أبناء الحوطة وتبن يناشدون محافظ لحج إنشاء محطة تحويلية من شبكة 132/33K.V

مواطنون في تبن: تدهور خدمة الاتصالات وتوقف خطوط الهاتف الثابت والإنترنت

لا تزال محافظة لحج تعاني من تدهور الخدمات الأساسية المرتبطة بالمواطنين نتيجة حرب 2015 ومخلفاتها، وأيضاً تفشي بؤر الفساد المالي والإداري، ولأكثر من 6 سنوات والمحافظة لم تشهد أي تحسن ملموس في خدمة الكهرباء مع تصاعد معاناة المواطنين سنوياً وخصوصاً في فصل الصيف، أضف إلى ذلك فإن خدمة الاتصالات بلحج رديئة جداً عبر الهاتف الثابت أو شركات الاتصالات يمن موبايل أو سبأفون وأخيراً شركة يو (إم تي إن سابقاً).

 ويعاني سكان مديريتي الحوطة وتبن بلحج من تدهور كبير في الخدمات، وعدم وجود حس وطني بأي مسؤولية غير تحصيل الأموال فقط واتساع رقعة الفساد المالي، وتعتبر مديرية الحوطة عاصمة المحافظة، ومديرية تبن قلب ووجه المحافظة لأنها تجمع مختلف أبناء لحج والمحافظات الأخرى بالإضافة إلى النازحين، ومع ذلك لا يوجد فيهما تحسن ملحوظ في الخدمات، فمنذ بداية دخول فصل الصيف و"الأمناء" تتلقى العديد من الاتصالات والشكاوي بخصوص تدهور خدمة الكهرباء والاتصالات في هاتين المديريتين وخدمات أخرى سوف نتطرق إليها بتقرير آخر.

 ويؤكد لـ"الأمناء" عدد من المواطنين أن أسباب هذا التدهور هو عدم قيام المسؤولين في هذه المرافق الخدماتية والإيرادية بأعمال الصيانة الشهرية أو حتى الفصلية أو السنوية، ودخول الصيف يظهر فشل هؤلاء المدراء في إحداث أي تحسن في الخدمات على واقع الأرض والإنسان.

سرقة خطوط الكهرباء

يقول المواطن أمجد الصويلحي: "بينما نحن على أمل بصيانة وتحديث الشبكات الكهربائية المتهالكة، والتي قد خرج عمرها الافتراضي عن الخدمة، نتفاجأ بظاهرة دخيلة على لحج، وهي سرقة أسلاك الكهرباء (النحاس)، والتي زادت مؤخراً في ظل عجز قيادة الكهرباء والأمن من رصد وضبط من يقوم بهذه السرقة، مما نتج عنها زيادة المعاناة في عدد من مناطق الحوطة وتبن نتيجة توقف الخدمة حتى يتم إصلاح الخط، والذي يفرض على المواطنين تحمل دفع تكاليف إصلاحه".

حاميها حراميها..!

وتساءل الصويلحي: أين تذهب أموال قيمة استهلاك التيار التي تورد بالملايين لفرع المؤسسة حتى تعجز عن دفع قيمة أسلاك الشبكة وتحميل المواطن التكلفة؟! وأردف: "بالأمس يتحمل المواطن جزءًا من تكاليف شراء المحول إذا خرج عن الخدمة بأي منطقة، وحالياً يضاف فوق هذا تحميل المواطن قيمة شراء أسلاك الشبكة، وهذا ظلم يفرض عنوةً على المواطنين في ظل فساد مالي وإداري يمارس داخل الفرع، وهو الأمر الذي ربما نتج عنه هذه السرقات، والتي إلى الآن من يقوم بها لا يزالون مجهولين حيث لم نقرأ أو نسمع عن ضبط أي سارق يقوم بهذه الأفعال غير الأخلاقية والدخيلة على المجتمع اللحجي، وكأنه (حاميها حراميها) أو من يقوم بها بعض النازحين نتيجة الفقر أو بإيعاز جهات أخرى  لإحداث عدم الاستقرار في الخدمات".

هل عجز التحالف؟

وأضاف المواطن فهد عوجر بخصوص الكهرباء على أنها أكبر مشكلة يعاني منها المواطنون في لحج وعدن، وتحديداً المحافظات الجنوبية المحررة، وكأنه عقاب جماعي يمارس بطريقة سياسية على مواطني هذه المحافظات. ويتساءل عوجر: هل عاجز التحالف من توفير خدمة الكهرباء في المحافظات المحررة وبعد 7 سنوات من الحرب؟

 وأضاف: "أكيد التحالف غير عاجز فهو قادر على توفير الكهرباء على مدار الساعة، لكن إلى الآن لا نعلم الأسباب التي تمنعه من القيام بذلك، ولا نعلم هل الأمر متعمدا أو السياسة القذرة هي من تلعب بهذا الملف لتعذيب الناس دون أي خوف من الله".

ضعف الكهرباء

توجد في الحوطة وتبن مولدات الطاقة المشتراة بواقع 30 ميجا، منها 10 في محطة بئر ناصر بتبن، و20 في محطة عباس في الحوطة، ومع ذلك لا يزال العجز في التوليد صيفاً وشتاءً، ويشكو مواطنو المديريتين من زيادة الانطفاءات وأيضاً من ضعف التيار الكهربائي إذ يصل في بعض المنازل أقل من 150 فوت، وعدم القدرة على تشغيل الثلاجات المنزلية، مما أرهق المواطنين بشراء الثلج يومياً.

 وتحدث لـ"الأمناء" عدد من المواطنين بشارع لحج على أن هذا الضعف قد أتلف العديد من أجهزة المواطنين، ويؤكد ذلك أيضاً عدد من مواطني تبن، بينما مالكو تلك الشركات هم المستفيدون من قيمة إيجار المولدات مع بعض السماسرة في الدولة، ويطالب المواطنون الاستغناء عن هذه الشركات وربط مديريتي الحوطة وتبن من شبكة الضغط العالي بواقع 132.33،وأسوةً بما هو حاصل في بعض مديريات المحافظة، على اعتبار توليد الكهرباء عبر هذه الشركات هو أكبر فساد مالي على مستوى العالم يعاني منه أبناء المحافظات الجنوبية.

تدهور الاتصالات

من جانب آخر يشكو مواطنو لحج بمديريتي الحوطة وتبن من تدهور خدمة الاتصالات بشكل مستمر وانقطاعها عن الخدمة مع ضعف خدمة الإنترنت وحرمان مناطق من الخدمة كاملاً، ويؤكد بعض المواطنين للأمناء عن توقف العديد من خطوط الهاتف الثابت في الحوطة وتبن، وكذا مشاكل يومية في خدمة الإنترنت، بينما فرع المؤسسة عاجز عن تقديم خدماته لعدم وجود فنيين متخصصين، وأيضاً عدم الحصول على مستلزمات حديثة لمنع التحالف استيراد المعدات التي تتعلق بالاتصالات، بالإضافة إلى الهيمنة المركزية على فرع المؤسسة لارتباطه بالمركز الرئيسي بصنعاء، كل ذلك انعكس سلبياً على المواطن وتدهور خدمة الاتصال وخصوصاً عقب حرب 2015م.

الفيوش خارج نطاق التغطية

وفي منطقتي الفيوش والمجحفة بمديرية تبن، توقف فجأة عن الخدمة كبينة الاتصال في المنطقتين مع أواخر شهر رمضان، ويقول المواطن عدنان فضل أبو حمزة: "إن الأسباب في ذلك تعود لعدم الصيانة الدورية وعدم وجود مهندسين متخصصين، وكذا وضع الكبينة مزرٍ لعدم وجود مكيفات فيها، بينما الأجهزة تتطلب جواً باردًا لكي يحافظ على عمرها ويساعد في خدمة أفضل".

 وأضاف أبو حمزة: "نتيجة لعدم المبالاة ولتحصيل الأموال فقط، من قبل فرع الاتصالات بلحج، وما هو حاصل من ضعف كهربائي فقد خرجت بطاريات الكبينة عن الخدمة، مما أحدث مشكلة في الاتصال والنت". ويتساءل: "من المسؤول عن ذلك؟! هل المواطن أم الفرع؟

 وأردف: "طبعاً المواطن ملتزم بدفع قيمة الاستهلاك الشهري، ومن هنا نجد أن قيادة الفرع هي المقصر في عملها لعدم قيامها بأي صيانة أو حتى مفاقدة لهذه الكبينات فقط نرى اهتمامهم مركز على نمو الإيراد".

مناشدة للمحافظ

وناشد المواطنون عبر الأمناء – باتصالاتهم الهاتفية المتكررة وأيضاً من خلال هذا الاستطلاع الميداني - قيادة السلطة المحلية في لحج، بضرورة عقد اجتماع طارئ مع مدراء عموم المرافق الخدماتية بلحج لغرض معرفة خطط عملهم ومنجزاتهم على الواقع لاستقبال فصل الصيف لتقديم الخدمات بصورة أفضل من العام المنصرم للمواطنين، أضف إلى مناشدة المحافظ بتفعيل خطة ربط مديريتي الحوطة وتبن من خلال إنشاء محطة تحويلية من الشبكة 132/33K.V ، حتى يذكر في التاريخ كأول محافظ للمحافظة وفّر الكهرباء بيسر عبر الشبكة العمومية، وقيامه بتجفيف منابع فساد الطاقة المشتراة.