شهدت محافظة لحج منذ صباح يوم الخميس أعمال عنف وجرائم قتل وأعمال سلب ونهب طالت معسكرات الأمن ومباني حكومية ومرافق خدمية انتهاءً بالبنك المركزي اليمني الذي جرى اقتحامه ونهب خزائنه واقتحام مبنى جهاز الأمن السياسي ومن ثم إحراقه وإعدام جماعي للجنود وغيرها من الجرائم التي لم تشهدها المدينة منذ قديم الزمن .
نقطة انطلاقة الأحداث
كانت البداية منذ صباح الخميس الفائت حيث شهدت النقطة العسكرية الواقعة بالقرب من بيت عياض انسحاب مفاجئ للجنود الى عدن واستبدالها بقوة من عناصر القوات الخاصة وحال وصولها تعرضت لهجوم مسلح من كل الاتجاهات نتج عنه احتراق عربة عسكرية تابعة للقوات الخاصة ومقتل خمسة جنود من طاقمها واصابة ما يقارب ستة أفراد من الجنود والمواطنين الذين صادف مرورهم في تلك الأثناء.
صباح الخميس شوهدت دبابات تتحرك على الخط العام باتجاه عدن وهو الأمر الذي أعاد الى الذاكرة بأحداث يناير وحرب 94م حيث يتكرر المشهد أمامهم لحظة بلحظة.. وفي نقطة الرباط تم اصطدام إحدى الدبابات بعمود سقيفة النقطة متسببا بأضرار كبيرة وقد تم منع دخول تلك الدبابات بجولة الكراع من قبل عناصر اللجان بعدن.
مقتل الجعدي وسالم عبيد
وفي وقت لاحق من يوم الخميس قتل عايد الجعدي أحد قادة اللجان الشعبية من أبناء الصبيحة مع اثنين من مرافقيه في كمين مسلح بأحد طرقات الصبيحة .
من جانب آخر شهدت المدينة الخضراء مساء الخميس اشتباكات أصيب فيها المواطن سالم عبيد ونقل لأطباء بلا حدود في حالة حرجة ولم تفصح اي جهة عن سبب ذلك الاشتباك وحول ما قد حدث بالحوطة وخصوصا بعد صلاة الجمعة عند قيام عناصر يقال انها من اللجان الشعبية وبصحبة عدد من المواطنين بمهاجمة معسكر القوات الخاصة وهروب الجنود عبر أطقم مدنية واقتحام المعسكر وإحراق ونهب محتوياته كاملا ووصل الأمر حتى لنهب المراوح والنوافذ والأبواب وقد شوهدت أعدادا كبيرة من المواطنين وبحوزتهم تلك المعدات المنهوبة في ظل إطلاق الرصاص من أحد المقتحمين للقوات الخاصة انفجرت فيه قنبلة يدوية بعد ان قام بفتحها عن جهالة باعتبارها غنيمة .
قوات الامن المركزي انسحبت ليلا قبل الاقتحام
قالت مصادر خاصة لـ"الامناء" ان اطقم تابعة لقوات الامن الخاصة في لحج اتجهت في ساعة متأخرة من مساء الخميس الى تعز بأوقات متفاوتة وتم نقل دخيرة واسلحة من داخل المعسكر بسيارات خاصة واثناء اقتحام المعسكر صباح الجمعة من قبل المواطنين واللجان الشعبية لم يتم العثور الا على عربات مدرعة متهالكة ومعدات غير صالحة.
اقتحامات ونهب بالجملة
وفي منطقة الدبّاء تعرض طقم لكمين مسلح نتج عنه انقلاب الطقم وقتل بعض أفراده وبحسب معلومات بان الطقم كان تابع لأحد مدراء الأمن بلحج بينما هو لم يكن فيه وإنما أولاده . اقتحام الأمن المركزي دفع و شجع بعض الشباب باقتحام عدد آخر من مرافق الدولة بالحوطة كالأمن السياسي ومكتب المحافظ وبعض المرافق الحكومية ونهب محتوياتها وإحراق بعضها .
قتل جماعي
مصادر محلية وطبية بالحوطة كشفت عن اعتداءات عديدة ومنها القتل الجماعي لبعض منتسبي الأمن في بعض المرافق الحكومية بالحوطة وبحسب حصيلة غير مؤكدة لحد كتابة الخبر بان القتلى تجاوز عددهم العشرين قتيل وبعضهم حراسات لتلك المرافق الحكومية ولا يعلم من الجهة التي قامت بتلك الإعدامات الجماعية او الفردية بحق هؤلاء القتلى .
وقد وصف العديد من أبناء لحج ما حدث بالحوطة بانه فعل محرم شرعا وقانونا وخارج عن الأعراف والقيم والأخلاق وقد استنكره عامة أبناء الحوطة الشرفاء وعبروا عن ذلك من خلال تواصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وناشدوا وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي بالتدخل السريع لمنع ما يحدث من سقوط للأخلاق في الحوطة وفي ظل تلك المناشدات تم تناقل أخبار بان محافظ لحج غادرها الى تعز .
صبر هل تكون عاصمة؟
أكثر من 48 ساعة بعد سقوط القوات الخاصة بلحج والحوطة تحت خط سقوط الأخلاق وإطلاق الرصاص, أحد الأطباء بمستشفى لحج لم يقدر ان يتمالك نفسه مما لحق بالحوطة وبكى بكاءً شديدا عما قد شاهده من عبث وفوضى في ظل صمت الدولة من الإسراع لوضع حد لتلك الأفعال غير القانونية وبينما كان بالأمس حملة من قبل أبناء الحوطة ترفض أي قرار نقل عاصمة لحج الى صبر إلا أن الأحداث التي شهدتها الحوطة مؤخرا أوجد عند عامة أهلها بانه يستحسن نقل العاصمة الى صبر وخصوصا بعد أن قام أبناء صبر بتامين منطقتهم من أي أعمال عنف أو تخريب بل وصل الأمر بأبناء الحوطة بمطالبة بضم عاصمتهم الى عدن .
اللجان الشعبية تستعيد السيطرة على لحج
قالت مصادر محلية في لحج ان اللجان الشعبية في لحج الصبيحة قامت بالسيطرة على المرافق الحيوية في عاصمة المحافظة الحوطة وتمكنت من السيطرة على مكتب المحافظ والامن السياسي وبقية المرافق ومنها البنك المركزي وتقوم حاليا بحماية هذه المواقع بعد ان سيطر عليها مسلحون امس.
وبحسب مصادر لـ"الامناء" لا توجد اي قوات عسكرية في المحافظة جيش او قوات امن الى اللحظة.
صحيفة الامناء