من هو الزعيم الأكثر دموية في التاريخ؟
الامناء نت / كتب / د. علي صالح الربيزي

عندما تُطرح مسألة من هو الزعيم الأكثر دموية ووحشية في التاريخ، غالبًا ما يتجه التفكير تلقائيًا نحو أدولف هتلر. بالنسبة للكثيرين، هتلر يمثل رمز الشر المطلق بسبب أفعاله خلال الحرب العالمية الثانية وارتكابه محرقة الهولوكوست، حيث يُزعم أنه تسبب في مقتل 14 مليون إنسان. هذا التصور نابع بشكل كبير من الخطاب الإعلامي الغربي الذي يسلط الضوء على جرائمه دون سواها. لكن الحقيقة التي قد تكون صادمة للبعض هي أن هتلر ليس الأكثر دموية في تاريخ البشرية، بل هناك من هم أشد منه عنصرية وجرمًا، ولكن الإعلام الغربي نادرًا ما يتحدث عنهم.

 

1- ليوبولد الثاني ملك بلجيكا (1885-1909):  

يعتبر ليوبولد الثاني أحد أكثر الزعماء وحشية في التاريخ. تحت ستار استغلال الموارد الطبيعية في الكونغو الحرة، والتي كانت ملكيته الخاصة، ارتكب ليوبولد فظائع لا تُحصى. يُقدّر أنه تسبب في مقتل أكثر من 10 ملايين شخص في أفريقيا وحدها، مستخدمًا أساليب قمعية ووحشية، منها قطع الأيادي كعقوبة، وكان يلقب بـ"قاطع الأيادي". لم يقتصر جرمه على أفريقيا فحسب، بل يمتد تأثيره المدمر إلى إندونيسيا، حيث تسببت سياساته في مقتل نحو 4 ملايين شخص. جرائم ليوبولد تعتبر من أكثر الفصول المظلمة في التاريخ الأوروبي، لكنها لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام في السرد الغربي.

 

2- غاستون دومرغ رئيس فرنسا (1924-1931):  

رغم أن فترة حكمه كانت قصيرة، إلا أن غاستون دومرغ كان مسؤولًا عن مجازر شنيعة في مستعمرات فرنسا في آسيا وأفريقيا. ارتكبت القوات الفرنسية تحت حكمه مذابح مروعة تسببت في مقتل 18 مليون شخص، خاصة في الصين والفيتنام. دومرغ كان يمثل الفكر الراديكالي المتطرف، وبسبب سياساته القمعية، عانت الشعوب المستعمرة من ويلات الاستعمار الفرنسي.

 

3- ونستون تشرشل رئيس حكومة بريطانيا:  

غالبًا ما يُصوّر ونستون تشرشل كمنقذ للبشرية من النازية، لكن هذا التصوير يغفل عن جانب آخر من تاريخه. تشرشل، الذي شغل منصب رئيس الوزراء البريطاني خلال فترتين رئاسيتين، كان مسؤولًا عن قرارات أودت بحياة الملايين. في الحرب العالمية الثانية، يُعتقد أن سياساته تسببت في مقتل أكثر من 4 ملايين ألماني. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 3 ملايين شخص في الهند نتيجة للمجاعة البنغالية عام 1943، وهي المجاعة التي تفاقمت بسبب قرارات تشرشل الاقتصادية والسياسية. كما قمع بشدة التظاهرات المطالبة بالاستقلال في المستعمرات، وأبدى عداءً صريحًا تجاه فكرة استقلالها.

 

التاريخ يكتبه المنتصرون

 

إذاً، لماذا لا تُذكر هذه الجرائم بنفس القدر الذي يُذكر به هتلر؟ ببساطة، لأن التاريخ غالبًا ما يكتبه المنتصرون. هتلر كان مهزومًا، بينما ليوبولد الثاني، دومرغ، وتشرشل كانوا من المنتصرين. لو انتصر هتلر، ربما لم نكن لنعلم عن جرائمه، وكان التاريخ سيغفل عن فظائعه تمامًا كما يغفل اليوم عن جرائم أولئك الذين سُجّلت أسماؤهم في قائمة المنتصرين.

 

لذلك، يجب علينا أن نكون واعين عند قراءة التاريخ، وأن ندرك أن الحقيقة قد تكون غائبة أو مشوهة بفعل مصالح المنتصرين. الفهم الكامل للتاريخ يتطلب دراسة متأنية وشاملة لجميع الأطراف، وليس فقط الاعتماد على الرواية التي يقدمها لنا المنتصرون.

متعلقات
من هو الزعيم الأكثر دموية في التاريخ؟
سلطة القاهرة تنفذ حملة واسعة لإزالة البسطات المخالفة من شوارع مدينة تعز
الجاوي: سنتدخل للمرة الثانية في ازالة بلوكانات عمارة ارتيربا بعد تقييم مهندسين اشغال عدن
الضالع.. العثور على جثة مجهولة جرفتها السيول من محافظة اب الى منطقة اعمور الأزارق
رسالتي إلى رؤوس الأموال في الجنوب وسلطة المجلس الانتقالي