نبش في ذاكرة حرب صيف 1994..هذا ما حدث يوم 21 مايو قبل عشرين عاما

جاء اعلان الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض فك الارتباط وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية في 21 مايو 1994 بعد أكثر من ستة وعشرين يوما على شن الحرب على الجنوب ، دمر لواءين جنوبيين في عمران وذمار وسقطت محافظة الضالع وقاعدة العند العسكرية وقصفت عدن بالطائرات وبيان فك الارتباط لم يعلن بعد ، في حين يزعم بعض الأفاكين اليوم أن الحرب سببها إعلان بيان فك الارتباط ، وهذا افتراء فبيان فك الارتباط أعلن في 21 مايو 1994 في حين كانت الحرب قد بدأت قبل ذلك بستة وعشرين يوما وتحديدا في 27 ابريل 1994 .

اعتباراً من 20 مايو 1994، حققت القوات اليمنية الشمالية مزيداً من التقدم نحو عدن، وسط تقهقر القوات الجنوبية من قاعدة العند الجوية الرئيسية. ونقلت إذاعة صنعاء، عن مصادر عسكرية شمالية، قولها: إن القوات تحقق، أيضاً، تقدماً في محافظة أبين، شمال شرقي عدن، فيما بدا أنه محاولة للتقدم باتجاه المدينة من اتجاهين، حيث تمكنت القوات الشمالية، خلال القتال على "العند"، من تشتيت لواء مدفعية جنوبي، ومن الاستيلاء على 62 دبابة، من طراز "ت ـ 55"، وإسقاط طائرة مقاتلة ـ قاذفة.

وأعلن متحدث عسكري في صنعاء؛ أن "قوات الوحدة والشرعية، تواصل إحكام حصارها على المتمردين الانفصاليين في مدينة عدن الباسلة". وكان صاروخان من طراز "سكود" قد انفجرا ليل الخميس ـ الجمعة (ليل 19 ـ 20 مايو 1994) في مطار عدن، وأحد أحيائها السكنية، فأصيب أربعة بجروح، وهذه هي المرة الأولى التي يُطلق فيها الشماليون صواريخ سكود. وأشار المتحدث الشمالي إلى أن "الكثير من الأهداف العسكرية في عدن، ومنها القاعدة الجوية، أصبحت في مرمى الصواريخ والمدفعية الشمالية".

وعلى الرغم من التقهقر الواضح، قال ضباط جنوبيون على الجبهة: إن الوحدات الجنوبية لا تزال تسيطر على مدرج الطيران والمباني في الجزء الجنوبي الغربي من قاعدة العند، وأشاروا إلى أن قوات المشاة تقاتل القوات الشمالية في القاعدة وحولها، وتُشاهد تعزيزات من الجنوب باتجاه الشمال. وقصفت الطائرات الحربية الجنوبية المواقع الشمالية من العند. وناشدت إذاعة عدن سكان المدينة الاستماتة في الدفاع عنها، وقالت: "فلتحولوا الأرض إلى جحيم تحت أقدام الغزاة، اجعلوها مقبرة جماعية، دافعوا عن مدينتكم الجميلة".

وفي عدن؛ أصدرت وزارة الدفاع بياناً حمل الرقم (23)، ذكر أن "القوات الجنوبية أنزلت ضربات قاتلة في صفوف القوات الشمالية صباح أمس في جبهة كرش، التي تبعد 120 كيلومتراً شمال عدن". وبدأت قواتهم في الانسحاب، فيما استسلم عدد كبير من الجنود الشماليين، ودُمرت أكثر من عشرين دبابة، وعربة نقل تابعة للقوات المنسحبة".

وعن القتال في محافظة أبين، قال البيان: "تمكنت القوات الجنوبية من استعادة مناطق دوفس، والحرور والرملة، وتطهير منطقة الكود، وتزحف منذ الصباح نحو زنجبار لمطاردة فلول قوات العمالقة الشمالي". وأكد أن "جميع جبهات القتال تشهد تقدماً للقوات الجنوبية، التي تحقق تفوقاً في المجال الجوي".

 

إعلان فك الارتباط !

السبت 21 مايو 1994، أعلن الرئيس علي سالم البيض دولة جمهورية اليمن الديموقراطية، على أراضي المحافظات الست، التي كانت تشكل جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، وانطوت بذلك صفحة الوحدة اليمنية.

وجاء نص إعلان فك الارتباط، الذي ألقاه الرئيس علي سالم البيض كالتالي:

 1 - نعلن قيام دولة مستقلة ذات سيادة تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية، وعاصمتها عدن، وهي جزء من الأمة العربية والإسلامية.

2 - تظل الوحدة اليمنية هدفاً أساسياً تسعى الدولة بفضل التحالفات الوطنية الواسعة وتعزيز الوحدة الوطنية إلى إعادة الوحدة اليمنية على أسس ديمقراطية وسليمة.

3- الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.

4- يقوم النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية.

5- يعتبر دستور الجمهورية اليمنية هو دستور دولة جمهورية اليمن الديمقراطية.

6- تعتبر وثيقة العهد والاتفاق أساس قيام وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية، ونظامها السياسي والاقتصادي.

7- الالتزام بمواثيق الجامعة العربية والأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي المعترف بها، وكذا الالتزام بكافة الاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية والدولية والحفاظ ورعاية مصالح كل الدول والشركات العاملة في نطاق الدولة.

8- الالتزام بسياسة حسن الجوار وتعزيز أواصر الأخوة والصداقة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، وبخاصة الدول المجاورة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

9-  قيام نظام الدولة على أساس اللامركزية الإدارية، باعتبارها أساس تنظيم العلاقات الديمقراطية بين مكونات الدولة.

10 - حماية الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وحرية الرأي والعمل والصحافة وفقاً لأسس الديمقراطية ومنطلقاتها السلمية.

11- إن السياسة الاقتصادية تقوم على أساس حرية النشاط الاقتصادي وآلية السوق الحر، وبما يؤمن الرعاية والموازنة بين جميع المصالح.

12- إجراء انتخابات عامة نيابية ومحلية خلال عام من إعلان هذه الوثيقة، وذلك على أساس التعددية السياسية والحرية.

13- تشكل جمعية مؤقتة للإنقاذ الوطني (111) عضواً، وذلك على النحو التالي: أ- أعضاء مجلس النواب الممثلون للدوائر الانتخابية في المحافظات الجنوبية والشرقية. ب- ممثلون عن الأحزاب والتنظيمات السياسية. ج- شخصيات وطنية واجتماعية ودينية.

14- تتولى الجمعية المؤقتة المهام التالية: أ- اختيار رئيس للجمعية. ب- اختيار رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة ليقوم بمهام رئاسة الدولة. ج-  اختيار حكومة مؤقتة. د- إعداد الدستور الدائم لجمهورية اليمن الديمقراطية وفقاً لوثيقة العهد والاتفاق. ه- إعداد قانون الحكم المحلي. و- إعداد قانون الانتخابات. ز- الإعداد لإجراء الانتخابات النيابية والمحلية وفقاً لما جاء في المادة (12) من الوثيقة. ح- القيام بكافة المهام والتشريعية إلى حين انتخاب مجلس النواب الجديد.

وبناء على ذلك؛ تدعو جمهورية اليمن الديمقراطية كافة الدول الشقيقة والصديقة للاعتراف بدولتها وذلك وفقاً للتشريعات الدولية، وكلنا ثقة وأمل بأن هذه الدول ستقدر موقف هذه الدولة وقيادتها التي اتسمت دوماً بالحكمة والتعقل والتروي، والتمسك بالديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.

 

قتالٌ ضارٍ

وفي الوقت نفسه؛ احتدم قتال ضارٍ يوم 21 مايو 1994 على الجبهات الرئيسية الثلاث، بين القوات الشمالية والجنوبية في يوم وقفة عرفات. وقالت قيادة صنعاء إنها حققت فيه تقدماً على الطريق إلى عدن. وأكدت المصادر العسكرية الجنوبية أنها دحرت جميع الهجمات الشمالية على كافة الجبهات.

و أثار سقوط صاروخين شماليين، من طراز سكود، على عدن الذعر والخوف بين صفوف المواطنين لأول مرة منذ اندلاع القتال. وأفادت مصادر عدن بأن أحد الصاروخين لم يصب هدفه وسقط في البحر، بينما استهدف الآخر مطار عدن، ودمر طائرة نقل عسكرية من نوع "انتونوف"، روسية الصنع، كانت رابضة على المدرج، فاشتعلت فيها النيران. وقللت المصادر من أهمية إطلاق الصاروخين، وقالت إن ذلك "يعبر عن اليأس الذي يسيطر على قيادة صنعاء، بعد أن تلقت قواتها انكسارات في محاور كرش ـ العند وقعطبة ـ الضالع، إلى جانب تشديد الخناق على قوات العمالقة في محافظة أبين".

وأكدت مصادر عسكرية جنوبية أيضاً أن القتال بين القوات الشمالية والجنوبية ما يزال مستمراً على مناطق الحدود الشطرية السابقة، ولم تحقق القوات الشمالية أي تقدم في اتجاه السيطرة الكاملة على قاعدة العند الاستراتيجية، على النحو الذي تروج له صنعاء، وتزعم أن قواتها أصبحت على وشك دخول مدينة عدن. وقالت المصادر الجنوبية إن المعارك دارت مجدداً بشراسة في نقطة جول مدرم، وهي منطقة تقاطع للطرق الرئيسية، التي تربط عدن بالضالع وكرش، حيث صمم الجنوبيون على إجبار الشماليين على التقهقر إلى مواقعهم السابقة، خلف الحدود الشطرية.

وقد أعلن ناطق عسكري في صنعاء أن "الكثير من الأهداف العسكرية في عدن، ومنها القاعدة الجوية (المطار) بات في مرمى الصواريخ والمدفعية، التابعة للقوات الشمالية اليمنية، في وقت لم يصدر في عدن أمس أي بيان عسكري يوضح سير العمليات على جبهات القتال.

كما أعلن مصدر عسكري في صنعاء الآتي:

(1) قصف لواء العمالقة بشدة مطار عدن فجر يوم 20 مايو 1994، وذلك من مواقعه في منطقة العلم شرقاً، التي تبعد نحو 25 كيلومتراً عن المدينة. ويخوض لواء العمالقة معارك ضارية في جبهة العلم، ويتقدم نحو عدن من الشرق للاستيلاء على مطار عدن.

(2) تقدمت القوات الحكومية فجر أمس 30 كيلو متراً جنوب قاعدة العند باتجاه مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، وأصبحت على مشارف المدينة، واستولت على عشرات الدبابات والمدافع، وأكثر من 12 منصة صواريخ (كاتيوشا).

وقد شنّ سلاح الجو الجنوبي غارات مكثفة على قاعدة العند، التي أحكمت القوات الشمالية "سيطرتها عليها". واستخدمت الطائرات الحربية الجنوبية قنابل عنقودية في غاراتها على القاعدة.

(3) قصف سلاح الجو الشمالي زوارق للبحرية الجنوبية، وأسقط طائرة حربية في معركة جوية فوق محور لحج ـ العند، وتردد أن الطائرة سقطت فوق مطار قاعدة العند.

(4) دمرت القوات الشمالية قوات للحزب الاشتراكي في قطاع خرز على ساحل البحر الأحمر، وباتت على مسافة 25 كيلومتراً غرب عدن". وتخوض تلك القوات معارك ضارية منذ ثلاثة أيام ضد لواء صلاح الدين، وتسعى إلى الاستيلاء على ميناء البريقة أحد المواقع الاستراتيجية في مدينة عدن، ومحاصرة القوات البحرية الجنوبية.

 

 

بكس

مع صورهم الشخصية

أعضاء مجلس الرئاسة الجنوبي الجديد عام 1994

علي سالم البيض - رئيساً

عبدالرحمن الجفري - نائباً للرئيس

سالم صالح محمد

 عبدالقوي مكاوي

 سليمان ناصر مسعود

 

 

 

بكس آخر

مع الصور الشخصية

 

أسماء وزراء حكومة الجنوب المعلنة بعد فك ارتباط 21 مايو 1994

 

    حيدر أبوبكر العطاس: رئيساً للوزراء وزيراً للمالية

    محمد حيدرة مسدوس: نائباً لرئيس الوزراء

    محسن محمد بن فريد: نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للتخطيط والتنمية

    صالح عبيد أحمد: نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للنقل والمواصلات

    عبد الله الأصنج: نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية

    هيثم قاسم طاهر: وزيراً للدفاع

    محمد علي أحمد: وزيراً للداخلية والأمن

    محمد محمود ناصر: وزيراً للعدل

    صالح بن حسينون: وزيراً للنفط

    محمد سعيد عبد الله: وزيراً للإسكان

    أبو بكر باذيب: وزيراً للثقافة والإعلام

    أحمد علي السلامي: وزيراً للكهرباء

    فضل محسن عبد الله: وزيراً للأسماك

    محمد سليمان ناصر: وزيراً للزراعة والموارد المائية

    يحيى محمد الجفري: وزيراً للتجارة والصناعة

    أحمد عبد الله المجيدي: وزيراً للإدارة المحلية

    عبد الله ناصر رشيد: وزيراً للإنشاء والتعمير

    قيس عبد الله جرادة: وزيراً للصحة

    أبو بكر السقاف: وزيراً للتربية والتعليم

    أحمد زين عيدروس: وزيراً لخدمة المدنية

    محسن علي ياسر: وزيراً للعمل

    مصطفى عبد الرحمن العطاس: وزيراً للأوقاف

    محمد أحمد العفيف: وزيراً للرياضة

    حازم شكري: وزيراً للشؤون الاجتماعية

    عمر عبد الصمد: وزيراً للدولة

 عبد الواسع سلاّم: وزيراً للدولة

    صالح عبد الله مثني: وزيراً للدولة

    سيف مقبل العريبي: وزيراً للدولة

    قاسم يحيى: وزيراً للدولة

    هادي محمد عامر: وزيراً للدولة

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني