تقرير لـ"الأمناء" يبحث الكيفية التي حضرت بها قضية الجنوب في قمة جدة ودلالات ذلك..
"الأمناء" قسم التقارير:

كيف اعترفت القمة الأمريكية السعودية بشرعية مجلس القيادة الرئاسي على جغرافية الجنوب؟ وماذا يعني ذلك؟

هل هناك اعتراف إقليمي دولي بشرعية الحوثي شمالًا والانتقالي جنوبًا؟

ما الحل الرئيس لضمان استقرار المنطقة؟ وما علاقة الجنوب بذلك؟

سياسيون يوجهون رسائل شديدة للعالم ويؤكدون: لا استقرار دون استعادة دولة الجنوب

ماذا يجب على الانتقالي فعله في هذه المرحلة الصعبة؟

 

مع توالي حجم التحديات في المنطقة من كل حدب وصوب، يبقى الخيار الرئيس نحو تحقيق السلام والاستقرار في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، خيارًا وحيدًا لا ولن يتنازل عنه المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

الحل الرئيس لضمان استقرار المنطقة

ويشهد الجنوب، الذي يعاني شعبه من سلب أرضه ومصادرة قراره، احتلالًا متواصلا منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد خلّف معاناة جثمت على الجنوبيين وخلفت من بينهم قائمة طويلة من الضحايا بين شهيد وجريح أو على أقل تقدير مُشرَّد ومطرود من وظيفته.

هذا الواقع المرير الذي عانى منه الجنوبيون كثيرًا، كانت له انعكاسات أيضا على الوضع الإقليمي، ومدلول هذا أن أي فوضى على الأرض تُحدثها العناصر الفوضوية التي تُحركها العصابات الإرهابية فإن أنشطتها الخبيثة تمتد لتشكل تهديدًا واضحًا على أمن المنطقة برمتها.

مبعث هذا التهديد أن الاحتلال اليمني عندما بدأ غزوه الدامي ضد الجنوب استجلب عناصر إرهابية من أفغانستان وغرس اللبنة الأولى لتنظيم القاعدة في الجنوب ومن ثم في المنطقة، وما فتأت أن أصبحت تشكل تهديدًا مروعا لأمن المنطقة بأكملها.

وبات الحل الوحيد الذي يضمن تحقيق الاستقرار في المنطقة بأكملها، لا سيما مع استمرار سنوات الاحتلال الغاشم والمتواصل، هو استعادة دولة الجنوب، وأن تبسط القوات المسلحة الجنوبية سيطرتها على أراضيها بشكل كامل، وإخراج العناصر الإرهابية التي يمثل وجودها في الجنوب "طابعًا احتلاليًا" مهدّدا للأمن الإقليمي برمته.

ومع عِظم التحديات وتشابك قضايا المنطقة برمتها، فمن الحكمة أن الجنوبيين لم يتعجلوا في أمر استعادة دولتهم، ولم يفرضوا قرارهم ورغبتهم ومصيرهم بالقوة، لكن وفق سياسات رشيدة قادها بنجاح كبير المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.

ووُضعت تطلعات شعب الجنوب، الساعي نحو استعادة الدولة، بفضل تلك السياسات الحكيمة والرشيدة، ضمن مسار الحل السياسي المستقبلي، وهو أمر يُبدي المجلس الانتقالي تمسكا كاملا به، ولا يسمح بأي حال من الأحوال بأي تهميش قد تتعرض له قضية الشعب العادلة.

وتحقيق هذا الحق الجنوبي العادل لن يعود بالنفع فقط لصالح تحقيق تطلعات الشعب الصامد، لكن الأمر سيساهم في تثبيت عملية السلام في المنطقة بأكملها، وتفسير ذلك أن الجنوب يملك موقعًا استراتيجيًا يجعل استقراره جزءا لا يتجزأ من الأمن الإقليمي برمته.

وأحد علامات هذه الأهمية الاستراتيجية أن الجنوب يُطل على مضيق باب المندب، وهو ما يجله نقطة مهمة على مستوى الملاحة الإقليمية ومن ثم نافذة التجارة الدولية، وبالتالي فإن أي تهديدات تلاحقه ستكون لها الكثير من التبعات الخطيرة.

 

سياسيون يوجهون رسائل شديدة للعالم

ووجه سياسيون رسائل للعالم تزامنًا مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية، الجمعة الماضية، لعقد مباحثات سعودية أمريكية.

وأكد المستشار الإعلامي للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس قطاع الصحافة والإعلام بالمجلس، الأكاديمي الدكتور صدام عبد الله، أن "‏للسياسة فنونها، واستعادة دولة الجنوب عاجلًا أم آجلًا، ولن تستطيع أي قوى فرض حلول لا تلبي تطلعات شعب الجنوب". مشيرًا إلى أنه "من أراد أن يبحث عن السلام الحقيقي والدائم عليه بعدم تجاوز تلك التطلعات، وما دونها لن يحقق أي استقرار دائم وإنما ترحيل للأزمات وزيادة حدتها مستقبلا".

بدوره، قال مدير تحرير صحيفة "4 مايو" الصحافي علاء عادل حنش: "إن استعادة الجنوب مفتاح السلام، هذه حقيقة غير قابلة لأي نقاش، فما لم يُعطَ شعب الجنوب حقه الكامل في استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة على حدودها الدولية المعروفة فلا مجال لأي سلام". مشيرًا إلى أن "السلام يبدأ بإعطاء الشعوب حقها في تقرير مصيرها".

 

حضور قضية الجنوب في قمة جدة

بدوره، قال الكاتب عادل العبيدي: "حتى وإن لم تذكر قضية الجنوب التحررية بالاسم في قمة جدة التي جمعت بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية كونها من ضمن القضايا اليمنية التي تسعى دول العالم والإقليم إلى سرعة حلها ومعالجتها ومن ثم الاعتراف بها، إلا أن وجودها ضمنيًا في قمة جدة قد بدا واضحًا من خلال بعض المواقف والسلوكيات المتخذة في هذه القمة، وأيضا من خلال ما جاء في البيان السياسي المشترك بينهما في الفقرة الخاصة بالشأن اليمني".

وأضاف: "من تلك المواقف والسلوكيات التي اتخذت في قمة جدة المقللة من شأن الاعتراف باليمن كدولة شرعية واحدة شمالا وجنوبا المعززة للموقف الجنوبي مستقبلا عند هذه الدول (أمريكا والسعودية) هو التجاهل السعودي في استقبال رشاد العليمي استقبالا رسميا يمثل شخصه كرئيس دولة، وأيضا تعمد تغييب رشاد العليمي عن قمة جدة رغم تواجده في جدة التي سافر إليها عنوة من أجل حضور هذه القمة، هذا التجاهل وهذا التغييب المتعمد له أبعاده السياسية مستقبلا  في عدم الاعتراف بشرعية العليمي كرئيس شرعي يمثل واحدية دولة اليمن شمالا وجنوبا، كما تسوقنا تلك الأبعاد إلى أن اليمن مقبلٌ على حل أممي إقليمي مبني على إقامة دولتين، دولة في الشمال ودولة في الجنوب والاعتراف بسيادتهما".

وتابع: "أما ما جاء في البيان السياسي المشترك في قمة جدة من دعوات تطالب بها الحوثيين بالعودة إلى محادثات السلام بناءً على المرجعيات الثلاث ما هي إلا دعوات متكررة لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث والواقع العسكري والسياسي الذي استطاع الحوثيون فرضه في الشمال تعد انتصارات أكبر بكثير مما سيجنيها الحوثيون بعودتهم إلى محادثات سلام بناءً على المرجعيات الثلاث، وما لم تستطع دول التحالف تحقيقه عسكريا في إرغام الحوثيين فإنها لن تستطيع تحقيقه بدعوات سلمية، بل إن مضمون البيان المشترك في موافقته على استمرار تمديد الهدنة مع الحوثيين وفتح المعابر والمضايق والمنافذ يعد اعترافا دوليا إقليميا بشرعية الحوثيين على جغرافية الشمال".

واستطرد: "كما أن دعم الجانبين الأمريكي والسعودي لمجلس القيادة الرئاسي يعد اعترافا بشرعية مجلس القيادة الرئاسي على جغرافية الجنوب، وهذا يعني أننا اليوم بصدد اعتراف إقليمي دولي بشرعيتين، وهما شرعية الحوثيين على الشمال وشرعية مجلس القيادة الرئاسي على الجنوب".

وأكمل: "وبما أن العالم قد حسم أمره في الحفاظ على مصالحة الموجودة في الشمال من خلال الاعتراف بشرعية الحوثيين في القريب العاجل، فالعالم اليوم أيضا ينتظر نتائج من سيكون الطرف الأقوى في مجلس القيادة الرئاسي لكي يحسم أمره للاعتراف بشرعيته من أجل الحفاظ على مصالحه في الجنوب".

واختتم بالقول: "وعلى ذلك فإنه يتوجب على المجلس الانتقالي الجنوبي وإلى جانبه المكونات السياسية الجنوبية الأخرى وجميع شعب الجنوب أن يستغلوا هذه الفرصة في المسارعة إلى بسط سيطرتهم على ما تبقى من مناطق جنوبية لم تكن تحت سيطرة قوات الجيش والأمن الجنوبيتين بقيادة الانتقالي الجنوبي والسيطرة عليها، يقابلها فرض سيطرة سياسية جنوبية قوية على مجلس القيادة الرئاسي حتى يتسنى للعالم الاعتراف بشرعية جنوبية على أرضهم ومن ثم التعاقد مع هذه الشرعية الجنوبية في الحفاظ على مصالح دول الإقليم ودول العالم أجمع في أراضي ومحافظات الجنوب كافة".

متعلقات
تكريم فريق البحث الجنائي بشبوة لكشفهم ملابسات جريمة مقتل المواطن الحداد بخورة
النائب العام يصدر قرارًا بتكليف لجنة للنزول إلى أماكن التوقيف في عدن
رئيس تنفيذية انتقالي لحج يلتقي بحارس مرمى منتخب الناشئين الكابتن وضاح انور الردفاني
الخطوط الجوية اليمنية تدشن أولى رحلاتها بين عدن ودبي عبر مطار الريان 
رش ال MC في مشروع صيانة خط السفينة ـ الكثيري بالمنصورة في عدن