعد طرد جيوش الاحتلال والغزو الحوثي... فيتمكنوا من تنظيم وترتيب شؤون أحوالهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ودعا الحاضرين من قيادة المقاومة والقيادات العسكرية الجنوبية المتقاعدة إلى أهمية وضرورة الاقتداء بما يقوم به زملاؤهم واخوانهم الأبطال في مديريات الضالع الجنوبية، من تدريبات عسكرية لشباب المقاومة ورفع جاهزيتهم القتالية، وهذا الأمر يجب مناقشته في الأطر الرسمية والشعبية، في جميع مديريات المحافظات الجنوبية، بحسب أهمية وإمكانية كل منها.
شارك في حضور المحاضرة عدد من مناضلي والقيادات ونشطاء الحراك وعدد من أبطال المقاومة الجنوبية.