فقد الامتحان قيمته ولم يعد ذلك المعيار الصحيح والحقيقي لتقويم مستوى الطالب بسبب تفشي ظاهرة الغش وتطور أساليبها وأصبح كثير من المدرسين والتربويين يشكون من انتشاره وتفشيه ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب بل تعداه إلى الثانوية والجامعة وصار كل همّ الطالب كيف سيحصل على نسب مرتفعة في الامتحان أو في النتيجة التي سوف تدخله أحسن كلية للتباهي بها أمام الأهل والأصدقاء..
للوقوف أمام هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها التقينا عدداَ من الطلاب والتربويين وأولياء الأمور لمعرفة آرائهم في ظاهرة الغش خصوصاَ والطلاب يأدون الامتحانات الوزارية..
الطلاب : الغش غير مستحب ولكن ؟
وسيم صالح ,طالب في الثانوية فيقول صراحة الغش ظاهرة غير مستحبة ولكن – مع الأسف هذه الظاهرة موجودة وخصوصاَ في الامتحانات الوزارية للثانوية العامة والتاسع وأنا الحمد لله من الطلاب المتفوقين دائماَ, ولكن عندما وصلت إلى المستوى الأخير في الثانوية أصبح عندي خوفاَ من ألا أتحصل على المعدل الذي يدخلني الكلية أو يؤهلني للحصول على منحة دراسية وذلك بسبب الغش , حيث أني و غيري من الطلاب المتفوقين نجتهد طوال عام كامل ولكن مع انتشار الغش حيث أن الطالب الفلاني ابن المدرسة أو المدرس الفلاني يكون مطمئن وحاط بطيخة صيفي, بأن ورقة الإجابة سوف تدخل إليه ويحل من دون تعب وقد نراه في الأخير قد حصل على معدل مرتفع ويكون الفرق بيننا وبينه بسيط وهذا فعلاَ ما يحدث في الامتحانات الوزارية هذه الأيام .. و بصراحة حاجة تحرق الأعصاب لكن ماهي الفائدة هذا هو الحل .
ظاهرة متفشية **
يؤكد/فؤاد حسين – طالب جامعي قائلاَ: إن ظاهرة الغش أصبحت متفشية وبشكل كبير خصوصاَ في المرحلة الانتقالية حيث نرى طلاباَ كانوا طوال العام في الشارع وفي الأخير نجدهم قد تحصلوا على أعلى الدرجات وبشكل خيالي فأنا أعرف شخصاَ كان مستواه الدراسي مقبولاَ وفي الثانوية العامة تحصل على مجموع (88%), وعندما سألته كيف ذلك ؟ رد ضاحكاَ الله يخلي الغش.. بهذه البساطة أصبح شيئاَ نتفاخر به ممكن يصل الفساد إلى أي مكان وأي مرفق لكن أن يصل حتى إلى التعليم فهنا يجب أن يكون هناك وقفة جادة للقضاء على هذه الظاهرة, لذا أطلب من مكاتب التربية والتعليم في عموم المحافظات ومن المدرسين أن يكونوا صارمين وحازمين في مسألة الغش >>
أولياء الأمور **
وتحدث الأخ/ عبيد يسلم , ولي أمر قائلاَ: إن ظاهرة الغش تهدد الاستقرار التربوي والتعليمي والعملية التعليمية عموماَ وتعرض مستقبل الأجيال للتدمير وبنيان المجتمع للخطر والعملية التنموية للانتكاس.
ويضيف: أستطيع القول إن التساهل والتسيب والتجاهل في مسألة الغش بالامتحانات يتسبب في إحباط وتحطيم معنويات المجتهدين الذين يبذلون جهوداَ مضنية في المذاكرة والجد والاجتهاد ويسهرون طيلة شهور السنة لأنهم على الرغم من نجاحهم يرون الغشاشين يحققون معدلات نجاح عالية بكل يسر وسهولة دون تعب ويحصلون على استحقاقات لا يستحقونها مما يثير في نفوس المجتهدين تذمراَ وفي القلوب غصة
ويسترسل قائلاَ: فالغش في الامتحانات مسؤوليتنا جميعاَ الأستاذ في المدرسة والمراقب في القاعة والصف ومسؤولية أولياء الأمور في المنازل من خلال الموعظة والتربية الصحيحة وكذلك مسؤولية التربويين في مكاتب التربية والتعليم لأنه يقع عليهم الجزء الأكبر من المسؤولية .. ينبغي لهم العمل على الحد من ظاهرة الغش التي أصبحت مستفحلة بين الطلاب في أنحاء محافظات الجمهورية وذلك باتخاذ الإجراءات الحازمة ضد مدمني الفساد والعابثين بالعملية التعليمية في الأجهزة التعليمية التي ينتسبون إليها والبحث عن حلول ناجحة للمشاكل التعليمية المزمنة وذلك من خلال تحسين المناهج والأداء التربوي والتعليم واختيار المؤهلين من المعلمين..>>
معلمين**
فيما المعلم / خالد أحمد , يفيدنا قائلاَ : تعتبر ظاهرة الغش بين الطلاب من الظواهر السيئة التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة خصوصاَ في الامتحانات الوزارية وهذا بدوره أدى إلى نتائج عكسية على مستوى الطلاب ومدى تقبلهم للتعليم حيث أصبح اهتمامهم الكامل والكلي في كيفية الغش وابتعدوا عن التحصيل العلمي الجيد ومراجعة الدروس وترجع أسباب هذه الظاهرة إلى إهمال الطالب لدراسته وعدم متابعة الأهل له , الاختلاط مع رفقاء السوء و أيضاَ إلى بعض المدرسين الذين باعوا ضمائرهم ورسالتهم الإنسانية فقاموا بمساعدة الطلاب على الغش مقابل المال..
تكاتف الجميع :
محمد مخشم مدير عام مكتب التربية بمحافظة أبين تحدث عن ظاهرة الغش فقال ": نحن نحاول هذه الأيام على الحد من تفشي الغش وهناك جهود تبذل في عدد من المديريات ونحن بحاجة لأقلامكم في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر . وعليكم أنتم كصحفيين أن تحثوا الطلاب على ترك الغش لأنه يهدم المجتمع وكذا حثوا المراقبين على أن يقوموا بدورهم , ويجب أن تتكاتف الجهود من أجل مصلحة ابنائنا ومجتمعنا لأنه إذا فسد التعليم فسدت الأخلاق وظاهرة الغش من فساد التعليم لذا يجب التصدي لها وليس النقد بنافع لأن النقد لا يكفي يجب أن نحث على عدم القيام بالغش من خلال الاعلام والمساجد واللقاءات العامة بالشخصيات الاجتماعية وأولياء الأمور وكذلك مع الطلاب لأن هذه الظاهرة لا تخص التربية والتعليم فقط بل هي تخص المجتمع بأسره ..
هل من وقفة جادة ؟؟
استطعنا من خلال هذا التقرير معرفة بعض الآراء عن ظاهرة الغش والأسباب الحقيقية وراءها حيث أرجع بعضهم انتشار هذه الظاهرة إلى كثافة المناهج وصعوبتها على الطالب والتساهل من قبل المدرسين ساعدت بعض الطلاب على الغش , بالإضافة إلى ضعف التربية عند أولياء الأمور..
لذا من اللازم يجب أن تكون هناك وقفة جادة من قبل التربويين والمشرفين والمراقبين على مراكز الامتحانات للحد من هذه الظاهرة التي سوف تساعد إذا ما استمرت على خلق جيل فاسد أخلاقياَ و تربوياَ ليصل بعدها إلى الغش في مراحل حياته العلمية والوظيفية فلا نستطيع أن نتباهى به أمام الأمم..