"الأمناء" تكشف الأسباب الحقيقية وراء انسحاب الرئيس الزبيدي من اجتماع مجلس القيادة ومغادرته الرياض.
الأمناء – غازي العلوي :

العليمي يكشف عن وجهه الحقيقي ويمد طوق النجاة للحوثي.

ما هي الشروط المهمة التي وضعها الرئيس الزبيدي وأثارت حفيظة العليمي؟

ما الذي يريده العليمي بقراراته الانفرادية غير المدروسة؟

هل يفعلها الرئيس الزبيدي ويقلب الطاولة على أعداء الجنوب؟

تصاعد الخلافات في مجلس القيادة الرئاسي: هل تنسف اتفاق الرياض إلى الأبد؟

الشراكة على مفترق طرق!

 

 

الأمناء – غازي العلوي:

 

 

شهدت الساحة السياسية اليمنية تطورات مثيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث تصاعدت الخلافات داخل المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي. وقد جاءت هذه الخلافات في وقتٍ حساس، تزامناً مع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

 

الأزمة داخل المجلس الرئاسي

تُشير مصادر متعددة إلى أن الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي تفاقمت نتيجة رفض رشاد العليمي لعدد من المقترحات التي قدمها النائب عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما أثار استياءً واضحاً لدى مكونات المجلس، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي. وبحسب مصادر "الأمناء" فان المقترحات التي قدمها الرئيس الزبيدي تُركز على تعزيز تمثيل الجنوب في القرار السياسي والدفع نحو حلول سياسية تضمن شراكة فعلية لجميع الأطراف في إدارة المرحلة الانتقالية.

وأثار هذا الانسحاب تساؤلات حول أسبابه الحقيقية وتأثيره على المشهد السياسي في اليمن، وسط اتهامات لرشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بتحمل مسؤولية تعثر الاجتماعات وتفاقم الخلافات.

 

الأسباب الكامنة وراء الانسحاب

 

كشفت مصادر جنوبية مطلعة لـ"الأمناء" أن انسحاب الرئيس الزبيدي جاء على خلفية رفض العليمي تنفيذ سلسلة من المطالب والإصلاحات التي اعتبرها أعضاء في المجلس ضرورية لضمان تحسين أداء مجلس القيادة والحكومة. ومن بين هذه المطالب:

 

1. إصلاح مسار الشراكة:

أكد الرئيس الزبيدي بحسب المصادر على ضرورة تصحيح هيكلية الشراكة في مجلس القيادة والحكومة بما يتوافق مع اتفاق الرياض. ويشمل ذلك توزيع المناصب والمشاركة الفاعلة في صنع القرار، وهو أمر حيوي لضمان التوازن بين الأطراف السياسية المختلفة.

 

 

2. مكافحة الفساد وتقليص النفقات:

طالب الزبيدي بفتح ملفات الفساد منذ انطلاق عاصفة الحزم، إلى جانب تقليص النفقات الحكومية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه البلاد.

 

 

3. تطبيق مخرجات اللقاءات السابقة:

شدد على ضرورة تنفيذ توصيات الاجتماعات السابقة، والتي ركزت على إصلاح العمل في مجلس القيادة والحكومة.

 

 

4. رفض انعقاد مجلس النواب في عدن قبل الإصلاحات:

عارض رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي انعقاد جلسات مجلس النواب في العاصمة عدن دون إجراء إصلاحات شاملة تضمن المناصفة في مؤسسات الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة تُمارس مهامها من داخل مدينة عدن.

 

الأزمة السياسية بين العليمي والزبيدي

 

بحسب المصادر، يتمسك الزبيدي بضرورة إنهاء حالة التفرد بالقرارات داخل مجلس القيادة الرئاسي، مشيرًا إلى أن استمرار هذا النهج يعمق الاختلالات ويهدد بفشل المجلس في تحقيق أهدافه.

واعتبرت المصادر في سياق إفادتها الخاصة لـ"الأمناء" أن تجاهل العليمي لهذه المطالب يمثل "آخر مسمار في نعش الشراكة"، وهو ما يصب في مصلحة الحوثيين، ويضعف جبهة الشرعية في مواجهة التحديات الراهنة.

 

التداعيات السياسية

 

أدى انسحاب الزبيدي إلى تعثر الاجتماعات الجارية في الرياض، وسط تحذيرات من أن استمرار الخلافات سيؤدي إلى مزيد من التصدعات داخل مجلس القيادة. كما يُنذر هذا الوضع بتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض، الذي يعتبر الإطار السياسي الأساسي لضمان الاستقرار في اليمن.

 

 

انعكاسات هذه الخلافات

 

يُعتبر استمرار الخلافات داخل المجلس الرئاسي بمثابة هدية مجانية للحوثيين، حيث يتيح لهم فرصة استغلال التصدعات في صفوف خصومهم السياسيين لتعزيز نفوذهم على الأرض.

 

الخلافات الحالية تُضعف موقف المجلس الرئاسي في أي مفاوضات مع الحوثيين أو الأطراف الدولية، وتُظهره ككيانٍ غير متماسك، مما يُقلل من فاعليته كحكومة شرعية تمثل مصالح الشعب اليمني.

 

يواجه المجلس الرئاسي انتقادات متزايدة بسبب فشله في إدارة التوازن بين مكوناته، الأمر الذي يُعزز من الشعور بالتهميش لدى بعض الأطراف ويهدد بانفجار مزيد من الأزمات.

أهمية الحوار الداخلي

في ظل هذه الظروف، يُعتبر الحوار الداخلي بين مكونات المجلس الرئاسي ضرورة مُلحّة لإعادة بناء الثقة وتوحيد الرؤية السياسية. يجب أن يُدرك رشاد العليمي أهمية تفعيل روح الشراكة الحقيقية داخل المجلس والتعامل بجدية مع مطالب الجنوب والمكونات الأخرى، لضمان بقاء المجلس الرئاسي كجبهة موحدة قادرة على مواجهة التحديات.

برى مراقبون إن استمرار الخلافات داخل المجلس الرئاسي يُهدد بإضعاف الشرعية اليمنية على الصعيد الداخلي والدولي، ويُقدم خدمة غير مباشرة للحوثيين. لذلك، تقع المسؤولية على عاتق القيادة السياسية لتحقيق توافق داخلي يعزز وحدة الصف ويُمهّد الطريق لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

 

 

ردود الأفعال

 

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من أي جهة داخل الشرعية أو المجلس الانتقالي الجنوبي حول الخطوات المستقبلية، لكن المؤشرات تدل على أن المجلس الجنوبي سيواصل الضغط لتحقيق مطالبه، فيما يبدو أن مجلس القيادة يواجه اختبارًا صعبًا لتجاوز هذه الأزمة.

الانتقالي يحمي مكتسبات الجنوب..

 

 

أكد مغردون جنوبيون أن استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة مبدأ ثابت للمجلس الانتقالي الجنوبي لا يقبل المساومة، ولا التأخير، مشددين على أن التنمية في الجنوب ليست رفاهية بل حق مستحق للشعب، إلا أنه لا يمكن أن يتحقق في ظل الفساد والتجاهل المتعمد.

 

ودعوا عبر هاشتاج الانتقالي يحمي مكتسبات الجنوب، أبناء شعب الجنوب كافة إلى التمسك بالثوابت الوطنية الجنوبية، بظل التحديات التي تواجه الجنوب والتي تتطلب وحدة الكلمة والصف لمواجهة المؤامرات.

 

ونبهوا إلى أن الشراكة مع الأطراف اليمنية يجب أن تكون تصحيحية وحقيقية، ترتكز على التوازن واحترام تطلعات شعب الجنوب، مضيفين أن استمرار التجاهل والمماطلة، يهدد مستقبل هذه الشراكة.

 

وأشاروا إلى أن الجنوب لم يعد الطرف الضعيف الذي يفرض عليه الإملاءات، معتبرين أن انسحاب الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي من اجتماع مجلس القيادة الرئاسي، ليس إلا محطة جديدة في مسار نضال الجنوب.

 

وأوضحوا أن موقف الرئيس الزُبيدي، يحمل رسالة واضحة إلى الداخل والخارج؛ مفادها أن الشعب الجنوبي لن يقبل بالاستمرار في هذا الوضع والذي تحمله كثيرا.

ختامًا

 

يبقى مستقبل مجلس القيادة الرئاسي مرهونًا بمدى استجابة أعضائه لدعوات الإصلاح والشراكة الحقيقية. وفي ظل الأوضاع الراهنة، فإن عدم معالجة الخلافات بشكل جذري سيُضعف الشرعية ويعزز موقف القوى المناوئة، مما يستدعي تدخلًا جادًا وحلولًا مستدامة للحفاظ على وحدة الصف اليمني لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية تضمن إنهاء الحرب والمشاركة الفعلية في إدارة شؤون البلد التي أنهكها الحرب .

متعلقات
وصول 336 مهاجر غير شرعي إلى ساحل شبوة
قائد اللواء الثاني محور سبأ يهنئ بالعام 2025م ويؤكد بانه عام النصر على الحوثي
بسبب خلاف عائلي..فتاة تقتل والدها لحماية والدتها بعمران
محافظ حضرموت يوجه المكاتب الخدمية بتعزيز التعاون
وقفة احتجاجية في عدن لمطالبة الحكومة بصرف الرواتب