تقع منطقة الدُّباء في حوطة لحج من الجهة الشمالية الغربية، على الطريق العام عدن- تعز، ويسكنها مواطنون بسطاء من مختلف أبناء لحج، اشتهرت بـ"مطب بيع الفل" على الطريق العام، والذي حوله مجهولون إلى "مطب للموت"، ومنازلها وخصوصا التي على الخط العام، لا تخلو من آثار الرصاص نتيجة لحدوث أعمال عنف عديدة بالطريق، فماذا يقول أهل الدباء بعد أن تحول مطب الحياة وريحها العطرة، إلى مطبٍ للموت، وما علاقة مواطني الدباء، بهذا الأمر ولماذا تنهد بألم "نجيب" وهل سينتصر الفل أو تنتصر لغة الرَّصاص.
"الأمناء" زارت منطقة الدباء وأثناء تجوالها داخل المنطقة شاهدنا آثار عديدة للرصاص على جدران المنازل والمحلات التجارية، وبعض الرصاص اخترقها ليتلف العديد من الممتلكات الخاصة، مخلفا خسائر فادحة تكبّدها المواطنون في ظل غياب الدولة المستمر.
عاقل الدُّباء والبراءة من دم يوسف
ورحب بـ"الأمناء" عاقل المنطقة "باسل عبد محمد قشاش"، واصفا إياها بالصحيفة الأولى، التي تتلمس أوضاع الناس - عن قرب - في زيارتها للمناطق، قائلا بأنها سميت بالدباء نسبة لاسم أحد أولياء الله الصالحين ومنذ زمن الأجداد وقال: بأن المواطنين مع كثرة أحداث العنف التي تحدث على الخط العام، وأصبحوا في حالة خوف، وعدم أمان على سلامة أنفسهم وممتلكاتهم.
كما تشاهد آثار الرصاص على غالبية المنازل، منها ما يخترق المنازل والمحلات متسببة في أضرار مادية كبيرة جدا، ناهيك عن آثارها النفسية لدى الأطفال والنساء.
وكشف العاقل بأن مواطني الدباء لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث على الطريق من اعمال عنف واغتيالات وأضاف بأن الدباء سكانها طيبون ومتعلمون، ويفرقون بين الحق والباطل، وهم أبرياء مما يحدث على الطريق كبراءة الذئب من دم يوسف، فمن يقوم بتلك الأعمال مجهولون، ومن خارج منطقتنا، ولا نعلم من هم ومن أين يأتون وإلى أين يذهبون بالضبط، ومن الذي يقوي شوكتهم..
وحول عمل المواطنين قال أكثر من 60 % غير موظفين ويعملون بالأجر اليومي وفي المزارع وبعض المحلات ومنهم في مصنع البردين وبخصوص الخدمات المتوفرة قال بالمنطقة مدرستان إلى صف تاسع فقط , وتفتقر المنطقة لوحدة صحية ويوجد مشروع مجاري غير مستكمل ونطالب بتوسعة في اعتماد حالات جديدة للإعانة.
الحوشبي وخسائر بـ 500 ألف ريال
وعند زيارتنا توافد إلينا العديد من سكان منطقة "الدباء" وأصحاب المحلات المتضررين من أحداث العنف التي تشهده المنطقة بين الحين والآخر، مطالبين الدولة بالتعويض عما لحق بهم من أضرار ومناشدين عبر الأمناء المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية وأهل الخير بزيارتهم وتقديم لهم الدعم المالي والمساعدات العينية فالمواطن حمدي الحوشبي قال : بأنه قد تكبد خسائر في البقالة الخاص به بأكثر من نصف مليون ريال.
من جانبهم، قال المواطنون (عبدالرحمن وعبدالله علي صالح زاهر عبد قشاش) والعديد الذين لا يسعنا ذكر أسمائهم جميعا، ونرجو منهم المعذرة؛ فهؤلاء المواطنون قد أتلف الرصاص ممتلكاتهم، من ( خزنات الماء وفريمات السيارات والثلاجات وكبينات الاتصالات ومعدات عديدة)، بالإضافة إلى آثار الرصاص الراجع الذي يدخل البيوت وهو الأمر الذي جعل الدباء منطقة شبه منكوبة فقد ناشد مواطنو الدباء عبر "الأمناء" قيادة السلطة المحلية والأمنية بالمحافظة توفير سلعة الأمن والأمان الأساسية لهم، حسب قولهم.
سيارة نجيب ويا فرحة ما تمت
بدوره، المواطن "نجيب صالح يسلم" وهو ليس من منطقة الدباء يسكن الحوطة حارة وحيدة قال لـ"الأمناء": أعمل في تأجير معدات المخادر وأمتلك سيارة ( بيك أب ستوت)، أستخدمها في عملي وقد كانت بحوزة مهندس يقوم بإصلاحها، وقال أنه قد ذهب بها إلى الحسيني، وعند عودته حدث اشتباك في الطريق أمام الدباء، الذي نتج عنه بحسب ما علمنا احتراق طقم جيش، ومقتل وحرق الجنود الذين كانوا فيه، وقد تسبب ذلك الفعل باحتراق سيارتي ، وأنا مجرد مواطن عابر لا ناقة لي فيما يحدث ولا جمل، متبعاً: أن ما تشاهدونه الآن، كتلة تالفة من الخردة والحديد، بعد أن قمت بسحبها من مكان الحادث إلى قرب منزلي وسلامة من كان فيها ولله الحمد.
ويتوقف نجيب عن الكلام لفترة، وهو في حسرة وألم، متنهداً وقائلاً : "من الذي سيعوضني عن خسارتي، حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعلمنا بأن سيارة نجيب في وقت سابق، قد تم دفع فيها مبلغ أكثر من مليون ريال؛ لكنه رفض بيعها واليوم هي ذي واقفة أمام منزله، وهي محترقة ليس لها ثمن، وهو سؤال مريض يفرض نفسه، من الذي سيعوض نجيب بسيارة بدلاً عن سيارته ؟!.
الفل يقاوم العنف بمطب الدباء
كما هو معلوم بأن مطب الدباء بالخط العام يتم من خلاله بيع الفل لعامة الناس المسافرين والمارين في الطريق، حيث يقوم الأهالي ببيع الفل كمصدر رزق وفي أحيان كثيرة عندما يحضر المجهولين المسلحين يتحول المطب إلى مطب الموت وكان ذلك منذ اغتيال مدير مباحث تبن "الشهيد الحيمدي"، ومقتل الطيارين بقاعدة العند، مرورا بأعمال عنف عديدة، والذي كان أخرها إحراق طقم الجيش مع جنوده.
إلا أن أبناء الدباء سرعان ما يعاودون الوقوف على قارعة تلك الطريق، وأمام ذلك المطب، لمزاولة بيع الفل والكاذي، وهي رسالة طيبة منهم بأن حوطة لحج ستظل منبع ومبعث تلك الروائح الزكية والعطرة، وطريق للخير والمحبة والسلام ورافضةً العنف والظلام، حسبما أفاد الأهالي لنا.
صحيفة الامناء