مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتزايد معاناة الكثير من الأسر في محافظة لحج بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وندرة فرص العمل. ورغم هذه التحديات، تمكن العديد من الشباب من إيجاد متنفس لهم من خلال المهن الحرفية والمشاريع الصغيرة، التي أصبحت مصدر رزق رئيسي لهم ولأسرهم، ووسيلة لمواجهة الظروف القاسية بكرامة.
تشهد المحافظة زحامًا ملحوظًا مع دخول الموسم الرمضاني، حيث تزدهر مهن عديدة تشمل ، تصليح الأجهزة الكهربائية، والخياطة، إضافة إلى بيع العطورات والبهارات والمكسرات والحلويات الشعبية، التي يزداد عليها الطلب خلال الشهر الفضيل.
بالنسبة للكثير من الشباب، لم يكن خيار العمل الحر سهلاً، لكنه أصبح ضرورة فرضتها الظروف، فتحول بعضهم من البحث عن وظائف في القطاع الحكومي إلى استثمار مهاراتهم في أعمال تحقق لهم مصدر دخل مستدام. فرغم قلة الإمكانيات، استطاعوا إثبات أن الإرادة والعمل الجاد قادران على صنع الفرق، وأن المهن الحرة ليست مجرد وسيلة للرزق، بل هي فرصة لإثبات الذات وتحقيق الاستقلالية المالية.
النساء أيضًا لهن دور بارز في هذا المشهد، حيث تعتمد الكثير منهن على المشاريع المنزلية لإعالة أسرهن، لا سيما في صناعة الحلويات والمخبوزات والخياطة والتطريز. هذه الأعمال توفر لهن فرصة للعمل من المنزل وتحقيق دخل يساعد في تخفيف أعباء الحياة، خصوصًا مع تزايد احتياجات الأسر في رمضان.
رغم صعوبة الأوضاع، فإن الشباب في لحج يواصلون تحدي الظروف، مستفيدين من مواسم معينة مثل رمضان لتعزيز أعمالهم. فالمهن ليست مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هي قصص كفاح تعكس الإصرار والطموح، وتؤكد أن الأمل والعمل قادران على تغيير الواقع، حتى في أصعب الظروف.