قلعة صيرة من أهم المعالم التاريخية والأثرية في عدن ، تعيش اليوم في وضع مأساوي بعد أن امتدت إليها أيادي السطو والعبث والتدمير والإهمال..حاليا هناك فريق عمل يجري من قبل بعض الكوادر اليمنيين الجيولوجيين الذين يعملون تحت لسعة حرارة الشمس لإيقاف تدهور القلعة وتقديم دراسة فنية متكاملة لإعادة ترميم وتأهيل قلعة صيرة.
يقول رئيس الفريق الاستشاري لدراسة مجمع الاستحكامات الدفاعية (قلعة صيرة) م. معروف عقبة :"من خلال نزولنا إلى قلعة صيرة، أحد المعالم التاريخية والأثرية لعدن وجدنا أن القلعة تعرضت للعبث والتدمير والإهمال وهذا الحال ينذر بخطورة لطمس هذا الصرح التاريخي ومنحدرات جبل صيرة، ومكونات المشروع الذي كلفنا به هو عبارة عن إعداد دراسة متكاملة تشمل الجوانب الأثرية والتاريخية لمجمع الاستحكامات الدفاعية إضافة إلى دراسة الجوانب الجيولوجية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية لجزيرة صيرة، وسيتم من خلال هذه الدراسة إنقاذ قلعة صيرة من التدهور بإعداد خرائط جغرافية تفصيلية لجزيرة صيرة كاملة إضافة إلى خرائط جيولوجية والتي من خلالها يتم تحديد طبيعة المخاطر المحدقة لمنحدرات جبل صيرة إضافة إلى إعداد مخططات عمرانية تفصيلية (خرائط ودراسات) للمواقع والمنشآت الأثرية، بحيث يتم تحديد كثير من المواقع التي يتم رصدها من السابق والذي تمثل جوانب وظيفية ويستلزم الأمر ترميمها مع الحفاظ على الطابع الأثري للمنشأة بنفس مواد البناء المتوفرة في مواقع جبل صيرة".
ويشير م. عقبة :"أن مجموعة العمل مكونة من خبراء واستشاريين متخصصين في مجال الآثار والتاريخ وفن العمارة والفنون الجميلة والجيولوجيا والبيئة إضافة إلى فريق عمل من الشباب الساكنين في منطقة جبل صيرة كون هذه المجموعة الشبابية تمثل الأولوية في استقطاب هذه العمالة وتدريبها واحاطتهم بالمعلومات المتعلقة بالمكونات الأثرية والتاريخية المتوفرة في هذا المجمع التاريخي الضخم كونه من مآثر عدن وأن الدراسة التي يجري الآن إعدادنا لها في موقع العمل حيث كانت "الأمناء" هي الصحيفة الوحيدة التي قامت بالنزول لترى بأم أعينها بعض أعمالنا ضمن الدراسة والتي هي بتوجيه وتمويل من المجلس المحلي لمديرية صيرة".
كما ناشد م. عقبة المجتمع بالساهمة الفعالة لإنجاح المشروع لتدشين حملة دولية لإعادة ترميم كل المعالم التاريخية لعدن التي تعرضت للعبث.
بانافع : أولوياتنا إيقاف تدهور القلعة
ويؤكد مدير عام مديرية صيرة شيخ با نافع :"نحن كقيادة للسلطة المحلية بمديرية صيرة تداركنا المخاطر المحدقة بقلعة صيرة وعملنا على الإسراع في إدراج مشروع إعادة تأهيل قلعة صيرة وصهاريج الطويلة وطلبنا من استشاريين جيولوجيين متخصصين في تاريخ القلعة العمل على إيقاف التدهور الحاصل في القلعة وتقديم دراسة لإعادة تأهيلها وترميمها لتحظى من قبل هيئة دولية والوكيل الفني في مكتب محافظة عدن م. وحيد أمان على التواصل مع الأتراك الأكثر خبرة في أعمال الترميم للمعالم التاريخية والآثار.
وأشار بانافع بأن قلعة صيرة ستظل رمزا شامخا لكل الأجيال ولن تستطيع الأيادي العابثة مهما أقدمت على مثل هذه الأعمال التدميرية والسطو لطمس هذا المعلم التاريخي وغيره من المعالم الأثرية بصيرة.. وستظل صيرة بكل أبنائها الطيبين والسلطة المحلية صف واحد لوقف العبث للحفاظ على هذه المعالم الجميلة.
القلعة تعيش صورة مأساوية
ويضيف منسق مشروع إعادة تأهيل القلعة وعضو محلي صيرة أحمد ريحان :"بأن القلعة واستحكامات المحمية لها تعرضت للعبث والإهمال والسطو وهذا ما لمسناه بأم أعيننا مع فريق العمل من خبراء وكوادر متخصصة في هذا الشأن للإعداد لدراسة فنية متكاملة عن القلعة.. أنها مأساوية تعيشها القلعة من عمل تدميري متعمد لطمس المعالم والهوية التي تحمله هذه القلعة في تاريخ عدن.. والله فلو الأمر في أيدينا لعملنا على تقديم هؤلاء العابثين للمحاكم الدولية الجنائية لما اقترفوه بحق عدن وآثارها.. فلا يعقل بأن نظل مكتوفي الأيدي متفرجين وآثارنا تدمر وتسلب وستحاسبنا الأجيال القادمة على سكوتنا ولهذا حرصت السلطة المحلية بصيرة على إنقاذ القلعة ووقف التدهور.
تحصينات القلعة بدأت تنهار
م. خالد محمد عبده – ماجستير هندسة مدنية ضمن الفريق الاستشاري المعاين للقلعة قال :"الوضع الحالي لقلعة صيرة يشرح نفسه لهذا المعلم الأثري.. نحن عملنا يتركز في (التحصينات) والتي بدأت تنهار.. حيث نعمل على إعادة الأحجار إلى مواقعها الطبيعية لأجل ايقاف التدهور والانهيار للقلعة.
ويرى المواطن زيد صالح من أبناء مديرية صيرة :"أن التدمير الذي طال قلعة صيرة هو بفعل فاعل وقد سبق أن تم تدمير العديد من المعالم بعدن ومنها مبنى البادري سابقا – حاليا إدارة الامتحانات وكذا السطو على متنفسات عديدة.