حاوره / د. الخضر عبدالله:
قال وزير الأوقاف والإرشاد د. محمد بن عيضة شبيبة إن الوزارة شرفت اليمن في كل المحافل الدولية بما تقوم به من خدمات مباشرة لشريحة كبيرة من الجمهور اليمني، وما تقدمه من مشاريع وبرامج دعوية وفكرية في عموم محافظات الجمهورية، وذلك اعتماداً على مواردها الخاصة، مشيراً إلى أن وزارة الأوقاف لا تستلم ريالاً واحداً من ميزانية الحكومة.
وأكد أن وزارة الأوقاف حققت نجاحات باهرة في مواسم الحج، مرجعاً ذلك النجاح توفيق الله ثم إلى من أسماهم شركاء النجاح من كوادر الوزارة وخاصة كوادر قطاع الحج والعمرة واللجان الميدانية التي قال إنها تتفانى في خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى وزارة النقل والخطوط الجوية اليمنية والاتحاد السياحي اليمني، وكذلك الأشقاء في المملكة العربية السعودية التي يعملون على تسهيل وتيسير إجراءات الحج والعمرة وخدمة قاصدي بيت الله الحرام..
وفند الوزير شبيبة الإشاعات التي تتحدث عن وجود فساد مالي وإداري في أروقة وزارة الأوقاف.. مشيراً إلى أن الوزارة ليست مصلحة إيرادية، وإنما هي مؤسسة خدمية ودينية تعنى بالخطاب الديني وحماية الأوقاف وتسيير أعمال الحج والعمرة..
جاء ذلك في الحوار الصحفي الذي أجريناه معه ".. فإلى التفاصيل..
*- مرحبا بك معالي وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد بن عيضة شبيبة في هذا اللقاء؟
أهلاً بموقع وشكرًا جزيلًا لكم على مواكبتكم الإعلامية المتميزة لنقل لنشاط الوزارة بكل قطاعاتهاومكاتبها.
الوزارة شرفت اليمن
*-في البداية معالي الوزير لو تعطينا صورة عامة عن وزارة الأوقاف والإرشاد منذ أن تسلمت قيادتها .. كيف كانت وكيف أصبحت الآن؟
وزارة الأوقاف والإرشاد مثل غيرها من مؤسسات ووزارات الدولة التي تعرضت لاحتلال المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا بالعاصمة صنعاء، والسطو على كل ممتلكات الوزارة وأرشيفها وأرصدتها البنكية، وظلت قطاعات الوزارة تدار من مكاتب بالخارج حتى نهاية عام 2020.
ومع بداية تعييني 2021 كان قرارنا بفتح ديوان عام الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن وإعادة كل موظفي ديوان عام الوزارة للعمل من الداخل، وإعادة إحياء عمل باقي القطاعات التي تعرضت للتهميش طوال الفترة الماضية مثل قطاع الإرشاد والأوقاف وقطاع تحفيظ القرآن الكريم وقطاع الاستثمار بالإضافة إلى قطاع الحج والعمرة.
نحن اليوم أمام وزارة بكل موظفيها وقطاعاتها المختلفة التي شرفت اليمن في كل المحافل الدولية والفضل في هذا لله تعالى وبفضل توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي والإخوة أعضاء المجلس، ورئيس الوزراء.
مشاريع وبرنامج دعوية
*– هل كل المشاريع التي تقوم بها وزارة الأوقاف اعتمادا على موارد الوزارة ..أم من الحكومة ؟
الوزارة ورغم كل ما تقوم به من خدمات مباشرة لشريحة كبيرة من الجمهور اليمني وتحقيقها لهذه المشاريع وتبنيها للبرامج الدعوية والفكرية في عموم محافظات الجمهورية اليمنية المحررة إلا أنها لا تستلم ريالًا واحدًا من ميزانية الحكومة بما فيها مصروفات بعثة الحج اليمنية من مساكن ونقل وبدل سفر، رغم أنها كانت تصرفها للوزارة حتى عام ٢٠١٧م.
تعاون كوادر الوزارة
*- اليوم هل يمكن القول بأن وزارة الأوقاف وصلت إلى مرحلة من الاستقرار؟
لا تتوقف مسيرة العمل والعطاء والتطوير، ولكن ما يتعلق بالجانب الإداري والفني في الوزارة فقد وصلنا بالفعل إلى مستوى جيد من الاستقرار بفضل الله ثم بتعاون الإخوة كوادر الوزارة وبدعم القيادة السياسية ودولة رئيس الوزراء.
نجاحات في موسم الحج
*-حققت وزارة الأوقاف والإرشاد نجاحات باهرة في مواسم الحج منذ توليكم قيادة الوزارة .. من شارككم في هذه النجاحات؟
الفضل يعود لله دائمًا، فقد قيل:
وما لم يكن عونٌ من الله للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده
لكن ما يتعلق بالنجاحات وجوانب التطوير التي تحققت في مواسم الحج خلال السنوات الأخيرة فلا شك أنه يأتي على رأس قائمة شركاء النجاح الإخوة والأخوات كوادر الوزارة بخاصة قطاع الحج والعمرة واللجان الميدانية التي تتفانى في خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة ووزارة النقل والخطوط الجوية اليمنية والاتحاد السياحي اليمني وكذلك الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين لا يألون جهدًا في العمل لتسهيل وتيسير إجراءات الحج والعمرة وخدمة قاصدي بيت الله الحرام والاستجابة لكل ما نطلبه منهم لخدمة حجاج ومعتمري بلادنا.
ولا أنسى أيضًا الشركاء الإعلاميون الذين يساندون جهود الوزارة وينأون بأنفسهم عن الدعايات المضللة وحملات الافتراء والتشويه التي يقودها البعض ممن خسروا مصالحهم غير المشروعة أو تضرروا من عمليات الإصلاح ومكافحة الفساد، بل يتحرون الحقيقة، فلهم جزيل الشكر والتقدير.
الأوقاف مؤسسة دينية
*- هناك إشاعات تتحدث أن وزارة الأوقاف تشهد فسادا إداري ومالي.. ما ردكم على هذه الإشاعات وهل هناك متربصين بهدم أعمال قيادة الوزارة ؟
وزارة الأوقاف والإرشاد ليست مصلحة إيرادية على غرار المصالح الإيرادية المتعارف عليها، وإنما هي في الأساس مؤسسة خدمية ودينية تعنى بالخطاب الديني وحماية الأوقاف وتسيير أعمال الحج والعمرة، وهناك إيرادات بسيطة لتسيير أعمال الوزارة، وعندما تولينا الوزارة كانت هناك إشكاليات عديدة بعضها ناجم عن ظروف الحرب وبعضها بسبب تراكمات المراحل السابقة، وغياب الإرادة للإصلاح والبناء وتأخر العودة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن، وعليه كان لزامًا علينا أولا إعادة تنظيم أعمال الوزارة سواء في جانب البنية التحتية وإعادة تأهيل مقر ديوان الوزارة واستيعاب الكوادر فيه أو الجانب المالي والإداري وتنظيم العمل المالي والمحاسبي ودعوة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة للاطلاع على المعاملات المالية وغير ذلك، في هذه الأثناء واجهتنا مشكلات عدة من بينها عدم تسليمنا للأرشيف المالي وإخفاء المستندات فاضطررنا لمخاطبة نيابة الأموال العامة للقيام بواجبها وهو الأمر الذي دفع البعض لشن حملات تشويه مستمرة في محاولة للضغط على قيادة الوزارة لإغلاق هذا الملف.
ورغم ذلك تعمل قيادة وزارة الأوقاف على متابعة والتحقيق في أي قضايا فساد وإحالة المسؤولين عنها للمحاسبة، ولا يمكن السكوت عن أي تجاوزات من شأنها الإضرار بمصالح اليمنيين الذين يعانون الأمرّين جراء الانقلاب الحوثي وتداعياته الكارثية والأزمة الاقتصادية، فأي صاحب ضمير حي ووازع ديني يقبل بالفساد وتبديد الأموال العامة بينما يرزح أبناء شعبه تحت وطأة الحاجة وظروف المعيشة الصعبة!!.
ظروف بالغة التعقيد
*-ما هي التحديات التي لم تستطيعوا تجاوزها، ومازالت تشكل لكم عائق حتى اليوم في الوزارة ؟
الحكومة بشكل عام ووزارة الأوقاف بشكل خاص تعمل في وضع استثنائي، فنحن في زمن حرب وظروف بالغة التعقيد، ونحن في وزارة الأوقاف واجهنا تحديات جمة على مستوى تفعيل قطاعات الوزارة للقيام بدورها على أكمل وجه، وعلى مستوى التحديات المتعلقة بسيطرة الحوثي على مقدرات الوزارة ومقراتها وأوقافها في مناطق سيطرة الميليشيا وتوجيهها لخدمة أهدافها الطائفية. واجهنا ونواجه تحديات تتعلق بعمل وكالات الحج والعمرة في مناطق الحوثي وانتقال الحجاج والمعتمرين بين المحافظات وسط حصار بعض المدن وقطع الطرقات في مدن أخرى، وتابع الجميع عملية الاختطاف الحوثي لطائرات الحجاج ورفضهم السماح لها بالإقلاع من مطار صنعاء لنقل بقية الحجاج الذي علقوا في جدة مما حمل الوزارة تكاليف كبيرة لرعايتهم وتسكينهم حتى حل الأزمة. هناك تحديات تتعلق بواقع الانقسام الذي تشهده اليمن وتأثيراته على الخطاب الديني والإرشادي وبقية الأمور المتعلقة بمهام وزارة الأوقاف وهذه كلها ألقت بظلالها على واقع عمل الوزارة، ولكن بحمد الله تجاوزنا الكثير من الصعوبات وواجهنا التحديات بروح جديدة وصممنا على إخراج الوزارة من حالة الركود إلى الحراك المستمر وبحمد الله هناك جهود كبيرة تحققت وبعضها لا تزال في طور الإنجاز ليس في قطاع الحج والعمرة فقط بل في كل قطاعات الوزارة الستة والتي تعمل كلها كخلية نحل، وذلك واجب ومسؤولية وضعناها على عاتقنا ونسأل الله أن يبارك بالجهود المبذولة، وأشكر زملائي في الوزارة الذين يعملون باجتهاد وإخلاص رغم الحملات الإعلامية المضادة، والتشكيك والتزوير والتلفيق الذي نواجهه منذ تسلمنا العمل في الوزارة، ولكنا بفضل الله مستمرون بالتطوير والتحسين ونضع الملاحظات والانتقادات البناءة في موضعها الصحيح ونستفيد من النصائح والانتقادات البناءة ونعمل على تحقيقها قدر الإمكان.
العمل من الصفر
*-هل الوزارة تقترب اليوم من الرجوع إلى مستواها الإيرادي والإداري؟
في ظل الانقسام الذي تعيشه اليمن بين حكومتين حكومة شرعية معترف بها دولياً وحكومة مليشيا انقلابية غير معترف بها، ووجود سلطتين يصعب الحديث حالياً عن تحقيق الوصول إلى المستوى الإداري والإيرادي للوزارة كما كان قبل الانقلاب الحوثي، فكما تعرف ويعرف القارئ الكريم أن هناك عددًا من المحافظات تقع تحت سيطرة الاحتلال الحوثي وانعكس ذلك على سيطرة الميليشيا على مقدرات وإمكانيات وموارد وزارة الأوقاف والإرشاد ووجهت تلك المقدرات في خدمة أعمالها المشينة وخطابها السياسي الطائفي ونهبت الأوقاف وبسطت سيطرتها على المساجد وحولتها إلى منابر لنشر السموم الطائفية والتحريضية وضايقت المؤسسات الخيرية والدعوية وأغلق جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وحاربت كل الجهات التي تعمل في نشر الدعوة والعمل الخيري والإغاثي وتنوير الناس وتنميتهم وكل ذلك جعل وزارة الأوقاف في الحكومة الشرعية أمام تحديات صعبة للغاية على مستوى الموارد وعلى مستوى العمل الإداري وعلى مستوى التنسيق بين فروع الوزارة في المحافظات.
في الجانب الآخر نحن تسلمنا الوزارة وهي مجرد حقيبة تنقل من مكان لآخر ولم يكن يعمل سوى قطاع الحج والعمرة فقط في طل غياب تام لبقية القطاعات الخمسة رغم أهميتها، وكان الأمر صادمًا بالنسبة لنا، مما اضطرنا للعمل من الصفر فأعدنا ترتيب عمل الوزارة وأحيينا العمل في كافة القطاعات، وأسسنا مقرًا خاصًا للوزارة في العاصمة المؤقتة عدن بعد ترميم معهد البيحاني وإعادة افتتاحة من جديد، وعاد فريق العمل بشكل كامل إلى عدن وانطلقت حلقة التغيير والتطوير ولا تزال الوزارة تشهد تطورات متسارعة بشكل يومي في ظل اهتمام ورعاية مستمرة من قبل القيادة السياسية ممثلة برئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ودولة رئيس الوزراء وبالتنسيق مع كافة قطاعات الحكومة ذات العلاقة.
دعوة إلى قوى الشرعية
* -رسالة تريد إيصالها أو كلمة أخيرة؟
عبر منبركم المهم أوجه دعوتي المتكررة إلى كافة قوى الشرعية ومكوناتها بمختلف مسمياتها وتوجهاتها وأقول: بتفرقكم وصراعاتكم الضيقة تمكن الحوثي من اختراق جسد الأمة اليمنية وسيطر على صنعاء وانقلب على مؤسسات الدولة، ولن يتم دحر هذا الكابوس الجاثم على رقاب الشعب اليمني إلا بتجردكم عن مصالحكم الضيقة ووقوفكم وقفة صادقة مع أنفسكم، ورصّ الصفوف، ونبذ كل مسببات الفرقة والشقاق، وترحيل كل الخلافات الجانبية، وفتح صفحة جديدة عنوانها الإخاء والوفاء وتوجيه كل الجهود لمواجهة خطر هذه الجماعة الإرهابية التي تمثل خطرًا على حاضر ومستقبل أجيال اليمن.
شكرا لكم ولموقعكم المتميز وفريقه المثالي، وعبركم أدعو الصحفيين والصحفيات إلى مغادرة مربعات التيه والمعارك الصغيرة وتكريس جهودهم في تحقيق الوئام والتوافق بين المكونات الوطنية وتسخير الأقلام وكافة الوسائل لمواجهة المطابخ الإعلامية الحوثية التي تنشر الأباطيل وتزوّر الحقائق وتغرر على بعض الجماهير اليمنية والعربية، وأدعوهم للقيام بدور التصحيح عبر نقل الحقائق وتتبع الأدلة والاستماع للأطراف كافة وعدم الوقوع في فخ نقل الشائعات ونشر الاتهامات الجوفاء فالكلمة مسؤولية كبيرة وهذه أمانة أنتم تتحملونها فاعطوها حقها.