دخلت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، المنعرج الأخير في السابق نحو البيت الأبيض بين الرئيس دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطي جوبايدن، بعد انطلاق التصويت، في حين تتجه الأنظار إلى الولايات المتأرجحة التي ربما تحسم المنافسة بين الرجلين والمشروعين المختلفين لأمريكا، وفي جزء كبير أيضاً للعالم بعد يوم 3 نوفمبر (تشرين الثاني).
وحسب صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، لا تحبس الانتخابات خاصةً في 2020، أنفاس الشعب الأمريكي فحسب، بل وأنفاس العالم أيضاً الذي بات ينتظر من سيكون الأمريكي المقبل، المرشح الديمقراطي جون بايدن، أو الجمهوري دونالد ترامب في ولاية ثانية.

ولايات متأرجحة

قالت صحيفة "عكاظ" إن استطلاعات التي تؤكد تفوق بايدن، لا تعني أن الرئيس ترامب خسر حظوظ المنافسة على ولاية ثانية، ذلك أن الحسم سيكون بعد تصويت المجمع الانتخابي، وظهور نتائج التصويت في الولايات المتأرجحة.
وأوضحت الصحيفة أن لولاية فلوريدا مثلاً تأثير كبير على انتخابات الرئاسة منذ ستينات القرن الماضي، ويؤكد الخبراء أنه لا يمكن تجاهل فلوريدا، الولاية الكبرى، التي تملك عدداً كبيراً من أصوات المجمع الانتخابي 29 صوتاً، ما يجعلها مع نيويورك صاحبتي أكبر عدد من الأصوات بعد كاليفورنيا، وتكساس، في السباق لاقتناص 270 صوتاً في المجمع لتحديد هوية الفائز في الانتخابات.

جيوش قانونية

من جانبها قالت صحيفة "العرب" اللندنية إن الحزبين الكبيرين أطلقا الاستعدادت القانونية للنظر في مشاكل فرز الأصوات المتأخرة، والصناديق، والمظاريف السرية في الفترة التي تسبق انتخابات الثلاثاء.
واستعان الحزبان بفرق قانونية للتحضير لسابقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، بعد تعدد سبب الجدال بين المعسكرين، والاتهامات المتبادلة، ما يعني اندلاع معارك قانونية فور إعلان النتائج، والتوجه إلى المحاكم والقضاء لمحاولة حسمها.
وأوضحت الصحيفة أن عدد الدعاوى القضائية المنشورة في بنسلفانيا، ونورث كارولينا، ومينيسوتا، ونيفادا، وغيرها توحي بأن حسم النتائج سيكون عبر القضاء أكثر منه عبر الصناديق الانتخابية.

العرب وانتخابات أمريكا

من جهته قال موقع "إندبندنت عربية" إنه بنهاية يوم الثلاثاء 3 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، سينتهي الأمريكيون، من الاقتراع لانتخاب جون بايدن الرئيس السادس والأربعين، أو التمديد لدونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة، ويبقى السؤال الذي سيختلف عليه الأمريكيون والعالم، ونحن العرب جزء منه، مَن هو الأفضل لأمريكا وللعالم.
وأشار الموقع إلى أن العالم العربي يشهد انقساماً حاداً في الرأي العام بين راغب في عودة ترامب بسبب سياساته المعلنة المتشددة ضد إيران، ومؤيد لبايدن على أمل أن "يحدث نقلة صادمة ومعاكسة لما كان ينادي به ترامب في المجالات التي تهم العرب مثل قضية فلسطين، وإيران، وتركيا".
وأوضح الموقع، أنه مهما كانت نتيجة الانتخابات، فلا يجدر بالعرب أن ينتظروا تغييراً مثيراً في السياسة الأمريكية، ذلك أن "السياسات الكبرى تستمر في العادة مع كل قادم إلى البيت الأبيض، ولا تختلف إلا في طريقة عرضها على الجمهور، ولربما كان الرئيس الحالي دونالد ترامب حالة استثنائية في هذا الصدد لأنه قادم من خارج المؤسسة التقليدية، أو ما يسمى بالدولة العميقة، التي جاء منها محملاً بالشكوك تجاهها وبنية مبيتة لتفكيكها".

اشتراكية أمريكية؟

قالت صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، إن الولايات المتحدة مقبلة ربما على تحول تاريخي ومفارقة عجيبة، في ظل احتمال تحول "الولايات المتحدة الأمريكية إلى النظام الاشتراكي بدلاً من الرأسمالية بعد فوز بايدن مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. وهكذا نصبح أمام روسيا رأسمالية وأمريكا اشتراكية".
وذكرت الصحيفة أن هذا الرأي يقول به زعماء وسياسيون ومحللون في أمريكا نفسها، إذ يسجلون تنامي واتساع نطاق التوجهات الاشتراكية في صفوف قيادات وشباب ونساء داخل الحزب الديمقراطي.

وتسألت الصحيفة هل "يتمكن الجناح اليساري المتعاظم داخل الحزب الديمقراطي من تحويل أكبر بلد رأسمالي في العالم إلى بلد اشتراكي؟" مشيرة إلى أن من يتابع تصريحات ومواقف زعامات ونشطاء ونساء داخل الديمقراطيين "يدرك حقاً خطر ذلك على الرأسمالية في أمريكا".
وأضافت الصحيفة "سنكون أمام مفارقة عجيبة حقاً بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية بلداً اشتراكياً ويسارياً من خلال حكم البيت الأبيض، والكونغرس، ومجلس الشيوخ، بينما أصبحت دول الاتحاد السوفيتي السابق دولاً رأسمالية مثل روسيا، وأوكرانيا، وجورجيا التي انتقلت من "جحيم الشيوعية" إلى "نعيم الرأسمالية" "اقتصادياً والمضحك أن أمريكا قد تفعل العكس".