قراءة اللواء حسين عرب لإشكالية حل القضية الجنوبية بالحوار

أسعدتني فرصة لقائي باللواء حسين عرب وزير الداخلية السابق في جلسة عامة ببيته في جبل هيل المطلة نوافذه على جزء من ميناء عدن العريق، لاطلع بنفسي على شخصية هذا الرجل الذي استقبلني وصديقي الشيخ عبدالكريم الحسني منسق هذا اللقاء العام بيننا لأضع فاصلا بلقائي ذاك بين الشك واليقين، لصالح يقين طالما كنت اردده في نفسي واعبر عنه بكتاباتي حول القيادات الجنوبية التي عملت مع النظام اليمني ولا زالت تحتفظ بحبل وصل مع هذا النظام بمرحلته السابقة والحالية بعد الثورة الشبابية والمتمثل قطعا في كونها قيادات وطنية صادقة النوايا تجاه هويتها الجنوبية وانتماءها التاريخي للارض والثقافة الجنوبية حتى وان كانت محسوبة للناظر انها في خانة المحتل ومشروعه المتقلب والمتجدد والملتوي لصالح اصل مخزون في ثقافة الشمال لا يستطيع ان يخرج منها تجاه الجنوب دائما في كونه فرع له ولعل هذا ما برز بجلاء في فتوى علماء الشمال الاخيرة تجاه الجنوب والوحدة معه على اساس ذلك المخزون النفسي.

قراءة الواقع بموضوعية

ان الترتيب المنطقي لقراءة اللواء حسين عرب يتمثل في قراءة الواقع بموضوعية والابتعاد عن الشطحات بالقفز عليه او بمواجهته مستندين على الارادة الثورية بعدم التنازل وتحمل تبعات خسائر هذا الموقف مهما كانت وهي:

اولا: اننا تحت الوصاية الدولية، ثانيا: لا نستطيع فرض حل للقضية الجنوبية خارج دائرة المجتمع الدولي والاقليمي، ثالثا: القضية الجنوبية لا تماثل قضية صعدة او اليمن الاوسط، رابعا: الحراك الجنوبي ارادة شعبية ثورية جنوبية جسدت العنوان البارز لمعاناة الشعب الجنوبي، خامسا: الوحدة الاندماجية فشلت وتحمل النظام السابق بمكوناته التي انفصلت عنه لصالح الثورة الشبابية او التي ظلت محسوبة على رموزه القيادية فشل هذه الوحدة، سادسا: التحرك نحو حل القضية الجنوبية اصبح له اطراف دولية واقليمية مؤثرة بموجب الوصاية الدولية تلك، سابعا: الاستفادة قدر الامكان من هذا التوجه الدولي والاقليمي المضطر للحلحلة الوضع في اليمن نظرا لأهمية موقع اليمن لدول الاقليم والعالم بالنسبة لهم لتنضيج ملف القضية الجنوبية ضمن هذا الاطار وعدم تفويت الفرصة واضاعتها فتصبح على الهامش الإقليمي والدولي.

الجنوبيين فريقين!!

ويمكنني ان اشبه الوضع الجنوبي حاليا بالوضع الذي سبق الاستقلال من الاستعمار البريطاني والسنوات الاولى اللاحقة لذاك الاستقلال والمتمثل حقا في ان الجنوبيين كانوا تقريبا فريقين، فريق تواجد في المؤسسة السياسية والعسكرية خلال فترة حكم الاستعمار البريطاني وفريق خارجها والمتمثل في المكونات النضالية السياسية والعسكرية وذهب بهم الخلاف الى ان الفريق الاول حينما ادرك ان الاستعمار البريطاني يريد ان يسلم لهم الحكم سياسيا وعسكريا على الجنوب دون وصاية للانجليز سوى ما اقتضت به الضرورة بسبب اواصر الروابط بين بعض المؤسسات المدنية، فظن هذا الفريق ان تلك المنحة مكرمة الهية لم يكن لها اسباب على الارض من اهمها نضال وتضحيات تلك المكونات المنعزلة عن السلك السياسي والعسكري المتصل بالانجليز ونفس الشيء فيه الفريق الثاني حينما اعتبرها تركة استعمارية سرطانية سيتحسن استئصالها ولم يتعامل معها كقوى وطنية جنوبية عملت مع الاستعمار البريطاني وتأسست لها الخبرة الادارية والامنية تلك التي حينما انعدمت من الفريق الثاني بعد تشريده افراد وجماعات الفريق الاول ارتكبت المؤسسات الامنية اخطاءا فادحة في حق الشعب الجنوبي حينما خلت المؤسسات الامنية من الكادر الذي عمل مع الانجليز وردت منه القانون والانضباط والتحري في العمل والدقة في بناء التهم والعقوبات.

فراغ في الكادر

انه الفراغ في الكادر الخبير والمجرب القادر على ادارة العملية السياسية والامنية ليكون الشعب غير جائع وغير خائف وهو الذي امتن الله تعالى به على فريش "الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف"، وازاء ذلك ينبغي ان يدرك الكل اننا لا نرحب بأي عملية انتقالية ستولد فراغا يكون فيه الشعب الجنوبي جائعا او خائفا تماما مثلما حصل عقب تعاملنا بذات الثقافة مع الكفاءات السياسية والعسكرية الجنوبية التي كانت تعمل مع الاستعمار البريطاني والمتمحورة حول تخوينها ومساندتها الاحتلال تماما مثلما يشاع اليوم حول قيادات جنوبية خبيرة ومجربة موجودة في السلك السياسي والعسكري تعمل بحس وطني جنوبي وفق الحركة الدولية والاقليمية غير ناطحة وغير شاطحة على الواقع الذي طالما تحديناه بثوريتنا تلك لنجد انفسنا في بوثقة استعمارية استغلالية من اخوتنا في العقيدة والجغرافيا والجنس كيمنيين شماليين وجنوبيين بوحدة اندماجية اضمحلت فيها هويتنا وكرامتنا بمبرر تلك الاخوة بيننا .

نائب رئيس الهيئة الشرعية سابقا

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني