إخفاق ومماطلة المقاول بتواطؤ من السلطة المحلية ..ترميمات تغلق شوارع الشيخ عثمان بعدن

 

أين دور المجلس المحلي في كل مديرية ازاء ما تعاني منه الأسواق؟ هذا هو اول سؤال سيتبادر الى ذهنك اذا ما قدر لك النزول الى شارع الفقيد عبدالله حاتم في مديرية الشيخ عثمان بعدن،  الذي تجري عملية تأهيله في ظل بروز مشكلة تكدس في القمامة وانتشار الرائحة المزكمة للأنوف والتي سببها غياب الدور الرقابي على اصحاب البسطات وما يخلفون ورائهم .. ونظراً  الى هذه المعاناة كان ولابد لـ "الأمنــــاء"  من النزول الميداني لهذا السوق لنقل واقع الشارع لينظر المسؤولون الى الوضع الذي تشتكي منه هذه المحافظة في كل مديرياتها.. ولسان حال المواطنين يسال: متى ستكون نهاية المأساة؟.

 انطلقنا الي المجلس المحلي في المديرية ليكون حصادنا الأول من الأخ عبدالرؤوف رئيس المجلس المحلي وكان للحديث منه بداية أن قال:نحن في عمل تأهيل لهذا الشارع من مياه ومجاري وكهرباء وهاتف وهذا الشيء اخذ وقته اللازم في ذلك ولكلاً من هذه الخدمات ادواتها التي يجب توفيرها من مستودعاتها لذلك العرقلة تحصل احياناً في مثل هكذا عمل.

وتابع حديثه" الأن تقريباً باقي للعمال .. المياه وسينتهي العمل خلال هذه اليومين في اقرب وقت ممكن وبشكل عام نقول انشاء الله ان العمل سينتهي مع نهاية هذا الشهر ونحن الأن ماضون على قدمٍ وساق.

وعن اصحاب البسطات قال"  بالنسبة لأصحاب البسطات سواء من الصيادين او من اصحاب القات او من بائعي الخضر وغيرهم .. فنحن وفرنا لهم بدائل لكنهم للأسف مازالوا مستعصين حيث انك تجد اكثر هؤلاء  اصحاب البسطات الذين في هذا الشارع هم نفسهم الي داخل السوق الرئيسي لديهم بسطات .. ونحن الان سوف نقوم بحمله والعمل في ترتيبهم وابعدناهم لكنهم مثل الأرضة واستدرك في قوله" كما تعرفون ان الوضع خلال الثلاثة الاعوام التي مضت مع غياب الدولة وغياب الأجهزة فهذا عكس كثيراً الوضع الذي نشاهده والمعاناة التي نشتكي منه بين الحين والاخر حيث اننا بدأنا الأن العمل من جديد.

واضاف "  هذا لا يعني اننا لم نشتغل ونعمل لكننا عملنا واستمرينا سبعة اشهر في محاولة ايجاد حل لما يعنيه هذا الشارع من اصحاب البسطات وابعدناهم لكنهم مثل الأرضة انت تبعدهم وهم يعاودوا .. ولكن الأن لم نجد سوى اننا سنتخذ اجراءاتنا اللازمة وفرض على المخالفين عقوبات وغرامات مالية .. وانذرنا البلدية بذلك لتقوم بعملها.

واختتم حديثه بالقول " يجب ان تكون علاقتنا قوية في خدمة المواطن ونحن وجدنا هنا في السلطة المحلية لخدمتهم لأن المواطن يريد صحة يريد نظافة يريد مدينة تنعم بكل الخدمات .. لهذا نحن نطلب منهم ان يساعدونا في ذلك بقدر ما استطاعوا ونأمل منهم ان يكون الجميع عند مستوى الظن بهم.

الوقت يتجه بنا الى الأسوأ

رشاد صالح مواطن من شبوة بحرقة الكلمة ولفظ المعاناة بدأ بالقول"  انا شغلي قطاع خاص جئت من شبوه عشان اطلب الله في الصيد في هذا السوق وطبعاً لم يكن مغادرتي من بلادي الا بعد عناء ومكافحة في هذه الحياة وكلما بحثنا عن عمل من باب استد علينا الباب الاخر .. الوقت يزداد بنا الى الأسوأ .. وانا كافل اسرة في تلبية متطلبات المنزل الرسمية والاحتياجات الأخرى وكونها رئيسية ..

وتابع قائلا  " انا أجيت الى هنا الى عدن من شبوة بعد ان توقف راتبي فانا مهنتي جندي تابع للجيش اللواء الثالث لبوزة وتوقف راتبي ظلم واضطهاد وذلك لأننا من الشرفاء المخلصين للوطن ولكونهم في هذا الوقت لا يريدون الناس الأوفياء الذين سيضعون بصماتهم الصادقة في بناء الوطن وحمايته  تناسوا اننا كبش الفداء ذات يوم من اجل الوطن ورفعته ..توقف راتبي لأننا جندي بسيط .

واضاف متحسراً على حالته : "  الان انا جالس هنا في هذا السوق وانا غير مرتاح وبلادي "شبوة"  تغتالها ايادي القاعدة وتدنس اراضيها وتغزوا كيانها .. انا غير مرتاح واهالي وزملائي من الجيش تغتالهم رصاصات القاعدة .. لكن من نُحدث ومن نُخبر والى من نتكلم ..؟ .. ويستدرك قائلاً : " توقف راتبي لأننا جندي بسيط لا احمل نجمة ولا طائر ولا سيفيين واصبح  سوق الصيد ملاذي ومهربي.. ولم يكتفوا بذلك مازالوا يلاحقوننا بظلمهم فكما ترى الان يعاد تأهيل هذا السوق لكي يخرجوا بائعي الصيد منه ولم يعطوهم مكان اخر .. برأيكم أين نذهب اذا اخرجونا من هذا المكان.

قمامة في كل مكان

ياسر جمال صاحب محل في شارع الفقيد عبدالله حاتم يعاني من عدم توافد الزبائن على محله بسبب القمامة التي يطفح بها الشارع يقول"  انظر يا أخي الي تكدس القمامة انظر الي النظافة كيف اصبحت في هذا السوق بعد ان كان لابأس به وانا في كلامي هذا ليس ضد احد ممن يسعون لطلب الرزق بالحلال ولكن عندما انتقلت البسطات الي هنا اصبحت القذارة بشكل دائم مما يمنع الزبائن على زيارتنا .. كما نقص مدخولنا بشكل غير عادي منذ ان تحول سوق الصيد الي هنا وتواكب المقاوته الي هنا والبلدية وصندوق تحسين المدينة لا يحرك ساكناً نحن ضد القذارة.

يتابع ياسر" الان وصلنا خبر ان هذه عملية التأهيل للسوق وابعاد عنه هذه القذارة ومنع الصيادين من البسط هنا على الشارع هذا الشيء جميل وانا اعلم ان بائعي الصيد غير راضيين بمثل هذه القرارات لكنه في الأصح لصالحنا وصالحهم اذا وضع سوق محدد للصيادين في مكان معلوم .. وايضاً هم لديهم سوق هنا محدد لعله لم يتسع لهم ولكن بمقدور الجهات المعنية النظر في  حالهم وتدبيرهم.

لم ينتهي حديث ياسر فيضيف : " المقاوتة تجدهم لهم حديث اخر اصبحوا يفترشون بسطاتهم في كل مكان تجدهم في كل الأسواق لماذا لا يتم ضبطهم واعادتهم الي اماكنهم الخاصة بهم وعدم مضايقة الأخرين تجدهم الان امام البقالات والمطاعم والمصارف  يعني بكل مكان ولا يوجد من يكلمهم .. نحن اصحاب المحلات ليس متضايقين بل لعله لصالحنا تواجدهم وكثرة الناس ولكننا ضد هذه القمامة والقذارة التي تمنع الزبائن " .

ليس هناك بديل

مواطن أخر حسين الحضرمي يقول" الحديث طويل في هذا الأمر والشكوى طويلة عريضة لأن الأمر ليس مقتصراً على سوق الشيخ عثمان فقط فهذه المشكلة التي تتناولونها من مثلها الكثير في محافظة عدن .. اولاً اذا تكلمنا عن هؤلاء الصيادين الذين يبتاعون هنا ويخلفون ورائهم منظراً غير حضاري ولائق هذا جانب واذا تم طرد هؤلاء البائعين من السوق فهل هناك بديل لهم ؟ .. .

 يتابع الحضرمي"  نحن نتكلم عن سوق بديل وهذا هو الفساد والخطأ بعينه لأنه أصلاً في سوق هنا خاص بالصيد لكن ونظراً لضياع الدور الرقابي على الباعة تجد احدهم باسط على ثلاثة واربعة مواقع بداخل السوق وكأنه ملك لأبيه واذا جاء شخص اخر ليطلب الله يتم منعه ولا يتم ضبطهم يعني اصبح السوق مستولي عليه لا يزيد على اربعة بائعين .

ويستدرك بقوله"  لذلك تجد الاخرين اضطروا الي الخروج الى وسط الشارع .. وماشا الله حكومتنا صحت من النوم لتقوم بإعادة تأهيل هذا الشارع بعد اعتمد الناس عليه وعرفوه وبعد ان غرقنا من القمامة المتكدسة  وستنشقنا تلك الروائح المتعفنة .. يعني ماذا كان سيحصل لو عمل كل واحد من ذوي المسؤولية بضميره ومن جانب الانسانية ومراقبة مثل هذه الأخطاء قبل وقوعها.

حديث المواطنين

كنا نطوف ونمرق في اوساط الناس الكل عرف انها الصحافة فتجمع العديد من المواطنين لترتفع اصواتهم كلاً يريد البوح بمشكلته ومعاناته وان كانت معاناة خاصة زاعمين ان الصحافة ستحسن لهم الاوضاع التي يعانون منها فوراً .. فلم نستدرك من حديثهم سوى قطرات من بحر كما يقول المثل فتجمع حديثهم بين مرارة الكلمة والصمت الحزين على ملامحهم حيث كان مضمون الحديث: ابدوا في حديثهم تضجرهم الشديد من غياب الدور الرقابي من جهة الحكومة وغياب المجلس المحلي ازاء كل ظاهرة تنموا وتكبر امام اعينهم ولم يتكلموا وبعد ان تصبح المشكلة وخيمة يقوم المجلس باتخاذ القرارات التي يرفضها الجميع .. .

لم ينتهي حديثهم ولم تنقطع الكلمات منهم داعين كل من يعنيه الأمر وكل من تقع على عاتقه سلامة المواطنين من انتشار المرضى نظراً لتكدس القمامة ان تكون هناك حملة نظافة يومياً وخصوصاً في الأسواق وانه لا بد من اعادة ترتيب اصحاب البسطات سواء من الصيادين او الخضرة او بائعي القات .. وما الي ذلك شكوى غير منقطعة لكننا اتينا بمجمل الحديث.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني