كان من أوائل من جهروا باصواتهم ضد الظلم، ورفعوا نداء الحق ضد الباطل منذ بدايات دخول الغزو إلى "عدن".

ترك بصمته على كل أشكال الرفض والمقاومة بعد اجتياح الجنوب صيف 94م، ورفض الانتخابات عام 97م، وتشكيل اللجان الشعبية في المحافظات الجنوبية عام 98م، وتجسيد التسامح والتصالح الجنوبي في 2006م، ومن المؤسسين الأوائل للحراك الجنوبي السلمي في 2007م ورحلته الطويلة مع الاعتقالات بعد هذا التاريخ.

لم يسكت، لم يهادن يوماً وظل يقاوم الطغيان رغم الملاحقات التي تعرض لها طيلة عشرين عاماً، ولم تنل من عزيمته معتقلات عتق والمنصورة والصولبان وكل السجون التي خبرت وعرفت صموده وعنفوانه.

"ظل مستمرا في حلمه، دون طمع في دولارات، أو حب منصات، وهو واحد من جنوبيين قلائل يقدس الحب، والتفاني والإخلاص، لا يلتفت للمصالح، تجده في الصفوف الخلفية، بعيدا عن أضواء "الصور"، ولأنه من نوعية نادرة، تدخلت عوامل عديدة لإبعاده عن المشهد، والقذف به بعيدا" في السنوات الأخيرة وهو من سبق الكثيرين "زعيما" و أنسانا مغوارا، صنعته المواقف، ولم تصنعه الصدف".

هذا المساء نودّع ذلك الجسد النحيل الذي ظل يجوب ساحات وأحياء عتق وعزان وزنجبار والمكلا والغيظة والمنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر وكريتر والضالع والحبيلين ويافع رفضاً لكارثة يُقال لها "الوحدة" وبحثاً عن وطن يُدعى "الجنوب".

هذا المساء نودّع أحد رموز النضال الجنوبي وثورة شعب الجنوب التحررية العم الحبيب والمناضل الشريف ناصر ثابت العولقي الذي طالما اخبرنا ان الأمور "محسومة" ولكنه رحل عنّا اليوم والحسم لم يأتِ بعد.

اللهم افتح أبواب السماء لروحه وأبواب رحمتك وأبواب جنتك أجمعين

اللهم اغفرله وارحمه، وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا

إنا لله وإنا إليه راجعون.

كتب:سالم ثابت