تزايدت معاناة المرضى في مستشفى 22 مايو العام بمحافظة عدن، الذي ينفذ الاطباء والعاملون فيه اضرابا مفتوحا منذ اكثر من شهر ونصف, احتجاجا على الفساد المالي والاداري في المستشفى ووقف رواتب المتعاقدين للشهرين الماضيين, اضافة الى تراكم المستحقات والتسويات منذ اكثر من عام، وهو ما ضاعف معاناة المرضى المرقدين في الاقسام الداخلية نتيجة الشلل التام الذي يعيشه المستشفى.
نفي رفع الإضراب
ونفى فتاح ناصر ممثل المتعاقدين في المستشفى ما تدوالته وسائل الاعلام الرسمية حول رفع الاضراب عقب لقاء الموظفين بقيادات السلطات المحلية بمحافظة عدن، قائلا لـ" الأمناء": "جميع الاقسام في المستشفى مغلقة, والسبب عدم صرف رواتب الموظفين منذ ثلاثة اشهر وكذا العلاوات لم تصرف على الرغم من المتابعة المستمرة التي لم تجد استجابة, من الجهات المعنية.
واضاف "ناصر" هذه المشكلة ما هي الا جزء من معاناة الصحة في محافظة عدن, التي تزداد سوءا يوما بعد آخر جراء تهاون الجهات المعنية, ونطالب الرئيس عبدربه ووزير الصحة بإيجاد حل عاجل لمستشفى "22 مايو" خصوصا, والصحة بشكل عام في محافظة عدن.
تجاهل الجهات المعنية
ويواصل الاطباء والعاملين في المستشفى الاضراب بسبب تجاهل الجهات المعنية في قيادة محافظة عدن ووزارة الصحة العامة لمشكلتهم، فيما لا يجد المرضى واقاربهم الذين يترددون على المستشفى بحثا عن العلاج، من يشخص اوجاعهم او يساعدهم على تخفيف آلامهم وعلاجها.
مرضى لا يعاينهم أحد
بمرارة يصارع المرضى فيما فاقم اضراب الاطباء والعاملين معاناتهم اضافة الى المكوث على سرير المرض, قالت احدى المريضات لـ" الامناء": أصارع الآلام المرض وما فيش حد يجيب لنا حتى ابرة، مطالبة وزير الصحة بحل مشكلة الموظفين في هذا لمستشفى, حتى يقدموا الخدمات الطبية للمرضى.
ويتردد جمال عمر سالم، 50 عاما، منذ اسبوع على المستشفى لإجراء عملية جراحية لزوجته لكن كل يوم يصدم بالرد نفسه: اضراب.
معاناة جمال لا تختلف عن معاناة بقية المرضى لكن الكلفة التي سيتحملها باهظة اذا ما لجأ لمستشفى خاص لإجراء العملية، يقول: انا عندي زوجتي مريضة وتحتاج الى عملية, وانا لي ثلاثة أيام وانا رايح واجي الى المستشفى دون فائدة تذكر, وهم موقفون العمل" يتساءل" أيعقل هذا الذي يحصل في مستشفى 22 مايو الذي يعتبر قدوة لباقي المستشفيات الحكومية بشكل عام؟
وأضاف جمال "كل يوم احضر من الصباح واجلس حتى الظهيرة ولكن دون فائدة من وجودي, وتساءلنا عن السبب, يقال انه بسبب عدم صرف رواتب الموظفين, وهذا حق شرعي, ولكن ما ذنب الموطنين".
تدمير ممنهج
ويؤكد العاملون في المستشفى ان عدم قدرة المستشفى على تسديد رواتب المتعاقدين، بسبب ايقاف قيادة المحافظة للدعم الشهري الذي كانت تقدمه لصرف رواتب المتعاقدين، حيث يوجد في المستشفى اكثر من 100 متعاقد، بينهم 34 تم التعاقد معهم عقب احداث 2011، وحاليا القي الثقل على المستشفى وهو ما ادى الى زيادة الامور سوء، في ظل غياب مدير المستشفى ونائبه منذ مدة، وتقديم المسؤول المالي استقالته في ظروف غامضة!!
عند زيارتك للمستشفى ستجد الأقسام مغلقة واسرة خاوية, والمرضى لا يسعفهم أحد, فرغم مرور اكثر من شهر ونصف على بدء الاضراب، لم يجد الاطباء والعاملون في مستشفى 22 مايو التفاتة من الجهات المعنية للجلوس معهم ووضع حلول ومعالجات لمشاكلهم, المتمثلة بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المتأخرة وكذا تثبيت المتعاقدين, وصرف موازنة للمستشفى التي صدر قرار جمهوري باعتمادها كمركز جراحي نموذجي.