آخر تحديث :الاحد 30 يونيو 2024 - الساعة:11:09:50
 أربع سنوات منذ اغتيال صوت الحقيقة والقتلة مازالوا طلقاء ..
إعلاميون وناشطون جنوبيون يتحدثون لـ"الأمناء" عن مواقف خالدة للشهيد نبيل القعيطي
(الأمناء / تقرير/ آزال رأفت :)

نبيل القعيطي ذاكرة الحرب والسلام ..

حلت علينا الذكرى الـرابعة لاغتيال المصور العالمي نبيل القعيطي الذي اغتالته  قوى الإرهاب في الثاني من يونيو 2020م، اليوم المؤلم على أبناء الجنوب حيث مثل استشهاده خسارة فادحة لأحد أهم المصورين في الوسط الإعلامي، الجنوبي .

 

وتزامناً مع الـذكرى الـ4 لاغتيال الشهيد البطل نبيل القعيطي، حاورت صحيفة ”الأمناء“ عدد من الناشطين والصحفيين من الأصدقاء المقربين للشهيد، عن حجم المعاناة التي حلت على الجنوب بخسارة أهم المصورين الذين سلطوا الضوء بعدستهم على الكثير من الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية على يد الإرهابيين الجبناء.

 

 

 

 

نبيل القعيطي أيقونة بالنضال

 

يؤكد يعقوب السفياني، مدير مركز سوت24 للدراسات والبحوث، في العاصمة عدن أن خسارة الشهيد البطل نبيل القعيطي شكلت ضربة مؤلمة وموجعة للوسط الصحفي والإعلامي الجنوبي، كان صحفياً ومصوراً من الطراز الرفيع له بصمات إنسانية ومهنية في كثير من المراحل والمحطات التاريخية التي مرت بها العاصمة عدن على وجه الخصوص والوطن الجنوبي بشكل عام.

 

 

واضاف:" أن عدسة الشهيد البطل نبيل القعيطي كانت حاضرة في مختلف المحطات والوجهات وفي حرب 2015م، التي شنتها القوات الشمالية، وحاضرة في الساحل الغربي، وفي توثيق المعاناة للمهمشين والنازحين والمهاجرين، وحاضرة في حرب أبين التي أراد بها العدو إعادة إحتلال الجنوب مرة أخرى 2019_2020م ".

 

 

 

وأضاف : "نبيل القعيطي ، كان من أفضل المصورين والموثقين ليس فقط على مستوى عدن والجنوب ولكن على مستوى المنطقة، ونال جوائز على ذلك، ويعتبر أيقونة للمصور الشجاع في عمله المهني والالتزام أمام التحديات التي كانت كبيرة جداً وبنهاية كانت سبب انتهاء حياته ".

 

 

ويختتم السفياني حديثه لـ"الأمناء" قائلاً :" نقول لمن اغتاله وارتكب تلك الجريمة الشنيعة ضد شخص أعزل سلاحه الوحيد الكاميرا أن ضحكته أطول من أعماركم بأذن الله ".

 

 

شهيد الوطن ورمز الإنسانية

 

 

ويقول علي الهدياني، السكرتير الصحفي والإعلامي لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في حديثه لـ"الأمناء" : "رافقت نبيل عندما كنّت مراسلا لصحيفة ( The National ) وكنا مع بعض نغطي المعركة في الساحل الغربي، اكتشفت نبيل كإنسان فوجدته شخص ملهم، كان رحمه الله يتميز بروح قتالية نادرة، لا يستسلم أبدا في سبيل تحقيق أهدافه، كنّا احيانا ندخل إلى مناطق المواجهات ونحاول قدر الامكان ان نكون محميين من القذائف لكن نبيل كان لا يرضى إلا أن يكون مرافقا للقوة المتقدمة وهذا عرض حياته لمخاطر كثيرة، كثير من الاوقات الصعبة مرت علينا ونحن نغطي الاشتباكات وكنا أكثر ما نخاف على نبيل لأنه الوحيد الذي كان لا يحسب لعواقب مغامراته التي تحتاج كتاب لسردها، نبيل لم يكن مجرد مصور عالمي، نبيل كان رمزا في الانسانية ، في الإبداع في الطموح في المثابرة والإخلاص للعمل وحب الوطن والتضحية في سبيله ".

 

 

وأكد، أن نبيل رحمه الله نموذج للشخص الطموح المثابر، وهذا يمكن ادراكه من خلال تتبع بداياته مع العمل الصحفي، فهو لم يتخرج من أكاديميات الاحتراف بل كان إنسان بسيط قاده شغفه وحبه للتصوير لأن يتحول إلى مصور وصل إلى مصاف العالمية بما اكتسبه من مهارات تعلمها من الميدان.

 

 

ويضيف الهدياني :"أتذكر نبيل رحمة الله عليه عندما كان يعود في نهاية اليوم من الخطوط الأمامية في الدريهمي والمنظر وهو منهك ليقص علينا مغامراته مع أبطال العمالقة ونبدأ نستعرض معه الفيديوهات التي صورها ويبدا يشتغل عليها وهو يمزح ويضحك مع الزملاء ويحول المكان إلى مسرح بروحه المرحة وابتسامته التي كانت لا تفارق محياه حتى ونحن في أصعب الأوقات في الجبهة".

 

 

القعيطي شهيد الحقيقة

 

 

يقول الصحافي محمد مساعد، في حديثه لـ"الأمناء" : "كان القعيطي جبهة إعلامية وبدأ تصويره ينشر في قناة عدن لايف وصحف الأيام وعدن الغد ويافع نيوز إضافة إلى نشاطه  في الفيس بوك منذ البدايات وتغطياته  فعاليات ومسيرات الحراك الجنوبي وفعاليات التصالح والتسامح وكل ما يتعلق بقضية الجنوب وعدن وكان قد تعرض  للسجن في بداياته الأولى  بهدف منعه  من التوثيق والنشر لانتهاكات الأمن المركزي بحق المتظاهرين، وتعرفت على الشهيد نبيل القعيطي قبل المعرفة الشخصية على الواقع  من خلال وجود اسمه في الصحف الصادرة بعدن وكانت غالبية صور اخبار وتقارير الحراك الجنوب في الصحف من كاميرا نبيل القعيطي وصالح العبيدي .

 

 

وأكد مساعد، أن دور وعمل الشهيد أسهم في اظهار وتشجيع وتفعيل المقاومة ضد مليشيات الحوثي في عدن عبر نشر اخبار وصور وفيديوهات من دار سعد وعدد من الأماكن في عدن، كما أنه كان جنبا  إلى جنب مع  أبطال المقاومة في جبهات عدن بالطول والعرض ليل ونهار طوال أربعة أشهر من الحرب وواجه الموت كثير مرات وخرج بفضل الله سليما معافى لكن  الكاميرا  تعرضت للانكسار نتيجة شظية اصابت العدسة في القصف العشوائي على دار سعد حين كان يوثق واحدة من أكبر المجازر  التي ارتكبتها المليشيات في عدن وكان تصويره ينشر في قناة عدن وصوت الجنوب المحلية وقنوات عربية وعالمية منها  العربية والحدث وسكاي نيوز وفي  مقدمة الوسائل الإعلامية كان المصور للوكالة الفرنسية العالمية فرانس برس.

 

 

 

ويضيف مساعد:" تعرض الشهيد القعيطي لملاحقات الأمن المركزي أثناء تصويره  مظاهرات الحراك والقمع الذي كان يقوم به الأمن المركزي في كثير من مديريات عدن،كان يقوم بتغطية ونقل أحداث الثورة الجنوبية ولا يعلم إلا القليل أن الشهيد في بداياته  الأولى كان يملك سيارة سخرها لتغطية فعاليات الحراك في عدن ومختلف المحافظات حتى تكسرت وانتهت.

 

 

 

وأوضح مساعد، أن الشهيد نبيل لم يكن مجرد اعلامي يحمل كاميرا لتصوير الحرب بل كانت له بصمات في العمل الإنساني ونقل ونشر صوت  "أسر شهداء ،والجرحى إضافة الى نقل ونشر صوت حالات انسانية مرضى ،أسر فقيرة ومحتاجين ومعاقين وغيرهم " وأيضا كان يحارب  الفساد أيا كان والأعمال السلبية في عدن "بناء عشوائي ،اقتحام منازل ،أعمال بسط،مخالفات وتجاوزات وغير ذلك وكان عمله وكل ما يقوم به يتصدر شبكات التواصل الاجتماعي  الفيس بوك والوتس اَب وتويتر وكان الشهيد يصول ويجول لتوثيق ونشر الانتصارات والتحرير من  عدن إلى  لحج وأبين الساحل الغربي تعز الحديدة وصولا الى مأرب إضافة إلى تصويره في محافظات أخرى منها  شبوة وحضرموت والضالع.

 

 

 

وأشار مساعد أن الشهيد نبيل يملك  محطات متعددة ومتنوعة وفي كل مرة يطلب مني الحديث لا أدري عن ماذا أتحدث عن نبيل الشهيد مع الأهل أو الأصدقاء أو في الشارع ومع المواطنين مع القيادات والشهداء أو مشاركاته  المجتمعية أو عن دعمه للمبادرات والأنشطة والفعاليات أو عن تسخير  علاقته بالمغتربين والمسؤولين لمساعدة الكثير من المحتاجين ببساطه الشهيد نبيل هو الرجل المبادر مع من يعرفه ومن لا يعرفه و كانت له طموحات بسيطة في مقدمتها تدريس أطفاله وتعويض ما فاته.

 

 

ولفت مساعد، إلى أن التأكيد على أنه كان عالمي فعلا بما يقوم به هو  ترشحه  لجائزة روري بيك العالمية في لندن لأفضل مصوري الفيديو ووصوله الى المرحلة النهائية في المسابقة نتيجة فيديو يجمع لقطات صورها الشهيد للوكالة الفرنسية من أماكن مختلفة في عدن وصولا الى العلم في معركة تحرير أبين، وجرى تكريمه في مقر الوكالة الفرنسية خلال حضوره دوره تدريبية خاصة بالسلامة والإسعافات الأولية.

 

 

واختتم : "أربع سنوات مرت ومضت منذ اغتيال أخي وصديقي الشهيد  النبيل نبيل القعيطي وكالعادة نخجل ماذا نكتب وماذا نقول والذي اغتالوه مازالوا احرارا طلقاء ومازالت قضيته  مقيدة ضد مجهولين، إن مرور السنوات يؤكد أن الفراغ الذي تركه لا يمكن تعويضه وخسارته كبيرة وكبيرة جداً ".

 

 

نبيل” ذاكرة الحرب والسلام“

 

 

 يقول الإعلامي صالح حنش:" كنت اتمنى كغيري من محبي وأصدقاء الشهيد نبيل القعيطي أن تكون ذكرى استشهاده يوماً يشفي غليلنا بالكشف عن قتلة الشهيد ومصيرهم لكننا ما زلنا ننتظر بما ينتصر لدمائه الطاهرة وروحه الزكية فقضيته قضية الجميع دون استثناء ".

 

 

ويؤكد حنش في حديثه لـ"الأمناء"  أن : "استشهاد نبيل او كما كنا نحب أن  نسميه "ذاكرة الحرب والسلام " كان ضربة قسمت ظهر الإعلام الجنوبي وتركت فراغاً كبير لا يمكن لأي أحد أن يسده فنبيل كان  الصوت والصورة والعين والنافذة التي كنا نشاهد ونسمع من خلالها كل ما يتعلق بقضايا الحرب والسلم على امتداد جغرافيا المناطق الجنوبية ".

 

 

 

ويختم حنش حديثه بالقول : "تعرفت على نبيل لفترة قصيرة ولكن كانت مليئة بالمثابرة والإجتهاد العمل وأكثر ما كان  يميز الشهيد النبيل  خفة دمه ومزحه الطريف وتفانيه في العمل وإنسانيته وحبه  في مساعدة الأخرين وقدرته على تحمل ضغوط العمل وتبعاته ".



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل