الشيخ سنان أبو لحوم شاهد على حقبة انطوت ويجهلها الكثيرون (7)

في مثل هذه الايام من العام 1993م، بدأت الكوادر الجنوبية التي انتقلت الى صنعاء للعمل في الاجهزة الحكومية تستشعر بخطورة بقائها مع اسرها نظرا للوضع الامني الاستثنائي الذي كان يسود العاصمة حينها.. وأخذ الكثيرون منهم باعادة النظر في بقاء الاسر بصنعاء والعمل على قطع دراسة اولادهم وترتيب اوضاع دراسية جديدة في عدن، بعد ان بلغت الازمة السياسية مداها من التصعيد في الفترة مايو – اغسطس 1993م.

قابوس يرجئ زيارته لعدن

في خضم الازمة السياسية بين طرفي الائتلاف الحاكم المؤتمر الشعبي والاشتراكي اعلن عن زيارة سيقوم بها السلطان قابوس لصنعاء في اغسطس 1993م، وخشى الرئيس صالح ان يصل السلطان قابوس في ظل استمرار غياب نائبه البيض الذي عاد من جولة خارجية زار فيها فرنسا وامريكا الى عدن ليمضي في اعتكافه.

يقول ابو لحوم ان صالح طلب منه الذهاب الى عدن لاعادة البيض، لكنه نبهه من اعلامه بانه مكلف بهذه المهمة بناء على طلب الرئيس.. لم يستوعبها ابو لحوم وتساءل كيف لا نخبر النائب بان ما نقوم به ليس تكليفا من الرئيس.

زار قابوس صنعاء في 1993/10/12 ويقول ابو لحوم ان من ضمن برنامج الزيارة والقيام بجولة في  عدن لكنه لا يرغب بزيارتها في مثل هذه الظروف وستسبب له احراجات.

18 نقطة لحل الازمة

توجه وفد الوساطة الى عدن وضم سنان ابو لحوم والمشير عبدالله السلال، اول رئيس للجمهورية العربية اليمنية والقاضي عبدالسلام صبره ومحمد سالم باسندوة ولكن البيض عند علمه بوجود باسندوة في وفد الوساطة رفض استقباله الا ان محمد سعيد عبدالله محسن اقنعه بالعدول عن رفضه.. وفي اللقاء الذي جمع البيض بالوسطاء قدم الاشتراكيون 18 نقطة مقترح لحل الازمة السياسية كان اولها القاء القبض على المتهمين في حوادث الاغتيالات والتفجيرات وغيرها من القضايا المخلة بالامن.. والتي بدأت باغتيال شهيد الديمقراطية الاول م. حسين حريبي وتلتها قافلة من قيادات الاشتراكي الذين سقطوا بين قتلى وجرحى ومحاولات اغتيال لقيادات في المكتب السياسي ابرزهم انيس حسن يحيى وعلي صالح عباد ومقبل ود. ياسين سعيد نعمان الذين اوصلوا قذيفة صاروخية الى غرفة نومه في العاصمة صنعاء فيما شملت بقية النقاط الاخرى الانتخابات واخلاء المدن الرئيسة من المعسكرات وتصحيح الاوضاع في كل القطاعات.

اطلع الوفد عليها واعاد النظر في صياغة بعضها وتم الاعلان عنها وعرضها على الرئيس صالح الذي وافق عليها الا ان الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر واخرون رفضوا نقاط الاشتراكي.

بالمقابل قدم المؤتمر الشعبي العام مقترحا يتضمن 19 نقطة لحل الازمة السياسية حتى انه في ذلك الحين علق الشارع اليمني على مقترحات الحزبية ومبادرة المعارضة بماراثون النقاط والمبادرات.

وفي قراءة عاجلة لنقاط المؤتمر الشعبي فقد تركزت على الحوار والتقيد بالتداول السلمي للسلطة ومحاسبة الفاسدين وانهاء الاحادية الحزبية وغيرها من النقاط الا ان الوضع الامني لم يشر له بالبنان وكأن الامور على ما يرام، فيما مبادرة المعارضة عللت السبب وراء الازمة هو فساد الاسس التي ارتكز عليها الحكم القائم على التقاسم المصلحي لاطراف للوظائف والامكانيات بعيدا عن المصلحة العامة.

مشروع ارتيري يقلق صنعاء

في ظل اشتداد الازمة.. زار عدن الرئيس الارثيري سياسي افورقي يروي ابو لحوم ان صنعاء بلغها مشروع يتبناه افورقي يقضي بتعديل الوحدة القائمة الى فيدرالية.. وقال: اثار هذا الموضوع قلق الكثير من الاخوة ومنهم القاضي عبدالرحمن الارياني الذي اتصل بي من دمشق يستفسر عن الموضوع، فكتبت رسالة بالفاكس الى البيض قلت له ان ما سمعناه قد يكون دعاية مفرضة او رغبة يريدوا ان يحملوا غيرهم مسؤوليتها ويجعلوها كمبرر .. ارجو ان تفيدوني كما ارجو واكرر رجائي واناشدكم ان تظل الوحدة هي الهدف الاساس مهما بلغت الصعوبات وبلغت المشاكل فالوحدة هي مطلب الشعب اليمني ورغبته".
ماذا لو زار الشيخ سنان ابو لحوم هذه الايام عدن ومناطق الجنوب ليرى بأم عينيه ليرى ماذا تبقى من هذه الوحدة؟ ان بقى شيئا منها!

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني