عدن.. رصاص الافراح يواصل حصد الارواح

بدأت مناسبات الأعراس أفراحاً وتحولت إلى أتراح بتصرفات لا مسؤولة من أشخاص خرقوا الأنظمة والقوانين مسببين مآسي، لم تفلح السنون في مسح آثارها ودمل ذكرياتها المؤلمة. وعلى الرغم من ذلك فإن ثقافة إطلاق النار في حفلات الزواج ما زالت السائدة في ظل جهل بعض أفراد المجتمع بمخاطرها، وعدم حزم الجهات المختصة في الحد من هذه الظاهرة.

وتشكل ظاهرة إطلاق النار في الأفراح  بمدينة عدن إحدى الظواهر الخطيرة التي يعاني المجتمع اليمني من تفشيها،وبصورةٍ مخيفة خاصة في الأفراح والمناسبات التي تشهدها المدينة خلال الافراح ومناسبات الزواج ، حيث خلَّفت هذه الظاهرة مشاكلاً كثيرة في الأسر، وراح ضحيتها عدد غير قليل من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا لتهنئة أصحاب الفرح ومشاركتهم فرحتهم وتقديم واجب اجتماعي نحوهم .

مأساة "دار سعد"

اقل من شهر مر على مأساة "دار سعد " في محافظة عدن ، التي تسببت فيها طلقة فرح طائشة في قطع وسقوط كيبل كهربائي على موقع حفل زواج؛ ما تسبب في وفاة 5 اشخاص ، وإصابة 5 آخرين،. ولم تفلح تلك الحادثة المؤلمة، التي سبقها الكثير من المآسي، وما زالت حاضرة في أذهان الجميع، في إيقاظ الحس الإنساني داخل أناس أنستهم مشاعر الفرح اللحظية استشعار خطورة تلك الطقوس؛ لتستمر المآسي قبل أيام قليلة بتسجيل حالة وفاة وإصابة الطفلة مواهب بكريتر عدن حينما كانت  جالسة فوق سطح المنزل ؛ بسبب الممارسات نفسها التي باتت تشكِّل قلقاً كبيراً لدى المواطنين؛ ونتج منها إزهاق أنفس بريئة وإصابات خطيرة.

سلوك غير حضاري :

يشير مواطنون عن حوادث إطلاق العيارات النارية بمحافظةعدن إلى أن مشهد إطلاق العيارات النارية - من المسدسات أو أسلحة الكلاشنكوف و البنادق- في السماء بات مشهدا مألوفا في موسم الأعراس ومناسبات التخرج، ومما يزيد من خطورتها إطلاقها داخل الأحياء وبين البيوت. وتنتشر هذه العادة القاتلة في الغالب بين فئة الشباب.

ويعتبر المواطنون أن إطلاق الأعيرة النارية هو "أسوأ وسيلة يمكن التعبير فيها عن الفرح، وهو خطر لا مبرر له، وسلوك اجتماعي غير حضاري، يحول ليلة الفرح إلى حزن ومأتم".. ويأمل أن تكون هناك "إجراءات صارمة" من قبل الجهات الأمنية ضد إطلاق العيارات النارية في الأفراح والأعراس. ويحث على ضرورة "التنفيذ الدقيق" للتعليمات الصادرة من وزارة الداخلية بهذا الخصوص، وبما يعمل على منع تكرار مثل هذه الحوادث، حفظا للأرواح والممتلكات.

اعتقاد خاطئ

ويعتقد مطلقو الرصاص في الهواء أن قيامهم بهذه الأعمال يُدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم ونفوس أهل العرس، حيث اعتادوا على القيام بهذه الأعمال التي اعتبروها تراثاً من تراثنا الشعبي، وقال أحد المعتقدين  باطلاق النار  في الأعراس ، أنه يجد سعادة في إطلاق النار في الفرح، رغم أن ذلك كلفه الكثير من النقود كثمن للرصاص الذي يطلقه، واعتبر أن ما أنفقه من نقود على شراء الرصاص نوع من الهدية للعريس! وبسؤاله حول ما قد ينجم عن ذلك من آثار قد لا تحمد عقباها قال المشغوف بطلق النار الذي رفض الكشف عن اسمه أنه واثق من قدراته على إطلاق الرصاص دون أن يتسبب في إصابة أي أحد، وأنه يصوب سلاحه باتجاه السماء والمناطق المكشوفة، بمعنى أنه يأخذ احتياطاته الجيدة قبل إطلاق النار.

مشروعية إطلاق النار

الشيخ / معين آل ترك أحد الدعاة إلى الله يقول عن اطلاق النار من الجانب الشرعي ":إن نعم الله عزوجل كثيرة ومننه عظيمة ومن أعظم تلك النعم نعمة الأمن والأمان والهدوء والإطمئنان .
وقد امتازت مدينة عدن بهدوء رائع يلف أركانها ويطوي أطرافها ويجمل زواياها
هذا الهدوء يكاد بل قد مزق مع أصوات الطلقات النارية التي تطلق عبثا في السماء من اجل زواج أو مناسبة اجتماعية .
فكم أبكت تلك الرصاصات من أم ، ويتمت من طفل ، وأحزنت من صديق ، وأيمت من امرأة ، وأعاقت من شاب وصيرت الأفراح إلى أحزان .
ختاما.. تبقى آفة إطلاق النار في الأعراس, رغم ذلك, منتشرة ومرغوبة, لذا ندعوكم لتوخي الحذر في موسم الأعراس الذي نقف على أبوابه لضمان سلامتكم وأمنكم من رصاصة تطلقها زغرودة عرس قريب.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني