وباء السهر شبابنا في خطر !!
الامناء نت / كتب / د. علي صالح الربيزي

هناك وباء خطير جداً انتشر الآن في بلادنا عامة وفي منطقتنا خاصة. وباء التخزين في الليل والنوم في النهار، خاصة في أوساط الشباب. هذه الظاهرة المتفشية جعلت الشباب عالة ثقيلة على أسرهم، حيث يسهرون في الليل وينامون حتى الظهيرة، وإلى العصر، وأحياناً إلى المغرب. لا صلاة، ولا عبادة، وأيضاً لا عمل، ولا اكتساب أرزاق (يعني لا دنيا ولا آخرة).

 

أيها الآباء، أيها الإخوة، إن هذه المشكلة الكبيرة كادت أن تسبب حالات نفسية للآباء والأمهات. طاقات بشرية كبيرة مهدورة، لا علم ولا تعلم، ولا عبادة، ولا حتى اكتساب الأرزاق. ما الحل؟ ماذا نفعل؟ والله إن هذا الأمر إن لم يعالج ويوضع له حل، ستكون عواقبه خطيرة جداً جداً.

 

فعلى المشائخ والوجهاء والخطباء والدعاة والآباء والمسؤولين ممارسة دورهم لمنع هذه الظاهرة أو على الأقل الحد منها. وأنا أعرف أن هذه الظاهرة كانت نتيجة لأسباب منها الحرب والإعلام والغلاء والبطالة وغير ذلك. لكن لا نيأس ونعالج الأمر بما نقدر عليه.

 

أيها الآباء، أيها الإخوة، إن ديننا الحنيف يدعونا إلى استغلال الوقت بكل ما هو نافع ومفيد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ." (رواه البخاري). كيف نسمح لشبابنا بإهدار هاتين النعمتين العظيمتين في النوم والسهر؟ كيف نتركهم يغرقون في بحر الفراغ والضياع؟ نحن مسؤولون أمام الله عن تربيتهم وتوجيههم، فعلينا أن نعمل جاهدين لإنقاذهم من هذا المصير المؤلم.

 

أيها الآباء، أيها الإخوة، لنعمل معاً على توعية الشباب بأهمية تنظيم الوقت والحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، والمشاركة في الأعمال الصالحة، والسعي لاكتساب الرزق الحلال. لنعمل على تحفيزهم للعودة إلى طريق الجد والاجتهاد، ولنكن لهم قدوة حسنة في كل ما نقوم به.

 

فلنكن جميعاً،مشائخ ووجهاء وخطباء ودعاة وآباء ومسؤولين، يداً واحدة في مواجهة هذا الوباء. لنعمل على توعية الشباب بأهمية استغلال أوقاتهم في ما يرضي الله، وتجنب السهر والنوم في النهار. لنجعل من بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا مراكز للنور والهداية. لنعيد البسمة والأمل إلى وجوههم. فلنكن نوراً يضيء طريقهم نحو مستقبل أفضل.

 

أيها الآباء، أيها الإخوة، لنعمل بجد وإخلاص لإنقاذ شبابنا. إن لم نفعل، فسنكون جميعاً مسؤولين عن ضياعهم. لنكن لهم مثالاً يحتذى به، ولنمد لهم يد العون في كل خطوة يخطونها. لنكن شعلة الأمل التي تنير دربهم نحو النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

 

اللهم اهد شبابنا، وارزقهم الهمة والنشاط، واصرف عنهم كل ما يلهيهم عن طاعتك ورضاك. اللهم آمين.

متعلقات
عدن تشهد الحفل التكريمي بنسخته الخامسة والذي نظمته مؤسسة المستثمر للصحافة و مجلة الاستثمار 2024
وباء السهر شبابنا في خطر !!
هل عاد نائب رئيس الفريق الاقتصادي، عثمان الحدي من صنعاء إلى السعودية؟ ومن الذي ارسله؟
اجتماع في لحج يناقش إعادة تشغيل مصنع الطماطم
بمنشآت التخزين والرافعات والسفن.. هذه أضرار الغارات على الحديدة