أعرق مدن دثينة بمحافظة أبين.."منطقة العين بلودر" .. رهينة الإهمال والنسيان والحرمان

تعد مدينة أمعين أعرق مدن منطقة دثينة بأبين، وإحدى المدن المهمة في البلاد، تحدها من جهة الشمال منطقة قاع حبيبات، وتحدها من جهة الجنوب منطقتا عراكبي ولبو، ومن الشرق منطقة الخديرة ومديرية مودية، ومن جهة الغرب منطقة القوز وصرة النخعين، ويبلغ عدد سكانها حوالي (12000) نسمة..

وتقع على الخط الدولي بين محافظتي عدن وحضرموت كما تعد العاصمة الاقتصادية والتجارية لمديريات محافظة أبين الشرقية (لودر، الوضيع، مودية، جيشان والمحفد) والتي تعد السوق التجاري الأول لأبناء هذه المديريات الذين يتوافدون عليها يومياً لقضاء متطلباتهم.. غير أن هذه المدينة رغم أهميتها ما تزال تعاني في عدد من الجوانب الحياتية، كالتعليم والصحة وشحة المياه الخانقة وانعدام سفلتة شوارعها الترابية.. صحيفة "الأمناء" نزلت كشاهد لرصد ما يعانيه أهاليها الذين يمنحون "الأمناء ثقتهم، ويرون فيها خط الأمل المتبقي لإنقاذهم، والذي تتابعون فصوله في الأسطر الآتية:

التعليم .. ومدرسة باتت كاليتيمة

على جنبات خط الإسفلت والطريق الرئيس والدولي الذي يربط محافظة عدن بحضرموت تقع مدرسة منطقة أمعين التي باتت كاليتيمة، والتي يدرس فيها أبناء مناطق شتى، عراكبي، القاع، ومهيدان، السلامية، القوز ولبو، بالإضافة إلى عدد من القرى.. فالتعليم في منطقة أمعين يسير بشكل جيد ومهنية إلا أنه يعاني الكثير من العجز والقصور في كافة الجوانب فمدرسة أمعين يوجد فيها مبنى واحد مقسم  لمدرستين  للبنين والبنات ، وهي مكونة من عدة فصول ضيقة ونوافذها مكسرة وجدرانها مشققة، ويبلغ عدد الدارسين في الفصل الواحد أكثر من (60) طالبا، ، ناهيك عن النقص الحاد الذي تعانيه المدرسة ، خاصة المتخصصون في المواد العلمية، أما الصفوف التي تم بناؤها حديثاً تتكون من أربعة فصول بالكاد تتسع لبعض الطلاب، خاصة أن المدرسة تشمل كافة المراحل الدراسية، أضف إلى ذلك النقص في الكتاب والأثاث المدرسي والكثير من مستلزمات العلمية التعليمية التربوية في منطقة أمعين، كما أن المنطقة بحاجة ماسة إلى مدرسة للبنات، فالفتاة في هذه المنطقة مقطوعة ومحرومة من التعليم.

الصحة في المنطقة

أما عن الوضع الصحي في المنطقة فإن الخدمات الطبية التي تقدم للأهالي تكاد تكون شبه غائبة.. فبالرغم من وجود وحدة صحية طبية تعد صرحاً طبياً كبيراً لهذه المنطقة وفيها عدد من الممرضين والكوادر الطبية الوسطية، إلا أن الوحدة الصحية عبارة عن مبنى صغير، نستطيع أن نقول (ثلاث غرف، صالة استقبال الجرحى وحمامين) ، وينعدم فيها بناء سور فهي مجرد بناء دون ان يحيط بها سور للحفاظ عليها وجميع الأقسام تفتقر إلى المعدات التشخيصية الطبية اللازمة، أضف إلى ذلك حاجتها إلى زيادة مخصصها من الأدوية، كما أن منطقة أمعين تشتهر بكثافة سكانها ورقعة مناطقها الشاسعة، إلا أنها بحاجة ماسة إلى بناء مستوصف طبي واسع يقوم بتزويد المنطقة بالخدمات الطبية .

شحة المياه جاثمة على صدور المنطقة

منطقة أمعين هذه المنطقة كانت في الماضي تشرب وتغتسل واليوم في زمن دولة وحدتنا المباركة لم تجد من يسقيها ويروي لها مساحات عطشها.. تصوروا أن المياه انعدمت منها بصور نهائية، وصارت الحنفيات الموجودة في المنازل مجرد أطلال يقف أمامها الأهالي يومياً، يبكون مشروعهم الذي كانوا يعتمدون عليه في حصولهم على المياه لسنوات طويلة، وهو مشروع أهلي قديم أقامه أهالي المنطقة مع بداية فترة حكم الرئيس سالمين وكانت الدولة حينها تقوم بمتابعته وصيانته باستمرار وحتى العام الثاني من عمر دولة وحدتنا المباركة تدهور هذا المشروع وتوقف عن العمل وانقطعت معه المياه عن المنطقة بصورة نهائية بعد أن عبث بمحتوياته وخرب بها أيادٍ خفية، وأهمل ولم يلق أي متابعة أو صيانة ومن يومها وأهالي المنطقة المساكين في حيرة من أمرهم لا يعرفون من أين يشربون.

انقطاع الماء أثقل كاهل الأهالي

مشكلة الماء في المنطقة لها حوالي تسعة عشر عاماً، وقد قضت في المنطقة على الأخضر واليابس ولا يدرون إلى متى.. هكذا تمر عليهم أيام وليال دون أن يستطيعوا شراء الماء هذا بالنسبة لمن كان موظفاً، فما بالك بمن ليس لديهم وظائف ولا يملكون مصدر رزق، كيف يمكنهم شراء الماء لاسيما وهم نسبة كبيرة 50% من السكان بدون وظائف منهم 35% حاصلون على شهادة الثانوية العامة وما دونها، والنسبة المتبقية هم خريجو الجامعات اليمنية وجميعهم يعيلون أسراً لكنهم بلا وظيفة فكيف يمكن لهؤلاء أن يشتروا الماء وأن يعيشوا هم وأطفالهم وشيوخهم وأسرهم؟

الوضع مؤسف للغاية

وضع المنطقة حقيقة مؤسفة للغاية، وقد يدفع العشرات من الأسر إلى مغادرة المنطقة إن ظلت مشكلة المياه عالقة كما هي عليه الآن.. فهل سيطول صبر أهالي منطقة أمعين أم أن الأخ محافظ محافظة أبين سيتدخل وينهي مشكلة شحة المياه وكذا الإهمال والنسيان والحرمان؟ 

 

 

 

 

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني