خطوات قليلة تفصل الهلال عن نهاية موسم يبدو ناجحا إلى حد كبير لاسيما على الصعيد المحلي، فقد حسم الزعيم لقب دوري روشن للمحترفين بنسبة 99%، بالإضافة لوصوله إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، بانتظار مواجهة مرتقبة ضد الغريم النصر، بينما نجح الموج الأزرق في أن يغرق كل الكبار هذا الموسم بالانتصار عليهم في موسم استثنائي.
تظل العثرة الآسيوية النقطة السوداء الوحيدة في موسم أبيض هلالي، كان فيه الكثير من أوجه التفوق إذ أن الخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، لم يكن أمرا مقبولا بالنسبة لجماهير الزعيم التي كانت تمني النفس بأن ترى فريقها يعتلي كل منصات التتويج هذا الموسم.
موسم التفوق المحلي للزعيم جاء بأفكار فنية مميزة وأقدام ورؤوس لاعبين صنعت الفارق بتسجيل عدد ضخم من الأهداف كان كافيا لتجاوز المنافسين تباعا وحصد أكبر عدد من النقاط، إذ لم يتعثر الفريق الأزرق سوى في مباراتين فقط بالتعادل بينما لم يعرف طعم الهزيمة، ما يجعل الأفق مفتوحا لما يمكن أن يقدمه الفريق في الفترة المقبلة وهل مازال بحاجة لمزيد من التدعيمات؟
الهلال والصفقات
لاشك أن صفقات ما قبل بداية الموسم الحالي كان لها بالغ الأثر في الموسم الحالي وما وصل إليه الزعيم، حيث أن الفريق استفاد بشدة من جودة محترفيه الأجانب أو أغلبهم على الأقل، مثل روبين نيفيز لاعب خط الوسط البرتغالي القادم من وولفرهامبتون الإنجليزي، بالإضافة إلى سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش القوة الكبيرة في وسط الهلال، ومساهماته التهديفية الكبيرة سواء بالتسجيل أو الصناعة.
أيضا البرازيلي مالكوم القادم من زينيت سان بطرسبرج الروسي كان بمثابة الحل الذكي لهجوم الهلال ورجل المواقف الصعبة دائما فقد صنع الفارق في الثلث الأمامي لفريق المدرب جورجي جيسوس باقتدار، ويبقى الصربي الآخر ألكسندر ميتروفيتش هو صاحب الإضافة الأبرز في الهجوم بأرقامه المميزة وأهدافه التي لم تتوقف.
أما البرازيلي نيمار وهو التعاقد الأبرز في الكرة السعودية بعد انضمام كريستيانو رونالدو للنصر، فقد صادفه سوء حظ بالإصابة التي تلقاها مع منتخب بلاده في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن عودته بلا شك ستضيف قوة كبيرة للهجوم الأزرق لاسيما أن اللاعب لديه شغف استكمال التجربة.
ماذا يحتاج الهلال؟
على مدار الموسم برهن الهلال على أنه يملك دكة بدلاء قوية تحميه من التعثرات أثناء ضغط المباريات، وهو ما نجح فيه جورجي جيسوس أكثر من مرة بتوفير بدائل بنفس مستوى الأساسيين، مع جودة اللاعبين المحليين أيضا أمثال سالم الدوسري وسعود عبدالحميد وعلي البليهي وغيرهم.
لكن هناك بعض النواقص التي ربما يحتاجها الهلال فيما هو قادم من بينها ظهير أيسر بنفس قوة الظهير الأيمن، حيث تألق سعود عبدالحميد في الجبهة اليمنى بينما لم يقابله نفس التألق من ياسر الشهراني في بعض المباريات، كذلك حضور باهت نسبيًا للبرازيلي رينان لودي.
كاليدو كالويبالي كان بمثابة الصخرة في دفاع الهلال إلى جانب البليهي لكن المنظومة الدفاعية للزعيم تحتاج لعناصر أخرى تكون بديلة وتستطيع تحمل عبء الدفاع، ومن ثم فإن الهلال دفاعيا لا يعاني لكنه فقط بحاجة لبدائل تحسبا لأي ظروف.
ويبقى مركز الجناح الأيمن الذي يشغله البرازيلي ميشايل ديلجادو هو مثار تساؤلات ما إذا كانت الإدارة الهلالية قانعة بما يقدمه البرازيلي، أو أن هناك بدائل أخرى أجنبية أو محلية قادرة على صنع الفارق، فاللاعب لم يكن إيجابيا في العديد من المواقف الهجومية للزعيم.