- انتشار تعاطي القات بالجنوب تدمير للبنية الاقتصادية والاجتماعية ومن أخطر الظواهر على شعبنا
- كيف يمكن الحد من رقعه انتشار القات وبيعه وتعاطيه؟
- ما البدائل التي يمكن ان تحل محل القات للاستفادة من الوقت والجهد والمال؟
تُعد أوراق نبتة القات من المواد المخدرة حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية ، وأصبح القات بعد الوحدة المشؤومة عام 1990م، يستهلك وبشكل يومي بمحافظات الجنوب، بينما كان في ظل دولة الجنوب العربي لا يسمح ببيعه أو تعاطيه إلا يومين بالأسبوع او بالإجازات الرسمية، ويعاقب من يخالف ذلك؛ لما يسببه من اضرار، فالقات يؤثر سلباً على صحة متعاطيه جسديًا ونفسيًا واقتصادياً، وبالتالي يؤثر على الأسرة ويؤدي إلى تفكك الأسرة والمجتمع بالجنوب وانهيار الاقتصاد.
ويقدر استهلاك الأسواق الجنوبية للعام 2023م بأكثر من ترليون ريال يمني حسب احصائيات لمنظمات ذات العلاقة بهذه القضية، بينما ما ينتجه الجنوب من القات اقل من 10% من استهلاك السوق الجنوبي، وأكثر من 90% من القات يتم شرواه من خارج محافظات الجنوب من الشمال، وبالتالي عملية استيراد القات تصب في مصلحة اقتصاد وميزانية الحوثي؛ لأن استيراد القات من تجار القات بالشمال اصبح يتم بالعملة الصعبة بعد عام 2019م، بعد انفصال العملة بين المناطق المحررة والمناطق التي تحت سيطرة الحوثي .
في هذه الزاوية نسلط الضوء على هذه الآفة ، ولمعرفة ما هي نبتة القات وما نسبه انتشار وتعاطي القات للمواطنين قبل وبعد الوحدة؟ وما الأهداف الحقيقة من انتشاره؟ وكم عدد الساعات التي يقضيها المتعاطي في تناول القات؟ وما الآثار الاجتماعية والصحية الناجمة عن تعاطي القات؟ وكيف تؤثر مظاهر تناول القات على السلوكيات العامة عند الجلوس على الشوارع والطرقات؟ وما رأي الشارع الجنوبي بظاهرة تعاطي القات عند النساء؟ وما اضرارها الاجتماعية؟ وكيف يمكن الحد من رقعه انتشار القات وبيعه وتعاطيه؟ وما البدائل التي يمكن ان تحل محل القات للاستفادة من الوقت والجهد والمال؟
-شجرة خبيثة
التربوي الأستاذ انور السراري وهو أحد متعاطين القات يقول :" القات شجرة خبيثة، وتحوي مادة مخدرة تأخذ الوقت والجهد والمال والصحة، نحن نتعاطى القات ونعرف اضراره، ولكنها عادة وآفة انتشرت بين أوساط المجتمع الجنوبي، كما أن شجرة القات تستنزف المياه الجوفية فتستهلك ما يقارب 55% من المياه الجوفية سنويا، إضافة إلى أن شجرة القات ترش بمواد ومبيدات تؤثر على صحة الإنسان".
-تدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية
الأستاذة ضياء الهاشمي، نائب رئيس الدائرة السياسية في الامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي قالت :" قبل كل شيء لابد من أن نشير أن ظاهرة انتشار وتعاطي القات من أخطر الظواهر على شعبنا الجنوبي، فبعد ان أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوراق شجرة القات من المواد المخدرة، قُيدت ظاهرة انتشار وتعاطي القات بقانون رقم 38 في أواخر العام 1976م ابان دولة اليمن الديمقراطية الشعبية حيث نص القانون على منع منعا باتاً من تعاطي وبيع وشراء القات الا في يومي بالأسبوع والعطل الرسمية فقط؛ لإدراك الحكومة آنذاك بمخاطر هذه الظاهرة على الشعب في الجنوب فاليوم أصبحت هناك الملايين من أشجار القات التي تم استبدال شجرة البن بهذه الشجرة الخبيثة، فلا يكاد منزل إلا وفيه متعاطي للقات وبحسب تقارير صادرة عن للبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية فإن ما بين 60% إلى 90% من البالغين يتعاطون القات وما نسبته من 15% إلى 20% نسبة متعاطي القات من الأطفال"، مؤكدة بقولها:" يهدر المواطنون أكثر من 70 % من ميزانيتهم التي من المفترض أن تكون لصالح توفير احتياجات أسرهم، بينما أسرهم يعانون من سوء التغذية ، والهدف الاول من انتشار هذه الظاهرة الخبيثة بين أوساط شعب الجنوب أهداف اقتصادية ذات أبعاد سياسية لتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية بحيث أصبح الملايين لا يملكون من أمرهم شيء لا من دخلهم ولا من أوقاتهم ولا من مستقبل ابناءهم ".
-كارثة مجتمعية
بدوره الإعلامي حسن صالح هذبول الخليفي، يتحدث عن متوسط سعر القات في أسواق الجنوب، قائلاً:" يبلغ متوسط سعر القات من 3000- 5000 ريال يمني للشخص الواحد. وهذه تُعتبر أقل قيمة قد يخزنها الشخص العادي. بينما هناك من يشتري القات بسعر جنوني يصل إلى 30 و 50 ألف ريال للشخص الواحد. وقد يضطر الشخص إلى بيع أشياء خاصة بعائلته لكي يشتري القات. وهذا حرفيًا يعد كارثة مجتمعية على مستوى الفرد والمجتمع ككل"، مضيفا:" ويبلغ عدد الساعات التي يقضيها متعاطي القات من 6 - 10 ساعات. وهنا ندرك كمية الوقت الضائع دون أي فائدة، وأيضًا يترتب على تعاطي القات مضار من ناحية الحياة الاقتصادية للشخص وعائلته، حيث يأخذ القات ما يعادل 70% من دخل الشخص ".
-تفاقم معاناة الأسرة وتفككها
فيما الأستاذ محمد العمري، يوضح الآثار الاجتماعية الناجمة من تعاطي القات قائلاً :" القات آفة ابتلينا بها ولها آثار كبيرة مادية ومعنوية وصحية واجتماعية فهي تستنزف المال بشكل يومي على حساب احتياجات الأسرة فمتعاطي القات يفضل ان يدفع كمتوسط مبلغ سبعة ألف ريال يوميًا مقابل حزمة قات ولا يفضل ان يدفعها في مواد غذائية للأسرة أو مصاريف علاج لمريض من الأسرة، إضافة الى ذلك لها مخاطر صحية ونفسية تؤدي الى مشاكل أسرية ربما تنتهي بخراب البيت وتفكك وضياع الأسرة وخاصة الأطفال فهم الضحية الأولى".
-اضرار القات على الصحة
بدورها الدكتورة ندى هائل عبدالرب، اخصائية أمراض باطنية، توضح بعض الاثار الصحية الناجمة عن تعاطي القات قائلة:" عند مضغ أوراق القات يدخل المتعاطي في حالة من الغبطة و النشوة بالإضافة إلى شعور الشخص باليقظة والتنبه ، وللقات أعراضا جانبية عديدة، منها:
- تسوس الأسنان، وأمراض اللثة، والإصابة بأورام الجهاز الهضمي واضطرابات القلب مثل اختلال نظم القلب، وانخفاض كمية التي الدم التي يتم ضخها أو احتشاء عضلة القلب.".
-أثار سلبية على الحامل
وتكشف د. عبدالرب، تأثير تعاطي القات على الإناث قائلة :" يسبب الضعف الجنسي، وانخفاض القدرة على الاخصاب (ضعف عملية تلقيح البويضات). كما يؤثر الإدمان على القات تأثيراً سلبياً على المرأة الحامل، وخاصة على نمو وتكامل ونضج الجنين؛ مما يؤدي إلى خطر وفاة الجنين أو إلى ولادته بوزن منخفض أو مصاباً بتشوهات خلقية أو بمضاعفات عديدة، ونقص في تغذية الجنين وبالتالي يؤثر على نموه الطبيعي"
-أذية ومضايقة المرأة
بينما التربوية الأستاذة اشراق محمد عبده حنبله، موجهة وزارية بوزارة التربية والتعليم، تتحدث عن مظاهر تناول القات بالشوارع والطرقات وتأثيرها على السلوكيات العامة قائلة:" تناول ومضغ القات يشكل سلوك غير حضاري وغير مرغوب فيه وتشويه لمنظر الإنسان بالمجتمع ومضايقة الناس وخصوصا الجلوس على الشوارع والطرقات اذ يسبب هذا الأمر احراج للنساء عند الخروج والرغبة بالمشي أو الذهاب لأي مكان ".
-انحراف الأبناء وضياع الأسرة
وتتحدث أ. الهاشمي عن ظاهرة تعاطي النساء للقات ومخاطرها قائلة :" إذا كنا لا نطيق أن نرى الرجال والشباب يتعاطون هذه النبتة الخبيثة فكيف بالنساء؟ اللاتي لا يليق بهن هذا المنظر، وهي الام المربية والإبنة المثقفة والزوجة المدبرة. المرأة التي تتعاطى القات وتقضي الساعات بعيدة عن واجباتها كأم، وتفضل جلسة القات على احتواء ابناءها بخلق جو تعليمي تفاعلي ديني اخلاقي مفضلة الانعزال عن بيئتها التي تعتبر مملكتها وهي راعية ومسؤولة عن الحفاظ عن كل كبيرة وصغيرة في بيتها، وأول هذه المسؤولية هي تربية ورعاية الاجيال في جو أسري مثالي ".
-التوعية وزراعة محاصيل بديلة
ويقترح الإعلامي الخليفي، للحد من انتشار القات وبيعه وتعاطيه بأن على الحكومة القيام ببعض الإجراءات:
1-التوعية بأضرار القات
2- سن قوانين صارمة لتنظيم بيع القات وتعاطيه.
3- دعم المزارعين في زراعة محاصيل بديلة وتوفير برامج تدريبية للمزارعين لتعليمهم كيفية زراعة هذه المحاصيل وتسويقها.
4- توفير فرص عمل بديلة ودعم برامج التدريب المهني لتعليم الشباب مهارات جديدة تساعدهم على الحصول على وظائف.
5- يجب على الحكومة دعم برامج العلاج والتأهيل للأشخاص الذين يعانون من إدمان القات
6- التعاون مع المنظمات الدولية في مكافحة القات.
7-زيادة الضرائب على القات بشكل تدريجي حتى يتم القضاء عليه.
8-منع زراعة القات في بعض المناطق.
9-تشجيع الاستثمار في مجالات أخرى غير زراعة القات.
10-دعم برامج البحوث حول أضرار القات وطرق علاجه.
11- يجب أن تُشارك جميع فئات المجتمع في الجهود المبذولة للحد من انتشار القات. كما يجب على المعلمين والأئمة والمثقفين توعية الناس بأضرار القات وتعاون كافة فئات المجتمع لبناء مجتمع خالٍ من القات.
-المشاركة المجتمعية
وتتحدث أ. حنبله، عن البدائل التي يمكن ان تحل محل القات في الاستفادة من الوقت والجهد والمال قائلة :" يمكن ممارسة الرياضة حسب المرحلة العمرية والخروج مع الأسرة والأهل للرحلات واماكن الترفيه والتسوق، وكذلك المشاركة بالأعمال المجتمعية والفعاليات والمبادرات الخيرية، والتواصل مع دول العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وممارسة الانشطة المتنوعة من رسم وكتابة قصص أو شعر وقراءة الكتب النافعة والاهتمام بأداء الشعائر الدينية والابتعاد عن مجالس القات. كما يقع على الحكومة دور كبير ومهم في تحديد يوم بالأسبوع لشراء القات والسماح بتناوله وشراؤه وابعاد مواقع بيع القات إلى اماكن بعيدة عن حدود المحافظات حتى يصعب على المتعاطي شراؤه والذهاب إليها يوميًا"