أفاد باحث الآثار اليمني، عبدالله محسن، الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول، بمصادرة القضاء السويسري لعروش أثرية لملوك اليمن، بعد اختفائها من محافظة الجوف (شمالي اليمن) ..
وقال ”محسن“، في تدوينة على ”فيسبوك“، إن ثلاثة عروش اختفت في وقت سابق من محافظة الجوف اليمنية، وأنه حاول تتبع خطوط تهريبها.
ولفت إلى أنه تلقى اتصالاً من ”باحث آثار“ وصفه بـ”الصديق“، الأسبوع الفائت يقدم خدمات بحثية بشكل رسمي لجهات شرطية وقضائية مختصة بجرائم الآثار في أوروبا، أبلغه بمصادرة القضاء السويسري بجنيف لعرشين أثريين نشر عنهما سابقا ...
وأشار الباحث، نقلا عن “صديقه”، إلى أن “التحقيقات مستمرة في مكتب المدعي العام السويسري، وأن العرشان من مقتنيات “هشام وعلي أبو طعام”، المالكين لشركة “فينيكس” للفن القديم الشهيرة والتي تلاحقها الاتهامات بالاتجار بالآثار العراقية والمصرية وغيرها ..
وقال “محسن”، إنه حاول التحقق من مصادر أخرى، عن مصير العرش الثالث وما إن كان ضمن الآثار المصادرة أم أنه من المقتنيات المخفية في اليمن أو الخارج، إلا أنه واجه صعوبة في ذلك “لعدم وجود صفة رسمية للتخاطب وضرورة استعادة العروش الثلاثة” ...
وعن تفاصيل العروش الثلاثة، قال الباحث المختص في الآثار اليمنية، إن العرش الأول، هو عرش للملك (لبأن يدع بن يدع أب)، ومصدر العرش (نشّان) مدينة السوداء في محافظة الجوف، وهو مصنوع من كرسي ضخم ذو ظهر مرتفع، ويزين الظهر سلسلة من الوعول موضوعة على شكل مرآة، اثنتان لكل جانب؛ وتقف الحيوانات المصممة على أقواس بارزة، ولها قرون كبيرة منحنية، وآذان طويلة، ولحى مستطيلة، وأرجل وحوافر مميزة ...
أما العرش الثاني، فهو للملك (ملك وقه ريد بن عم علي)، ومصدره (نشّان) مدينة السوداء في محافظة الجوف، مصنوع من كرسي ضخم ذو ظهر مرتفع، مكسور إلى جزأين، ويزين الظهر سلسلة من الوعول موضوعة على شكل مرآة، اثنتان لكل جانب؛ وتقف الحيوانات المصممة على أقواس بارزة، ولها قرون كبيرة منحنية، وآذان طويلة، ولحى مستطيلة، وأرجل وحوافر مميزة، وفقا للباحث ..
وذكر أن العرش الثالث، هو للملك (عم وتر يسرن لبو بن عم علي) ، شقيق الملك وقه ريد بن عم علي ويرى البعض أنه ليس من المحتمل أن يكون عم وتر يسرن ملكاً لكن وجود العرش يؤكد أنه كان ملكاً وربما كان وصياً على أخيه، ومصدر العرش (نشّان) مدينة السوداء في محافظة الجوف ..
وتزايدت مؤخرًا عرض الآثار اليمنية للبيع في مزادات عالمية، أغلبها في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتعرض الآثار اليمنية لعملية نهب وتخريب وتهريب إلى خارج البلاد، لاسيّما في سنوات الحرب الأخيرة، وفق تقرير لمنصة “العربية فيلكس” ...
وساهمت الحرب الدائرة في اليمن منذُ العام 2015م وحتى اليوم، وانعدام الأمن والاستقرار بانتشار عمليات النهب وتهريب منظمة وواسعة لكميات كبيرة من الآثار، والتي تقدر الإحصاءات، بأن عدد القطع المعروضة في المزادات العالمية، والمنصات المتعددة خلال فترة الحرب بما يزيد على 10 آلاف قطعة أثرية....