مثقفون جنوبيون يتحدثون لـ"الأمناء" عن المهرجان الرابع للتراث والفنون بشبوة..
الأمناء/ استطلاع: مريم بارحمة:

ظاهرة ثقافية تجسد الأصالة والحضارة الجنوبية العريقة

بلال: المهرجان لتجاوز العادات الدخيلة والحفاظ على أصل الموروث والهوية الجنوبية

بامخشب: تظاهرة ثقافية ورسالة للحفاظ على التراث الوطني الجنوبي ونقله للأجيال

هذبول: يجب إدراج التراث والفنون في مناهج التعليم لتعزيز الهوية الثقافية الجنوبية

 

يعد المهرجان الرابع للتراث والفنون بمحافظة شبوة تظاهرة ثقافية تجسد الأصالة والحضارة الجنوبية العريقة، ويهدف المهرجان لإعادة الاعتبار للموروث الثقافي والفني لشبوة والجنوب، ويسهم في إبراز تراث شبوة والجنوب للعالم، فتاريخ وحضارة شبوة جزء أصيل لا يتجزأ من حضارة وتاريخ الجنوب.

وانطلقت فعاليات المهرجان بالعاصمة عتق يوم 17 أكتوبر 2023م، بعروض تراثية وثقافية وفنية أصيلة وكرنفالية وتستمر لعدة أيام.

وقال الدكتور فيصل البعسي، مدير عام مكتب الثقافة بشبوة: "إن المهرجان يأتي برعاية محافظ محافظة شبوة عوض بن الوزير، وذلك ضمن جهوده لإعادة تفعيل وتنشيط الواقع الثقافي والفني وإحياء الموروث الشعبي الذي تزخر به شبوة".

وأكد د. البعسي أن الهدف من المهرجان إبراز الموروث الثقافي والفني الشبواني الفريد والمتنوع.

وحظي المهرجان بحضور كبير، واستعراضات تراثية وفنية للفرق الفنية بالمحافظة والمديريات، كما حملت الفرق الفنية أعلام الجنوب يرافقها أعلام دولة فلسطين تضامنا مع الشعب الفلسطيني الصامد ودعمًا لأهالي غزة الذين يواجهون آلة الحرب والعدوان الإسرائيلي الغاشم ببطولة وصمود اسطوري.

واحتوى المهرجان على معرض للكتاب والصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية، وصالات للموروث الشعبي وأركان للحرف الشعبية، واستعراض لإبداعات الشباب الشبواني.

فما أهمية مهرجانات التراث والموروث الشعبي والفنون بمحافظات الجنوب في إبراز الهوية الجنوبية للعالم والمحافظة عليها؟ وكيف يمكن المحافظة على هذا الموروث الشعبي ونقله للأجيال؟ وكيف يمكن ربط تراث وفنون الماضي الذي هو جزء من الهوية الجنوبية بالحاضر والاستفادة منه في بناء المستقبل؟

 

إنعاش الحركة الثقافية والفنية

في البداية التقينا الأستاذ صالح علي صالح بلال، مدير ميناء قناء التجاري بشبوة، وقال: "مهرجان التراث والفنون تقليد سنوي تشهده محافظة شبوة برعاية السلطة المحلية وتنفيذ مكتب الثقافة. ويهدف المهرجان إلى إنعاش الحركة الثقافية والفنية في المحافظة، وإحياء الموروث الشعبي الذي تعرض للانقراض والحفاظ على اللون الفني ومنع تصدير الثقافات التي تمس الهوية الجنوبية، وقد لوحظ ذلك بجلاء خلال سنوات الوحدة بعد العام 1990م تصدير الثقافات ومحاولات تمس الهوية وتزوير موروثها".

 

تظاهرة ثقافية

وتحدث الأستاذ عمر محمد صالح بامخشب، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية الطلح محافظة شبوة، فقال: "يُعد مهرجان التراث الشعبي الموسم الرابع في محافظة شبوة تظاهرة ثقافية تسهم بنجاح في التعريف بحضارة وتراث المحافظة والجنوب، ورسالة للكل تتمثل في الحفاظ على التراث الوطني لعمق الدولة الجنوبية ونقلها للأجيال المقبلة، وتجسيد مقولة (من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل)، مقولة شاملة تؤكد أهمية التراث الشعبي والهوية الوطنية الجنوبية وظهر الموسم الرابع بحلة فيها في تطور كبير".

 

إظهار الهوية والحضارة

الأستاذ محمد سعيد العشلة، عضو مجلس نقابة الصحفيين شبوة، بدوره قال: "تكمن أهمية مهرجانات التراث والموروث الشعبي والفنون بمحافظات الجنوب في إظهار الهوية والحضارات للعالم ومدى الاعتزاز والافتخار بما فعله أجدادنا وتعريف للأجيال بتراثهم والمحافظة عليه".

 

تعريف العالم بالتراث الجنوبي الأصيل

بدوره الإعلامي حسن هذبول الخليفي، متخصص بالإعلام الرقمي، يتحدث قائلاً: "تُعد مهرجانات التراث والموروث الشعبي والفنون بمحافظات الجنوب من أهم الوسائل التي تُسهم في إبراز الهوية الجنوبية للعالم والمحافظة عليها، وذلك من خلال ما يلي: تسليط الضوء على الثقافة الجنوبية وعاداتها وتقاليدها الأصيلة، والمحافظة على التراث الجنوبي، وتعزيز روح الوحدة الوطنية بين أبناء الجنوب من خلال تبادل الثقافات والتعرف على العادات والتقاليد المختلفة للمناطق الجنوبية".

 

الماضي أساس الحاضر

 وبدوره الأستاذ محمد العشلة، قال: "تعليم الأجيال المحافظة على التراث وتذكيرهم بأن هذا تاريخهم، وقيمتهم تكمن بتراثهم العظيم، فالذي ليس له ماضٍ ليس له حاضر".

 

المحافظة على التراث الشعبي

وأوضح الأستاذ عمر بامخشب مضيفًا: "محافظة شبوة تزخر بالموروث الشعبي ويجب الحفاظ عليه، وإحياء مهرجان التراث الشعبي بالمحافظة كل عام ليكون أحد الوسائل التي تحافظ على التراث الشعبي والحضاري لشعبنا الجنوبي".

 

إدراج مناهج تعليمية للتراث الجنوبي

وقال الإعلامي حسن هذبول: "لكي يتم المحافظة على هذا الموروث الشعبي ونقله للأجيال، لا بد من اتخاذ عدد من الإجراءات، منها:

  • التوثيق والتسجيل للتراث الشعبي لمحافظة شبوة وتسجيله بشكل علمي ودقيق، وذلك من خلال إنشاء متاحف ومراكز ثقافية متخصصة في التراث الشعبي، وجمع المعلومات والبيانات، وإجراء البحوث والدراسات عنه.
  • التعليم والتوعية بنشر الوعي حول أهمية الحفاظ على التراث الشعبي، وذلك من خلال إدراج مناهج تعليمية في المدارس والجامعات عن التراث الشعبي، وإقامة حملات توعية في المجتمع حول أهمية المحافظة عليه.
  • الإحياء والتنشيط للعادات والتقاليد والحرف اليدوية والفنون الشعبية  بشبوة ومحافظات الجنوب، وذلك من خلال تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية باستمرار.
  • الدعم الحكومي بتوفير التمويل اللازم للمؤسسات والأفراد الذين يعملون في هذا المجال، وتوفير البنية التحتية اللازمة للحفاظ على التراث والموروث الشعبي".

 

تعزيز التراث والثقافة

ويرى الإعلامي حسن هذبول إنه للحفاظ على التراث الشعبي لشبوة ومحافظات الجنوب لا بد من:

  • التطوير والاهتمام بمتحف التراث الشعبي في محافظة شبوة وكافة المتاحف بمحافظات الجنوب، وجعله يضم مجموعة من القطع الأثرية والتحف التي تعكس التراث الثقافي الأصيل للجنوب.
  • إقامة مهرجان سنوي للتراث الشعبي في كل محافظة جنوبية، يشارك فيه الفرق الشعبية والفنانون الشعبيون من مختلف مناطق المحافظة.
  • دعم الفرق الشعبية والفنانين الشعبيين في محافظة شبوة، من خلال تقديم المنح والتمويل لهم.
  • نشر الكتب والدراسات عن التراث الشعبي بمحافظات الجنوب، وعمل صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي لإبراز التراث الشعبي وذلك لتعريف الأجيال الجديدة به.

 

اهتمام وتوثيق

ويضيف الأستاذ صالح بلال: "عمل مكتب الثقافة من خلال قيادته الجديدة بالعمل على جمع ألوان كثيرة من الموروث الشعبي وجمعها بهدف تثبيتها في معرض دائم في المركز الثقافي في عاصمة المحافظة عتق. كما تم وضع مجسمات ترمز إلى ذلك الموروث الشعبي والثقافي".

 

الحضارة والأصالة الجنوبية

 وتحدث  بامخشب قائلاً:"تتميز المجتمعات الجنوبية على اختلافها بالعادات والتقاليد المتناقلة من جيل لآخ، وما مهرجان التراث الشعبي بالمحافظة إلا جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي ويجب الحفاظ عليه كجزء من التاريخ الحضاري الاصيل لشعب الجنوب".

 

إدخال التقنيات في حفظ التراث

ويقول الإعلامي حسن هذبول: "يمكن ربط تراث وفنون الماضي الذي هو جزء من الهوية الجنوبية بالحاضر والاستفادة منه في بناء المستقبل من خلال عدد من الإجراءات، منها:

  • التحديث والتطوير بإدخال التقنيات الحديثة والأفكار الجديدة في حفظه وتطويره.
  • التفاعل مع الثقافات الأخرى وذلك من أجل خلق ثقافة جنوبية حديثة ومتنوعة.
  • الاستفادة من التراث والفنون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال استخدامها في الترويج السياحي والتسويق للمنتجات المحلية، وتعزيز روح الوحدة الوطنية بين أبناء الجنوب.

 

ربط تراث الماضي بالمستقبل

ويقترح الإعلامي حسن بعض الأفكار لربط تراث وفنون الماضي بالحاضر والاستفادة منه في بناء المستقبل، منها:

  • إدراج التراث والفنون الجنوبية في مناهج التعليم والبرامج الثقافية.
  • دعم الفرق الشعبية والفنانين الجنوبيين من خلال تقديم المنح والتمويل لهم.
  • تنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية.

وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية ربط تراث وفنون الماضي بالحاضر والاستفادة منه في بناء المستقبل:

  • استخدام الفنون الشعبية في الترويج السياحي للجنوب، وذلك من خلال تنظيم المهرجانات والعروض الفنية التي تُسلط الضوء على التراث والفنون الجنوبية.
  • استخدام التراث الجنوبي في تصميم المنتجات المحلية، وذلك من أجل تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية في هذه المنتجات.
  • استخدام التراث الجنوبي في تطوير الصناعات التقليدية، وذلك من أجل خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد المحلي.

 

غرس المحبة

بينما يقول الأستاذ محمد العشلة: "الربط الوحيد هو غرس المحبة لتراثنا والفخر به وتطويرها للاستفادة منها في مختلف المجالات الحياتية، فشبوة والجنوب عامة يحتوي على تراث كبير وعظيم يحق لنا التفاخر به والاستفادة منه".

 

المهرجان ترسيخ للهوية الجنوبية

وبدوره الأستاذ صالح بلال يتحدث قائلاً: "من أجل ذلك عمل مكتب الثقافة على إحياء هذا المهرجان الذي يستمر لعدة أيام يعرض فيه المجتمع كل مورثه وعاداته وفنونه وغيرها من أجل أن تتوارثها الأجيال وتترسخ في أذهانهم ويحافظون عليها جيلًا بعد جيل، وهذا ما سيجعل أبناء الجنوب يعززون من تشبثهم بهويتهم وثقافتهم وتمسكهم بها".

متعلقات
تخادم حوثي أمريـكي .. قرارات البنك كشف حقيقتها.
لحج.. دورة تدريبية للعاملين الصحيين بحملة شلل الأطفال بطور الباحة
أول تعليق من البنك المركزي حول اغلاق البنوك المعاقبة فروعها في المحافظات المحررة
إسبانيا تضرب إنجلترا بالقاضية وتتوج باليورو
عاجل: اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن تصدر بيانا هاما