"جزء من عملية تحول دولي" هكذا يرى الخبير الفلسطيني، هاني المصري، اعتراف 3 دول أوروبية بدولة فلسطين، في حدث تاريخي.
المصري يعتبر أن اعتراف 3 دول أوروبية؛ هي إسبانيا وإيرلندا والنرويج، بالدولة الفلسطينية هو جزء من عملية تحول دولي يصعب على إسرائيل تجاهل الموضوع الفلسطيني.
وأشار هاني المصري، في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن قرار إسبانيا والنرويج وإيرلندا، "يصب بالمصلحة السياسية الفلسطينية لكنه يحتاج إلى وقت حتى يبدأ الفلسطينيون جني ثماره".
ومضى قائلا "إعلان قرارات الاعتراف بالدولة هو جزء من عملية تحول عالمي سيحتاج بعض الوقت حتى ينضج ويؤتي ثماره المأمولة ولكنه يصعب بالمحصلة على إسرائيل تجاهل الموضوع الفلسطيني".
وأضاف "الاختراق الكبير سيحدث، إذا ما قامت دول مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية".
واستدرك: "أعتقد أن هذه خطوات ستأتي، فمثلا، الاعتراف الفرنسي بالدولة محتمل في وقت ما، ويقال إن القرار شبه متخذ ويجري التفكير في الوقت المناسب لصدور الإعلان".
موضحا "إذا ما اعترف العالم بالدولة الفلسطينية، فإن هذا سيفرض نفسه في نهاية الأمر على إسرائيل خاصة وأن الشعب الفلسطيني لم يهاجر من أرضه ولم يتخل عن تمسكه بقيام دولة فلسطينية مستقلة".
وفيما يتعلق بدول مثل ألمانيا، لا تزال ترهن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بتوصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاق، قال: "عندما تجد هذه الدول نفسها معزولة في موقفها مع دول قليلة، فإن وضعها سيكون مختلفا".
وأضاف: "شيئا فشيئا ستكون الدول المعترفة بفلسطين أغلبية في الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أن أصعب الدول (في هذا المسعى) ستكون ألمانيا".
لكنه عاد وقال "علينا ألا نقلل من أهمية الاعترافات الحالية، فإسبانيا دولة مهمة جدا وكذلك النرويج وأيرلندا؛ فنحن لا نتحدث عن دول هامشية وإنما دول مؤثرة".
وتابع أن "الاعترافات تأتي في سياق تحولات دولية داعمة للقضية الفلسطينية".
الخبير الفلسطيني قال أيضا، "نلاحظ أن هناك تحولا.. عالميا، هناك انتفاضة دولية وتحرك المحكمة الجنائية الدولية وتحرك محكمة العدل الدولية وأزمة داخلية في إسرائيل وهذا يبقي هدف الدولة الفلسطينية قائم".
وأضاف "ما يجري هو فرض حقائق على الأرض؛ سياسية وقانونية ودبلوماسية، وهو ما جعل إسرائيل ترد بهستيريا عليها، لأنها تدرك جيدا ما تعنيه هذه الخطوات".
وتابع "التوجه بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه، يوآف غالانت، يعني فعليا انتهاء الحصانة التي تمتعت بها إسرائيل حتى الآن".
قبل أن يقول "كل هذه الخطوات مع بعضها البعض ذات أهمية سياسية وقانونية بالغة"، مضيفا "في ظل كل هذا، ينبغي على الفلسطينيين أن يوحدوا صفوفهم".
مستطردا "بنهاية الأمر، فإننا لن نتمكن من إنقاذ أنفسنا، إذا لم نوحد نفسنا، يجب أن يكون هناك اتفاق فلسطيني داخلي وإلا فإن كل هذه الإنجازات ستذهب مع الريح".
وأضاف "مصلحة الفلسطينيين حاليا أكثر من أي وقت مضى، هي الوحدة"، معتبرا أن مجمل التطورات الأخيرة يعد مؤشرا على تنامي العزلة الدولية لإسرائيل.
وقال "هناك عزلة دولية، ولكن هذا بحاجة إلى زخم وتحرك فلسطيني.. علينا ألا نعتبر أن الاختراق قد حدث بالفعل وإنما هي خطوات على طريق الاختراق"