تعيش منطقة القشاع بمدينة الضالع معاناة حقيقية يصعب وصفها أو تصورها ، فموقع القشاع العسكري يمثل مصدر إزعاج للمواطنين ، فهو يطل على منازلهم ويكشف سترها ويهتك حرماتها ، ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ، بل أن معاناة الأهالي مع موقع القشاع العسكري تقطع نياط القلوب وتدمي الأكباد ، فلم يكد يمر يوم دون أن يقوم موقع القشاع بالقصف العشوائي وإطلاق نيران أسلحته على منازل الموطنين ، وهو الأمر الذي ألحق أضراراً معنوية ومادية بالغة في أملاك ومنازل السكان ، ناهيك عن حالات النزوح الكثيرة ، وبرغم كل تلك الجرائم التي ارتكبها موقع القشاع وحصد أرواحاً بريئة كان آخرها قبل أيام فقط مقتل عامل بناء من أبناء تعز وهو ينام في اللوكندة ويدعى مهيوب أحمد عبد الجبار وقبلها إزهاق روح الطفلة نجوى فضل صالح التي تنتمي الى فئة المهمشين وهي تجمع قناني المياه والعصائر لبيعها إلا ان أحداً لم يستطع وقف جرائمه ، حتى أن المنظمات الإنسانية المحلية والدولية على كثر تقاريرها التي تناولت جرائم هذا الموقع عجزت أن تكبح جماح أفراده المتعطشين للدماء وتخرس رشاشاته ومدافعه التي تثير أصواتها الخوف والرعب لدى الأطفال والنساء وتحصد أرواحاً بريئة .
مستنقع المجاري .... روائح نتنة وأوبئة خطيرة ...!!!
وهنا أيضاً معاناة أخرى لسكان القشاع ، وهي مستنقع المجاري الناتج عن تجميع الصرف الصحي لعدد من مناطق الضالع ، حيث تم استئجار أرض زراعية تقع وسط منطقة القشاع تتجاوز مساحة الملعب الرياضي بإيجار شهري من مالكها لتكون مكاناً يتجمع فيه الصرف الصحي ، وذلك بعدما تم عرقلة مشروع مجاري الضالع ومحطة المعالجة التابع له من قبل السلطات المحلية والبالغ تكلفته ثمانية مليون دولار بتمويل أجنبي ، وتعنتها أيضاً عن دفع تعويضات لأصحاب الأرض التي كان سيقام المشروع عليها ... وقد أدى ذلك الى ظهور أوبئة وأمراض خطيرة وكذا طفح جلدي خبيث فضلاً عن الروائح النتنة التي تزكم الأنوف .. وما زالت السلطات المحلية لا تبدي أي أهمية للمشروع ومتابعته برغم ان وزير المياه والبيئة عزي شريم في زيارته للضالع مطلع العام الجاري كان قد حذر من تحويل هذا المشروع المتعثر من سنوات الى منطقة أخرى مؤكداً أن أمام الضالع فقط شهور معدودة فيجب استغلال هذه الفرصة ما لم فإنها ستكون الأخيرة ، وهو الأمر الذي سيلحق الضرر بكافة بمناطق مديرية الضالع .
