لماذا تنأى سوريا بنفسها عن الحرب في غزة
الأمناء /‏فرانس برس


 يحرص النظام السوري منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها، رغم أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والمنسوب إلى إسرائيل، كاد أن يشعل المنطقة، وفق ما يقول محللون.

بعد 13 عاماً من نزاع دام في سوريا، يحاول الرئيس بشار الأسد الموازنة بين داعمتيه الرئيسيتين: إيران، عدو اسرائيل اللدود والتي سارعت ومجموعات موالية لها الى “مساندة” حركة حماس، وروسيا التي تدفع باتجاه الاستقرار في المنطقة.

يوضح مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن “الأسد تلقّى تحذيراً واضحاً من الاسرائيليين، بأنه إذا ما استُخدمت سوريا ضدهم، فسوف يدمرون نظامه”.

يقول المحلل في معهد واشنطن أندرو تابلر إن روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق عام 2018 “حثّتاه على البقاء بمنأى عن النزاع”.

‏منذ ذاك الحين، ازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا والتي أسفرت عن مقتل قياديين رفيعي المستوى من الحرس الثوري الإيراني.

إلا أنه وفي حين سارع حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن إلى فتح جبهات ضد إسرائيل دعماً لحماس التي ينضوون معها في ما يعرف بـ”محور المقاومة” بقيادة طهران، بقيت جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل هادئة نسبياً.

يقول تابلر إنه تم إحصاء “بين عشرين وثلاثين هجوماً صاروخياً من سوريا” نحو الجولان منذ بدء الحرب، لم يسفر معظمها عن أضرار.

يشير تابلر الى أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير آهلة، مضيفا أن هذا ما “جرت قراءته في واشنطن وخارجها على أنه رسالة مشفّرة، مفادها أن الرئيس السوري يريد البقاء خارج النزاع في غزة”.

اكثر من ذلك، أقدمت إيران مؤخرا على خفض وجودها العسكري في الجنوب السوري وتحديداً في المناطق المحاذية للجولان، وفق ما يؤكد المرصد السوري ومصدر مقرّب من حزب الله.

‏أعلنت وزارة الدفاع الروسية في الرابع من الشهر الحالي انشاء مركز إضافي في الشطر السوري من الجولان مهمته “مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة وخفض التصعيد” بين القوات الإسرائيلية والجيش السوري، فضلا عن “رصد أي استفزازات محتملة”.

‏بينما يبتعد الرئيس السوري عن الواجهة، يرى الدبلوماسي الغربي أنّ “الأسد يأمل خصوصاً أن يحصل على مقابل لضبط النفس من العرب والغربيين، ويدفعه الروس باتجاه ذلك”.

بعد عزلة دبلوماسية على المستوى الدولي منذ بدء النزاع عام 2011، يحاول الأسد إعادة تعويم نظامه خصوصاً بعد استئناف العلاقات تدريجياً مع دول خليجية بدءاً من العام 2018 واستعادة مقعده في جامعة الدول العربية. ويأمل الحصول من دول الخليج على تمويل يحتاجه من أجل مرحلة إعمار البلاد التي مزقتها سنوات الحرب وقضت على اقتصادها.

يعرب الدبلوماسي الغربي عن اعتقاده بأن “النظام يكره حماس ولا رغبة لديه بدعم الإخوان المسلمين، الذين قد يعزز فوزهم موقع نظرائهم في سوريا” نظراً للعداء التاريخي بين الجانبين.

رداً على سؤال عن إمكانية عودة العلاقة مع حماس إلى ما كانت عليه، قال الأسد في مقابلة صيف 2023 “من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية”.

متعلقات
مقتل الطالب عبد الله البليلي في جامعة صنعاء: جريمة مروعة تهز أركان المجتمع اليمني
أديب العيسي رجل المرحلة القادمة في أبين الجريحة
صحفي في قبضة المخابرات
تعز.. وثيقة مسربة تكشف تعمد إرتكاب مخالفة صريحة بعدم الالتزام بتطبيق قرار محافظ المحافظة
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن