أبدى عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد من صمت الجهات الحكومية بمحافظة عدن في ظل عدم تحركها تجاه ما وصفوه بالتصرفات السيئة التي تصدر من عدد من الورش لتصليح السيارات وكذلك معارض وتأجير السيارات على الشوارع العامة .
حيث برزت وبشدة ظاهرة تكاثر وتنامي ورش إصلاح السيارات والمركبات وورش السمكرة واللحام ومحلات تغيير الزيوت ومناشير الأحجار التي تنتشر بالمئات على امتداد شوارع المدينة، بل وداخل الأحياء والتجمعات السكنية.
وقد احتلت هذه الورش واجهات الشوارع الرئيسة والفرعية وداخل الأحياء السكنية وكذلك مناشير الأحجار وجدت نفسها تنخر وجه مدينة عدن على مرأى ومسمع من الجهات المعنية وأصبحت تمثل تهديداً للمظهر العام للمدينة ومصدراً لتشويهها والإخلال بالنظافة العامة، ناهيك عما تسببه من مشاكل كبيرة ومخاطر وأضرار جسيمة للنظام وللبيئة وللمواطنين.
الورش تسبب معاناة كبيرة للمدينة
المواطن مختار زين العيني من أبناء عدن تحدث قائلاَ حول انتشار الورش في المدينة: "تعد ورش تصليح السيارات والسمكرة واللحام ومحلات تغيير الزيوت ومناشير الأحجار التي تنتشر بالمئات على امتداد شوارع مدينة عدن وداخل الأحياء والتجمعات السكنية إحدى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها محافظة عدن كما أنها تتسبب في العديد من الأضرار البيئية التي تلحق بالمدينة وبالمواطنين، فواقع الأزمة المرورية التي باتت تعيشها مدينة عدن ـ مثلاً ـ وإن كانت لها أسباب متعددة إلا أن الاختناقات المرورية تتركز في الشوارع وخطوط السير المكتظة بالأنشطة العشوائية، وفي مقدمتها ورش إصلاح السيارات، والسمكرة واللحام... الخ، والسبب هو استخدام الأرصفة العامة والشوارع الخاصة بحركة السير المرورية، وممارسة أعمال الصيانة للسيارات وأعمال اللحام وغيرها، مما يؤدي إلى خلق الاختناقات المرورية وإعاقة حركة السير المرورية والمشاة على حد سواء.
وأوضح المواطن علي قائد حسن أحد المتضررين لـ ”الأمناء" أن تلك الورش والشركات تحتل مواقف السيارات الواقعة بالشوارع العامة، إضافة إلى قيام الورش بإيقاف السيارات التالفة بتلك المواقف وتركها لمدة طويلة، كما اتهم معارض وتأجير السيارات باستغلال تلك المواقف بوضع سياراتهم، مما يضيّق على المواطنين الذين هم بأمس الحاجة لتلك المواقف، ويجعلهم يتوقّفون في وسط الشارع، وما ينتج عن ذلك من عرقلة للحركة المرورية، فضلًا عن تشويه المنظر العام للمدينة.
وفي الإطار، طالب المواطن علي قائد الجهات المعنية بضرورة التدخل السريع؛ لوضع حل لتلك التجاوزات؛ وذلك بإزالة السيارات التالفة من مواقعها، وكذلك إلزام معارض وتأجير السيارات بتخصيص مواقف خاصة للسيارات -كما هو الحال مع الورش اصلاح السيارات وتغير زيوت محركات السيارات ، وورش اللحام متسائلاَ في ختام شكواه “فهل سنرى تحرك الجهات المعنية أم سيبقى الحال كما هو عليه؟”.
ضوضاء وإزعاج متواصل
كما أن البعض من السكان المجاورين أو الساكنين في العمارات التي تقبع تحتها هذه الورش لا يسمعون نداءات سيارات جمع القمامة بسبب ضجيج الورش عند حضورها ويضطرون بالتالي لرميها بعد ذهاب سيارات القمامة خلف هذه السيارات الواقفة أمام ورش السمكرة واللحام على الرصيف ويقوم عمال النظافة برفعها لكنها في الحقيقة منظر غير حضاري يقوم به المواطن ولكنه مضطر والسبب يتحمله أصحاب هذه الورش والجهات المعنية التي يفترض عليها تحديد مواقع خارج الأحياء السكنية لهذه الورش والمصانع.
ناهيك عن المخاطر الكارثية المحتملة من هذه الورش (ورش السمكرة) والتي تستخدم اسطوانات الكربون ومولدات بأحجام مختلفة ومعدات متنوعة، الأمر الذي يجعل من حدوث خطأ أو انفجار في إحدى هذه الورش أمراً في غاية الخطورة حيث سيؤدي هذا إلى نسف العمارات المجاورة وتضرر سكانها من المستأجرين ولا نعلم ما المعايير التي يتبعها ملاّك تلك المنازل الذين يؤجرون لأصحاب تلك الورش غير عابئين بالأضرار التي يسببونها للمستأجر الذي لاشك أنه يدفع إيجارات شهرية ومن حقه هو وأبنائه وعائلته الاستمتاع بالهدوء والسكينة بدلاً من الفوضى والإزعاج ..
أضرار صحية
وعن الأضرار البيئية التي تسببها مناشير الأحجار وكذلك أضرارها الصحية بالمواطنين من سكان محافظة عدن يقول مصدر مسؤول في صحة البيئة بمكتب الأشغال بمحافظة عدن : أن هذه المناشير تعد واحدة من أخطر مصادر تلوث البيئة كونها تمارس نشاطاً ينتج عنه انبعاث كميات كبيرة من الغبار والأتربة التي تحتوي على مواد سامة لاسيما الغبار الدقيق الذي يتطاير في الهواء ويختلط بمواد وغازات أخرى في الهواء الحيوي فيتحد معها هذا الغبار ويشكل ما يسمى بالهباء والذي يمكن مشاهدته كطبقة قاتمة في الهواء وهذا الهباء يشكل خطراً على صحة الناس الذين يستنشقونه مع الهواء فيؤدي إلى أضرار صحية في الصدر والرئتين ويسبب التهابات وضيق التنفس، كما أن احتجاز هذه المناشير لمساحات واسعة من الأراضي وتحويلها إلى أماكن لتجميع الأحجار والنفايات المتطايرة التي تحملها وتنقلها الرياح وتتجمع بالتالي في ساحات المناشير يجعلها مصدراً لتلويث البيئة وتشويه المظهر العام وكل ذلك يؤدي إلى الإضرار بصحة البيئة وصحة المجتمع.
وبحسب المصدر المسؤول في صحة البيئة بعدن؛ فإن هذه الورش وغيرها من الورش المهنية والصناعية والمناشير والمصانع المختلفة المنتشرة بشكل كبير وسط المدينة وتحت البنايات السكنية وعلى امتداد الشوارع يصدر عنها ضوضاء ?ضجيج? كبير باتت تخيم وسط الأحياء والمناطق السكنية والشوارع التي توجد بها هذه الورش والمناشير والناتجة عن ضجيج المكائن والآلات الكهربائية التي تستخدمها هذه المناشير في نشاطها والتي تعمل بالطاقة الكهربائية والوقود ويصدر عنها أصوات قوية.