كانت منطقة الجوف عزلة تابعة لمديرية شرعب الرونة، وفي الستينيات من القرن الماضي تم ضمها إلى مديرية التعزية محافظة تعز إلا أنهاء لا تزال تعيش كلا الأمرين في ظل التهميش المتعمد الذي تتعرض له المنطقة التابعة لعزلة الشحنة الواقعة شمال غرب محافظة تعز, المحاذية لخط مديرية شرعب الرونة, حيث إنها تبعد عن الخط الاسفلتي الرئيسي لمديرية شرعب الرونة ثلاثة كيلومتر وسط جبال محيطه بالمنطقة من جميع الاتجاه، ويبلغ عدد قراها سبع قرى ولكن يعاني أبناؤها مرارة الحياة وقسوة العيش وسط تجاهل الجهات المعنية.. أصبحت تعيش خارج النطاق الجغرافي لدولة تلازمها معاناة الأهالي من الفقر وغياب الخدمات, والتهميش المتعمد!!
المشاريع الخدمية في منطقة الجوف منعدمة تماما, الطريق الإسفلتية لمديرية شرعب الرونة التي تبعد بثلاثة كيلومتر عن قرى منطقة الجوف إلا أن هذه القرى تعاني من غياب خدمة الطريف التي تعد من المشاريع المهمة لدى أهالي المنطقة حرمان بكل ما تعنيه الكلمة رغم الكثافة
السكانية والقرى المتناثرة على قمم الجبال والسهول المشاريع غائبة ومنعدمة تماما, لا طريق لا كهرباء لا مياه أو صحه, بالمختصر المفيد لا أثر للمشاريع الحكومية في المنطقة, مازالت قرى منطقة الجوف ينامون في الظلام الدامس على السراج مستخدمين الفوانيس وقوار "الدهان للإضاءة فهم يحلمون بمشروع واحد ينفذ لهم حتى يشعرون أنهم يعيشون, يتساءل الأهالي أين نصيب هذه المنطقة من المشاريع الخدمية؟
فقر وحرمان متزايدان
الفقر والبطالة وتعليم أبناء منطقة الجوف في المديريات الأخرى وغياب السلطة المحلية في هذه المنطقة, عناوين بارزة للاستهداف المتعمد قد يتفاجأ من يقرأ أو يسمع عن هذه المنطقة في أي زمان هم عائشون أيعقل هذا في زمن التكنولوجيا الحديثة عند ما تزور المنطقة يخول بأنك وسط جبال لهملايا ولكن أنت على مقرب من محافظة تعز بحوالي ثمانية وعشرون كيلومتر حياتهم البسيطة تنعكس على اشكالهم من حرارة الشمس وقسوة الحياة مصادر العيش تربية المواشي عند من وجدت والبعض يعمل في كسر الأحجار ليبيعها حتى يعود بدخل لمن يعول والبعض الآخر يعمل في المهجر.
التعليم في المديريات المجاورة
أما التعليم يقطع أطفال هذه المنطقة من لم يتجاوز عمره الاثني عشر ربيعا مسافات طويله بين حرارة الصيف وبرد الشتاء باحثين عن العلم آملين أن يكون لهم نصيب في الحياه حتى يستطيعوا أن يواصلوا معاناتهم إلى الجهات المعنية
سمير محمد يتحدث للأمناء: بكل حسرة أطفالنا يقطعون مسافات طويلة بين الوديان والجبال بحثا عن التعليم أبناءنا في خطر لا نأمن عليهم حتى يعودوا إلينا بعد الظهر من كل يوم أولادنا في خطر دائم والسبب في ذلك عدم وجود مدرسة في المنطقة لذا يذهب أولادنا للدراسة في مدارس بعيدة عن المنطقة بمسافات طويلة هذا ما جعل أكثر الشباب يعزفون عن التعليم, العام الماضي تم بناء مدرسة ابتدائية لكن إلى هذه اللحظة لم يتم تجهيزها.
وأضاف " نعاني منذ زمن ولكن لم نجد من يستجيب أو يلتفت لمعانتنا, المنطقة مغيبة من الخدمات بسبب غيابها لدى الجهات المعنية, لا يوجد من يمثل هذه المنطقة في الدولة".
غياب الصحة !
الصحة غائبة في هذه المنطقة منذ أن خلق الله الأرض حياة معيشية صعبة يتجرع مرارتها أبناء هذه المنطقة في ظل تجاهل المسؤولين لها, وأشار مبارك مهيوب: إلى مدى إهمال الجهات ذات العلاقة لهذه المنطقة المخضرمة حد وصفه حيث قال لا مستوصف ولا وحدة صحية إذا أردنا ضرب إبرة وريد لا نستطيع إلا أن نذهب إلى خارج المنطقة وهذا يكلفنا مشوار سيارة المنطقة مغيبة من قائمة المشاريع, وأضاف: أول وسيلة إعلامية تصل إلى هذه المنطقة لذلك عبر صحيفة "الأمناء" نناشد محافظة المحافظة بأن يعطي لهذه المنطقة جل اهتمامه لأنه هو المسؤول علينا وقادر على أن ينتشل هذه المنطقة من وضعها.
وعورة الطريق
عند دخولك منطقة الجوف تشاهد الطريق الجبلية الوعرة وأنت تمر فيها وعلى جانب الطريق الحجارة المتساقطة من أعلى الجبال وخاصة في موسم الأمطار إضافة إلى المنعطفات الجبلية التي تتميز بهاء الطريق.
وقال طارق محمد سائق سيارة: نعاني وعورة الطريق أغلب طريقنا على ممر السيول حيث نلاقي صعوبة في أيام الأمطار يتعذر علينا السير فيها إلى أن نقوم بإصلاحها والمنطقة جبلية نلاقي صعوبة في ذلك.
وأضاف رمزي صادق، مواطن: إذا قدر الله عليك بمرض نضطر إلى أخذ سيارة أجرة إلى المدينة بثمانية ألاف ريال قد لا يكلف سعر العلاج هذا المبلغ تكاليف مشوار السيارة أكثر من قيمة العلاج وهذا يعود سببه إلى وعورة الطريق التى يشكو منها أصحاب السيارات, وكذا إلى عدم وجود مركز صحي.
شباب عاطلون عن العمل
يتحدث شباب المنطقة العاطلين عن العمل بمرارة وحسرة وندامة عن العشرات من الشباب الذين لم يستطيعوا مواصلة التعليم الثانوي والجامعي نظرا لتردي الأوضاع وغلاء المعيشية والظروف الأسرية وبعد المدارس عن المنطقة لم تسمح لهم اكمال التعليم, حدثنا زكريا الشجاع أحد الضحايا الذين لم يكملوا دراستهم بالقول: بعد المدارس عن منطقتنا وعدم وجود المواصلات إضافة علينا عبئا كبيرا فوق الحالة المادية التي لم تسمح لأبناء المنطقة بشكل عام مواصلة التعليم كل هذه الإشكاليات تقف عائق أمام أبناء هذه المنطقة و قال: إن نسبة الذين أكملوا التعليم الجامعي لم يتجاوز ثلاثة بالمائة, وحتى اللحظة لم يحصلوا على وظائف.
طريق تتوسط المقبرة
منذ البداية وطريق قرية عمار والجريباء وقحفة الجوف وقرية الخرابة تتوسط المقبرة, مع علم ودراية السلطة المحلية بهذا الخصوص لكن دون جدى من ذلك.
وقال: عبد سرحان "مواطن": تعاني مقبرة المنطقة منذ بديتها الأولى المشاة من الناس والحيوانات والسيارات يمرون من فوق هذه المقبرة، لأنه لا يوجد طريق غيرها تبتعد عن المقبرة, وأكد عبده "على الرغم أن هناك متسع من جانب المقبرة بالإمكان شقها والمرور فيها بدلا من المرور فوق المقبرة, وأكد أن هناك إهمال من قبل المعنيين ولا يوجد أي اهتمام للمنطقة مازلنا نعيش في العصور الوسطى.
غياب الكهرباء وشح المياه
لا تزال منطقة الجوف تنام في الليل الدامس في الوقت الذي تنعم فيه المناطق المجاورة بالكهرباء العمومي.. الطرق القديمة لا تزال تمارس في هذه المنطقة الفانوس والسراج هما الوسائل التي يستخدمها المواطنون لإضاءة منازلهم.
كما يعاني الأهالي شحة المياه وكذا من عملية الحصول عليه والسبب وعورة الطريق حيث لا توجد آبار قريبة من المنطقة ما يضطرهم إلى شرائه من أماكن بعيدة وهذه العملية مكلفة حسب قولهم.
تلك هي منطقة الجوف عزلة الشحنة مديرية التعزية في الزمن الحاضر والمستقبل المجهول سيطر عليها الفقر والتهميش, يبحثون أهلها عن رغد العيش وإيصال الخدمات, بأي لغة ننادي ونخاطب الجهات المخولة عن هذه المنطقة وكيف يمكن أن نجسد هذه الألم كيف لنا أن نصف مراحل العذاب والمأساة, وقرب حدوث الأجل لهذه المنطقة التي تفشى فيها الفساد والإهمال, هذه هي منطقة الجوف عزلة الشحنة مديرية التعزية, التي فوضت أمرها الى الله!!